كلمة حق في الأستاذ الفاضل خالد فضل منصور وزير العدل والأوقاف السابق

> د. جعفر عبدالله شوطح:

> الوطنية، النزاهة، العفة، الإباء، الشجاعة، السمو، التواضع، وغيرها من الصفات التي قلما تجتمع معاً في شخص واحد في هذا الزمان الأغبر، كما اجتمعت في شخص الأستاذ الفاضل خالد فضل منصور رحمه الله، الذي عرفته عن كثب عندما عينت نائباً له عندما كان وزيراً للعدل والأوقاف خلال الفترة من 1984م وحتى 1986م.

وكم انتابني من الحزن عند قرأت نعيه في صحيفة «الأيام» اليومية الغراء مساء الخميس الموافق 4 يناير 2008م. وكيف لا أحزن وهو ذلك الذي تجرع الوطنية وحب الوطن وهو في ريعان شبابه عند دراسته الثانوية العامة والجامعية في جمهورية مصر العربية، وهو الذي بعد تخرجه ترك عدداً من البصمات في قيادة الحكم المحلي. كما ترك بصمات أخرى عند شغله منصب كرسي وزارة العدل والأوقاف. فهو الذي قاد إضفاء تعديلات تشريعية أساسية أدت إلى تحرر تدريجي وعقلاني في هذه التشريعات من الشطط والأخطاء. كما أنه أول من شرع عملياً حينها في تحسين الأوضاع الاقتصادية للقضاة وأعضاء النيابة العامة.

وعن قرب وحباً في قول كلمة الحق إنصافاً لهذا الرجل، كما كان شجاعاً في مواقفه الوطنية والمهنية والإنسانية.

وكم شعرت بالأسى عليه عند إحالته للتقاعد خاصة عندما شاهدت إحدى بناته ونتيجة لمرض تتابع بنفسها الوزارات والهيئات في تصحيح الظلم والإجحاف الذي لحق به في تقييم معاشه التقاعدي.

أليس من المنطق بل والعدل، بل من الواجب أن تكون كل المعاشات التقاعدية للوزراء وكذا النواب وغيرهم كلاً وفق قرار تعيينه متساوية؟ ولماذا يتم تعذيب بعض من هؤلاء بمثل هكذا تفرقة؟ ألا تسهم مثل هكذا معاملة في تأجيج الشعور بعدم المساواة أو اللعب على أوتارها؟ أليس من المنطق أن يُقدَّم كل من يقدم على مثل هكذا إجراء للمحاسبة؟ أليس من حقي أن أطالب بجواب منطقي بل وإنساني لمعاملة مثل هؤلا ومنهم الأستاذ خالد فضل منصور هكذا معاملة؟ ألسنا جميعاً وفقاً للقانون ذاهبون للتقاعد؟ لماذا نترك مثل هذه القضايا التي تمس حياة هكذا موظفين، دون حلول منطقية وموضوعية حتى نصل لمرحلة الألم والنواح، وحتى يساء استغلالها؟

نم يا أستاذ خالد فضل منصور قرير العين لأنك جمعت كل الصفات الحميدة التي قلما تجتمع في شخص واحد وهي الخالدة. هذه كلمة حق في هذا الرجل الفاضل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى