الحوار الوطني الديمقراطي

> عمر وادي:

> الحوار الوطني الذي نادى به أهل السياسة والثقافة والمهتمين بوطنهم والغيورين عليه لدفعه إلى مصاف الدول المتقدمة دون أن يسقط من الحسبان ودون أن يتوه في حفنة الدول المتخلفة التي لن ينظر لها العالم الغني بثرواته إلا نظرة المعونات وسد حاجة شعبها من لقمة العيش.

لقد حان الوقت ليخرج هذا النداء الواعي المتيقظ لبواطن الأمور إلى حيز التنفيذ الفوري، وأن تجهز له ورقة عمل ونقاط أساسية للحوار، وألا يطلق الحوار حرا دون التقيد بأفكار وأنماط محددة، وبعدها تقنن الأفكار وتوضع ورقة العمل المقترحة وتحدد صفتها واسمها، وهل هي اقتراحات أم توصيات أم ميثاق أم ماذا؟

فالدعوة إلى الحوار الوطني لاينبغي حصرها على الأحزاب بقدر ما توجه لمختلف الاتجاهات من رجال الفكر والسياسة والصحافة والنقابات، طالما أنهم في إطار الدستور، فالوطن ليس للأحزاب فقط، مع الأخذ في الاعتبار ضرورة استبعاد فكرة الدخول إلى هذا الحوار بمنطلق الأيديولوجيات، أو الفكر القبلي المتخلف، وألا ينقسم الحوار إلى مجموعات من هذا النوع البائد المتجمد، ولكن يجب أن نناقش ونتحاور كيمنيين نريد لليمن هوية وموقعا ومستقبلا محددا يتفق مع المتغيرات العالمية التي تتشكل حولنا والتي تركز الآن على المصالح الإنسانية الواضحة.

إن الحوار الوطني الديمقراطي هو الذي سيخلق أهم النقاط ويحددها في ورقة عمل ترى أن مصلحة وأهداف الوطن تتحقق بتحقق تلك النقاط وخروجها إلى حيز الوجود، ولو تحقق هذا الحوار فسوف تدخل اليمن في تنفيذ السلوك الديمقراطي.

صحيح أن المواطن اليمني أصبح يتكلم ويقول رأيه في كل مكان بحرية، ولكن للأسف الشديد لا يؤخد برأيه، إن من أساسيات الحوار الوطني أن تعطي فرصة المختلف الأطياف السياسية والاتجاهات الوطنية للتعبير عن حقها في الحوار، مع المصداقية بأن أفكارها سوف تجد آذانا صاغية من الحزب الحاكم، مع التأكيد على أن الحوار الوطني ضرورة وليس مجرد أخذ فقط، ولكنه عطاء.. وبقدر مساحة الديمقراطية الموجودة الأن سيسفر هذا الحوار عن موضوعات مختلفة، لكن من الضروري عدم وضع (فيتو) على أية نقاط.. ومن الضروري طرح كل ماهو في الساحة اليمنية معارضة ومستقلين ونظاما حاكما في الحوار حتى لو كان مناقشة تغيير الدستور نفسه، وفي نفس الوقت خلق جهاز متطور قادر على صياغة متطلبات وأفضليات العمل الوطني، وأن يشكل من مجموعة مؤسسات وأفراد مشهود لهم بالفكر والقدرة لترعى وتتبنى هذا الحوار، وتخرج بصياغة وطنية عصرية واعية، وإلا ستكون المسألة ديكورية وليست ذات فاعلية.

السؤال مايزال مطروحا بين المثقفين وأيضا بين المواطنين البسطاء في الشارع الجالسين على المقاهى في الأحياء الشعبية.. متى..وأين.. وكيف سيتم هذا الحوار الوطني الجامع والشامل لجميع الأطراف في الساحة اليمنية؟!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى