> في حديث قديم أذكره جيدا للدكتور محمد جعفر زين رئيس جامعة عدن الأسبق عن خالد فضل منصور يقول فيه: «إن الأستاذ خالد فضل منصور الطالب في جامعة عين شمس بالقاهرة له مميزات خاصة من دماثة الخلق، وهو محبوب المعشر، وقارئ ممتاز، لا في تخصصه القانون (إذ أنه حجة في فقه التشريع والقانون) وإنما يمتد إلى الفلسفة وسائر العلوم الاقتصادية والاجتماعية»..

وأتذكر أن الفقيد الوطني عبدالله باذيب قبل أن يعين الفقيد خالد منصور وزيرا للعدل في اليمن الجنوبية في نقاش حضره أعضاء في لجان الوحدة في السبعينات، وكان النقاش محتدما وبدون الوصول إلى تعريفات محددة بمفردات السيادة والحدود..إلخ، اقترح الأستاذ باذيب على المناقشين الاستعانة بخالد فضل منصور كونه مرجعا للقانون والتشريع، وكان أول من وافق على ذلك الفقيد عمر الجاوي.

وبالفعل كان الأستاذ خالد فضل منصور يمتاز بكثير من المزايا، حيث كان على خلق عظيم، واتسم بالتواضع الجم، ويذكره الكثيرون من الإخوة في وزارة العدل، حيث يرددون إن سنوات وجوده في وزارة العدل تعتبر من أفضل السنوات، حيث كان صديقا للموظفين، معينا لهم في كل مشاكلهم وهمومهم.

وأتمنى على الأخ وزير الإدارة المحلية الرجوع إلى القانون واللوائح التي أصدرها الأستاذ خالد عندما كان مديرا عاما للإدارة المحلية في محافظة لحج، حيث عممت هذه اللوائح وساهمت مساهمة كبرى في سن قانون عام للحكم المحلي أوسع بكثير من المشاريع الراهنة اليوم، وكانت محافظة كحضرموت مثلا تحكم نفسها كاملا في الجوانب المالية والتوظيف وغيرها من مهمات المجالس المحلية.

ومن تواضعه وشهامته رغم مشاكله المزمنة ومرضه العضال كان لايحبذ أن يطالب بمعالجته في الخارج كسائر كبار الموظفين، فانطوى على نفسه وبقي مدة طويلة أسير منزله، قليل النشاط والحركة رغم تعيينه رئيسا لحزب التجمع الوحدوي اليمني.

رحم الله خالد منصور رحمة الأبرار، وأدخله فسيح الجنان وألهم أهله وأصدقاءه الصبر والسلوان.. إنا لله وإنا إليه راجعون.