اغتيال بوتو يوقظ توترات كامنة بين الاتنيات في باكستان

> جارهي جوده «الأيام» داني كمب :

>
تهتف نساء يقفن امام ضريح بنازير بوتو "يا اهل السند انهضوا!" في نداء يخشى الكثيرون في حال لقي اصداء في باكستان ان يثير اعمال عنف اتنية خلال حملة الانتخابات التشريعية المقررة في 18 شباط/فبراير.

وقتلت رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة المتحدرة من احدى عائلات الملاكين السند الاكثر ثراء وشعبية، في عملية انتحارية استهدفتها في قلب ولاية البنجاب في وسط شرق باكستان، وهي الولاية الاغنى والاكثر سكانا وتتحدر منها الاتنية البنجابية التي تمسك فعليا بزمام السلطة والجيش في البلاد.

وايقظ اغتيال بوتو الريبة الدفينة القائمة منذ اجيال بين الاتنيتين البنجابية والسندية فشكلت محركا للشبهات وفرضيات المؤامرة وغالبا ما دعا مثيرو الاضطرابات واعمال الشغب التي شلت البلاد على مدى ثلاثة ايام وخصوصا في اقليم السند الى الثأر من البنجابيين.

وعرفت السند معقل حزب الشعب الباكستاني الذي كانت بوتو تتزعمه اعنف اعمال شغب في تاريخ البلاد. ووصلت الحصيلة الرسمية للاضطرابات التي تلت اغتيال بوتو الى نحو ستين شخصا قتل معظمهم في السند.

وغالبا ما شهدت باكستان توترا اتنيا غير انه لم يسبق ان بلغ الحد الذي وصلت اليه الاوضاع في الاسابيع الاخيرة. ويتحدث الجميع سواء في بنجاب او في السند عن "التقسيم" في هذا البلد الاسلامي المتعدد الاتنيات والبالغ عدد سكانه 160 مليون نسمة، فيما تبقى انظار الاسرة الدولية مسمرة بقلق على هذه القوة النووية الوحيدة المؤكدة في العالم الاسلامي.

ويخشى العديد من الخبراء ان تؤدي نقمة السند وسعي شريحة كبيرة من الطبقة السياسية البنجابية الى استغلالها الى حملة دامية قبل الانتخابات التشريعية والمحلية التي ارجئت من الثامن الى الثامن عشر من شباط/فبراير.

وقال نظير احمد اريجو وهو استاذ في الثانية والثلاثين من العمر جاء يصلي في مدفن آل بوتو في قرية جارهي خوده باكش مسقط رأس هذه العائلة "كانت بنازير بوتو من بين الزعماء الوحيدة القادرة على توحيد ولايات البلد الاربع" مضيفا بقلق "تحدق الان بالبلاد مخاطر اندلاع حرب اهلية".

وقال اريجو "ان قوى الشر تبذل كل ما في وسعها لتقسيم السند والبنجابيين. فرق تسد... لذلك قتلوا زعيمتنا".

وحين يتكلم سكان السند عن "البنجاب" بازدراء فهم يعنون الجيش والطبقة السياسية اللذين يديران البلاد فعليا منذ قيامها قبل ستين سنة، اكثر مما يعنون الولاية.

ويبدي الكثير من بين مئات الاشخاص الذين يتقاطرون يوميا الى ضريح بوتو فيكسونه بالورود ويرددون شعارات حزب الشعب الباكستاني، مخاوف على وحدة البلاد.

ويخشى بعض الخبراء السياسيين ان تعمد شريحة معينة من قيادة حزب الشعب الباكستاني الى تحريك النزعات الاتنية، لا سيما وان اقطاب السلطة البنجابيين لا يتوانون عن ذلك.

وقال حسن عسكري الصحافي واستاذ العلوم السياسية "ان الرابطة الاسلامية في باكستان- جناح قائد اعظم (المؤيدة للرئيس برويز مشرف) تخطط لحملة اتنية شديدة اللهجة في محاولة لاحتواء موجة التعاطف التي يمكن ان يفيد منها حزب الشعب الباكستاني بعد اغتيال بوتو في البنجاب".

وقالت صبيحة ارشاد رئيسة حزب قومي سندي صغير في جارهي خوده باكش "نشعر بعد اغتيال بوتو ان باكستان قد تسلك طريق التفكك". (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى