كلمتان

> عمر محمد بن حليس:

> (1) مكالمة شدّ أزر ..هاتفته ذات مساء، فسلمت عليه وتفننت بانتقاء جميل الكلمات النابعة من عميق قلبي، ثم سألته عن صحته وأمور أخرى، إلا أن صاحبي الذي عودني على هدوئه وصبره وتفاؤله لم يكن هذه المرة على خير مايرام.

فاستغربت كثيرا، وطاف بي خيالي بعيدا، وساورتني الشكوك وأنا أفكر وأسأل ذاتي إلى أن قال لي: «أنا مش تمام» ثم سكت، فاختلط سكوته بسكوتي، فقلت له- ضاحكا- ياساتر! قل الحمدلله واشعر نفسك ومن معك بالفرحة.. فرد علي: «الفرحة.. أين هي الفرحة التي تكلمني عنها؟ لقد هجرتها أو هجرتني من مدة... و... و... خلاص خلاص.. يالله مع السلامة وتصبح على خير».

ولأنني فهمت أنه يعيش بداية إحباط حقيقي، وكأن زبر الحديد أثقلت صدره، وروح الانهزام غلبت على تلك الروح التي عرفتها فيه.. قلت له يا أخي: نحن من يزرع السعادة، ونحن من يصنعها لنفسه، فلا يجب أن ننتظرمن يزرعها فينا أويضعها لنا، لأننا إذا انتظرنا ربما يأتي من يجلب الحطب ليوقد داخلنا نار الإحباط والهزيمة التي لاتخلف إلا رماد الغل والحقد والضغينة على من حولنا وعلى أنفسنا في المقام الأول، وثق يا أخي أن السعادة والفرحة مصدرهما مزيد من الاقتراب من ربنا سبحانه وتعالى، والاستمساك بعروته الوثقى، التي لا انفصام لها.. لأن المرء منا إذا عزز ووطد العلاقة مع خالقه سيتبين له الغي من الرشد في مضمار الحياة، وسيجد نفسه أمام حقيقة واحدة، وهي أن الأمر بيد من خلقه وسوّاه، أما سواه من الناس فما هم إلا بشر أمثالنا.

وكلمة أخيرة أقولها: علينا أن نقتنع أن الألفة والمودة والحب والتواصل مع الآخرين بثقة صادقة تعزز فينا بواعث الأمل والتفاؤل والسعادة والفرح، وتصبح على خير.

(2) مع «الأيام»

صحيفة «الأيام» تؤكد يوما بعد يوم قربها اللصيق من كل أطياف المجتمع، وهي حاضرة بحضور الكلمة التي تتلمس هموم الناس، بمنتهى المهنية والإبداع.

ومن أروع مالفت انتباهي أن صحيفة «الأيام» حرصت من خلال أعدادها الأخيرة أن تلعب الدور التوعوي، المتمثل بتخصيص الإعلانات التحذيرية الصادرة عن وزارة الداخلية، المتعقلة بأهمية ربط حزام الأمان واتباع قواعد السير السليمة، للحد من الحوادث المرورية، أو تلك المرتبطة بمنع استخدام المفرقعات والألعاب النارية، أو حمل الأسلحة والتجول بها.

ولعمري إن هذا العمل التوعوي الذي يتبناه الأخوان (هشام وتمام) عبر صحيفتهما الغراء يسجل لهما على صفحات ناصعة البياض، على أمل أن تحدو صحف أخرى حدو «الأيام» في هكذا عمل، نحن بأمس حاجة إليه لنشر مزيد من الوعي لدى عامة الناس.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى