علي العمقي بيتهوفن اليمن

> «الأيام الرياضي» سالم أحمد عوضة / الديس الشرقية - حضرموت

> الموهبة نعمة من الله عز وجل، لا يملكها إلا القلائل من البشر، لكونها لاتشترى بالمال ولا تأتي بنفوذ أو سلطان إنما هي هبة من الله يكرم بها من يشاء من خلقه، والموهوب إنسان ذو حظ عظيم، كونه يملك ما يعجز عن امتلاكه الكثير من الناس، والموهبة إذا ما استغلت الاستغلال الصحيح، ووجهت الوجهة التي وضعت لأجلها، عادت على صاحبها بالخير الكثير، من حيث المال والشهرة وحب الناس.

ويسعدني في هذه العجالة أن أتحدث عن موهبة كروية، قلما تكررت في ملاعبنا.. وأقل ما يمكن أن نقدمه لهذا اللاعب، هو قول كلمة صدق في حقه، لأنه يستحق منا كل التقدير والاحترام .. وأظنكم عرفتم من هذا اللاعب الذي أتحدث عنه .. إنه اللاعب الأنيق «علي العمقي» لاعب منتخبنا الأول، ونادي الصقر التعزي، فهذا اللاعب موهوب بالفطرة، يستنشق الإبداع مع الأوكسجين، تراه شعلة من النشاط داخل المستطيل الأخضر، يوزع وجبات من المتعة الكروية على الجماهير، التي تأتي من كل مكان لتشاهد ما يقدمه ذلك الفنان النحيل الأسمر،الذي يبهرك وهو يداعب الكرة بقدميه، ويدهشك عندما ترى تلك العلاقة الحميمية بين الكرة وأقدامه، وكأنه يملك مغناطيسا تنجذب إليه الكرة فيسيرها كيفما يشاء، فلديه قدرة عظيمة في السيطرة على الكرة، والتلاعب بالخصوم والسرعة عند الجري بالكرة والتسديد المتقن من أي مكان في الملعب، وكذلك هو يتميز بفكر كروي راق.

إني لا أبالغ عندما أقول إن هذا اللاعب لا يختلف كثيرا عن اللاعبين العالميين،وإنه قادر على اللعب في أي نادٍ في العالم، فهو أهل لذلك، لأنه لاعب منضبط وملتزم بتمارينه وتوجيهات مدربيه، ويعي معنى الاحتراف بكل حذافيره، ناهيك عن ما يتمتع به من أخلاق عالية، تجبرك على الوقوف له إجلالاً واحتراماً، فهو لاعب مثالي بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فيكفينا فخراً واعتزازاً أن هذا الموهوب قد أنجبته أرض اليمن، وأنه أحد أبنائها البارين، ويكفيه اعتزازاً حب الملايين من المشجعين لفنه الراقي داخل الوطن وخارجه، فنصيحة مني أبعثها لكل مواهبنا الصغيرة الناشئة أن تجعل من لاعبنا العمقي قدوة لها، يحتذى بها في مشوارها الكروي، كون العمقي جمع بين الموهبة وحسن الخلق، والجمع بين هذين الأمرين في حد ذاته موهبة.

وأخيراً أتمنى للاعبنا العمقي مزيداً من التألق والحضور المميز .. ونقول له نحن بانتظار إبداعاتك كما عودتنا، وإننا متعطشين لكي تعزف لنا أجمل السمفونيات الكروية، التي تنافس مقطوعات بيتهوفن جمالاً وألقاء، فأنت بحق من طبقة العظماء، لأنك استطعت أن تحفر إسمك وحبك في أعماق قلوبنا، فلك مني كل الحب والتقدير.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى