> مضت 29 عاما على رحيل نجم حضرموت الشاب صالح أحمد الشاحت المتعدد المواهب في ألعاب الكرة الطائرة والسلة وتنس الطاولة والساحة والميدان، كما كان حارسا عملاقا يشار إليه بالبنان، بالإضافة إلى هواياته المتعددة في الفنون التشكيلية والشعبية..والفقيد صالح أحمد الشاحت من مواليد 1960م في منطقة عزان، حيث اكتشفت مواهبه في المكلا، وتم صقلها بنادي التضامن بشرج باسالم، وعرفه كل من تعامل معه بالصفات الأخلاقية الحميدة التي جعلت منه شابا متميزاً في المجتمع، ومحبوبا لدى الجميع ..وفي الفاتح من يناير عام 79م أقيمت مباراة في ملعب الفقيد بارادم بالمكلا، كانت تنتظرها الجماهير الرياضية بفارغ الصبر، وكانت على كأس الذكرى الرابعة عشرة لانطلاق الثورة الفلسطينية، واللقاء كان بين التضامن الذي يحمي عرينه الشاب العملاق صالح الشاحت، وأهلي الغيل .. والفريقان مرصعان بالنجوم الكبار، وقد امتلأت المدرجات، وفي إحدى اللقطات الجميلة من هذه المباراة، وفي ربع الساعة الأخيرة من الشوط الأول، ومن كرة مرتدة يلعبها مدافع الأهلي (حميدي) من مسافة 23 ياردة اتجهت الكرة نحو الزاوية البعيدة من المرمى، إلا أن الحارس الشاحت يمسكها ببراعة، في لقطة رائعة أشعلت المدرجات إعجابا ولكن فجاة سكتت الجماهير وهي تشاهد الحارس الشاب (الشاحت) وقد ارتطم بالأرض وأصيب -كما قيل- بعد ذلك في النخاع الشوكي، وهي إصابة بليغة فقد حياته على إثرها وسط ذهول لاعبي الفريقين والجماهير، وكانت صدمة للجميع، وعم الحزن الشارع الرياضي الحضرمي، وكان الفقيد الشاحت لم تمض على زواجه حينها أربعين يوما .

ويقول المدافع الشهير حميدي:«لقد فقدنا نجما كبيرا في أخلاقه ومواهبه، وقد جاءت وفاته خسارة على الحركة الرياضية والمجتمع»، وحينها أرسل المناضل الجسور الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات برقية إلى أسرة (الشاحت)، يعبر فيها عن بالغ حزنه، واعتبره شهيدا لذكرى الثورة الفلسطينية،وكانت لفتة جميلة معبرة أعطت مدلولها العميق .. الفقيد الشاب صالح أحمد الشاحت، والذي يحمل ملعب كرة القدم بمدينة الشحر إسمه، وكذا الصالة الرياضية بنادي التضامن الذي ترعرع فيه وأخلص له يملك رصيدا من الإنجازات في كرة القدم، وغيرها من الألعاب الرياضية والفنون التشكيلية، أهمها حصول فريقه للكرة الطائرة في أكتوبر 1978على بطولة الجمهورية، كما اختيرعضوا في المنتخب الوطني، وقد سجلت وفاته أول حالة من نوعها في ملاعبنا .. إنا لله وإنا إليه راجعون .