زميطا.. بس الجواعى أكثر..

> سعيد عولقي:

> المؤشرات تقول: إن البطالة الموعود القضاء عليها خلال هذي السنة عادها إلا تزيد، والأسعار الموعود وضع حلول لزياداتها المتصاعدة تطلع، وأكثر مما تصورنا، باستثناء محصول الطماط، أي الزميطا التي لها وضع خاص يشبه المقلب، فالمزمطين أو المطمطمين (يعنى زرَّاع الطماطة) كيفوا كثير وانبسطوا آخر انبساط لمَّا وصل سعر الكيلو الواحد قبل أسابيع إلى ميتين ريال! قاموا أيش فرشوا الطين حقهم كله زميطا واكنين على الميتين ريال للكيلو عند البيع.. لكن دوام الحال من المحال.. وقع المساكين شر وقعة، والزماطا تزمط لهم.. هم كانوا يشتوا يأكلوا من ظهر المستهلك في وسط غابة السوق المفلتة العيار في بلاد مثل بلادنا الملعوبة من قبل كل من تسول له نفسه.. وبس كملوا أنتم الجملة.. من تسول له نفسه اللعينة أي شيء، وكل من تسول له نفسه اللعب بالبيضة والحجر يلعب له لما يشبع، لأنه يعرف أنه الدنيا مزمَّطة على الآخر، وما فيش ضرب بيد من حديد كما نسمع في تهديدات التلفزيون الرسمي، ذا لأنه أيش.. يقول لك هناك أولويات للضرب بيد من حديد.. وانهيار أسعار الطماطم في بورصة عدن والعدين وصنعاء والديس الشرقية والغربية يشكل قلقا بالغا عند الأستاذ رئيس الوزراء والأستاذ وزير الزراعة وبقية السادة الأساتذة في القطاع الخاص، وبالذات منهم المهتمين بالشأن الزماميطي، كما أن الدول التجارية الثمان عبَّرت عن قلقها بالشأن الزراعي عندنا، وبالذات الجانب الزماميطي منه، وعبَّر ناطق بلسان الحكومة- هو يقول أنه ناطق، لكن أنا أشوف أنه ساكت- عبَّر عن قوله بأن التنمية عندنا في اليمن عملية مترابطة، وعندما تنزل على المواطن فإنها تنزل في حزمة واحدة وتتفرق بعد ذلك إلى كل اتجاه. وعندما سألنا: «إلى فين وصلتوا في موضوع الوعد بتشغيل الخريجين هذا العام؟ الوعد كالرعد كما تفهم وإن جاد فإنه كالمطر.. ووعد الحر دين، وأنتم قد وعدتم الناس في أكثر من تصريح إعلامي بتشغيل العاطلين من الخريجين، ولأنه وعد الحر دين، فهل أنتم يعني ممن يسددون الديون؟». قال الأخ الناطق- اسم الله عليه-: «هذا سؤال مش مليح، وتشتم منه رائحة غير ديمقراطية». قلنا له وللجمع الذي حضر الجسة: «أيش من رائحة؟.. حد منكم ياجماعة يشم شي؟ في أي حد ياناس عنده حاسة شم قوية ويقدر يقول لنا إذا كان يشم أي رائحة تمس الديمقراطية؟». قام القوم كل واحد يتشمشم، واللى راح ينفض فوطته واللي يتلفت بحثا عن مصدر لأي نوع من الروائح، لكن ماحد شم شي. قال الأخ حسن فرور عميد الجسة، وهو يتلفت: «لا ما فيش أبه أي رائحة، حتى لو قلنا أنه يمكن بابور الكدافة جزع، فمافيش بابور جزع لغاية دي الساعة.. وفوق ذا وذاك أشهد الله أنه مستوى النظافة في عدن تقدم كثير، حتى بوابير الكدافة لو تجزع ما عاد نشمش منها ديك الرمامة زي أول، لمَّا كانت رمة بابور الكدافة تجيب الطرش». تنحنح الناطق بلسان الحكومة وقال: «أنا وضحت لكم إنه التنمية عندنا مترابطة، وهي كذلك متزابطة، وبالله ركزوا معي في الكلام لأنه كلام علمي مش بسيط، وقد يكون صعب عليكم تفهموه بسبب وضعكم الزميطاوي من أثر الارتجاجات الجارية في سعر الطماطم اللي هو الزماطس أو الزميطا.. أنتو ناس معذورين، بس لا تنسوا أنه إحنا كمان في الحكومة معذورين أكثر لأننا نشتغل ليل ونهار منشان نعمل لكم تنمية نحل بها مشكلة الفقر، هذه التنمية باتكون عبارة عن رزمة واحدة مترابطة، زيما قلنا لكم من أول.. وإذا حدث وأنه كانت هذه الرزمة متزابطة أو متنافرة فإن العيب مش التنمية والتخطيط وإنما الإرهاصات الجارية والاحتقانات اللي مش مناسبة للاستحقاقات، شوفوا كيف التنمية خلت الزميطا تملأ السوق، وأكيد في ناس كتيرين شبعانين.. ونحنا وعدنا بتشغيل الخريجين مازال قايم، المهم الحمدلله إنه في عندنا ناس شبعانين». صاح كل من كان في الجسة أو حولها بصوت كالكورس قائلين: «أيوه.. بس الجواعى أكثر.. بس الجواعي أكثر!!».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى