13 يناير 2008م ثقافة التصالح والتسامح

> عامر علي سالم:

> إذا كان الثالث عشر من عام 1986م.. هو الإثنين الدامي في تاريخ الدولة اليمنية في جنوب الوطن .. فإن الـ13 يناير 2008م، ولو أنه جاء متاخراً لعامين بعد مرور عشرين عاماً من الذكرى الأليمة التي بها ومنها دفع الوطن الثمن غالياً .. والذي ظهرت نتائجه متأخرة في الضيم والإلحاق والانسحاق غير المعلن والذي شهدته الدافئة ثغر اليمن الدائم (عدن) وأيضاً محافظات ومدن الجمهورية اليمنية الجديدة في محافظاتها الجنوبية والشرقية التي غدت بأراضيها ومساحاتها وأهلها وساكنيها (نهباً عاماً وفيداً يتجدد بصور شتى منذ الانتصار الوحدوي القادم إليها في صورة الشرعية الوحدوية للجمهورية العربية اليمنية والمنتصرة باسم الوحدة المباركة عام 1994م، حتى البسط الاستثماري للتمويل العسكري للمتنفذين فيها !!) فأصبحت الوحدة اليمنية أكثر من وحدة في عقولنا وضمائرنا وحتى في نفوسنا المشطورة بسوء استخدام السلطة !!

لذلك فإنها ليست دعوة إلى النكران للذات أو التنازل عندما نقول قد آن الأوان لنعلن لكل المنتصرين للحق والمطالبين بحقوقهم المشروعة والإنسانية في يوم جديد .. نضعه لأجل تراب الأرض وإنسانها في الحياة الكريمة .. وفي حق النضال السلمي في كل المحافظات الجنوبية اليمنية باستعادة حقوقها وحقوق أبنائها .. والوقوف بحزم أمام عسكرة الحياة المدنية والطبيعية فيها ..«فلا بد يوماً أن ترد الودائع!!»، وطالما كانت المحافظات الجنوبية بمدنها التاريخية اليمنية..وحقول آبارها النفط والغازية.. وثروتها الإنسانية الطبيعية قد عاشت لعنة الصمت منذ 13 يناير 1986م، لتجد نفسها اليوم في لعنة الذكرى الباقية من الصمت !! فتصحو العقول وتقلق الضمائر .. وترتفع الهامات لتتشرف برجال اليوم الأوفياء لهذه الأرض الطيبة، لتعلن للملأ بأن زمن الخوف والصمت قد ولى دون رجعة، وإننا نحن المثقفين بإرادة النضال السلمي نعلن الثقافة الجديدة ..«ثقافة التصالح والتسامح» .. بدءًا من الذكرى الأليمة إلى الذكرى الباقية ليوم التصالح والتسامح (الأحد) السامي الموافق 13 يناير 2008م.

هذه الدعوة التي أعلنها - كما يقول الكاتب والحقوقي الإنسان علي هيثم الغريب في العدد 5291 «الأيام»: «رجال التصالح والتسامح الجنوبيون (وهم يضربون) المثل على الحيوية والعزيمة ونزعة الجدية المعتملة في الصدر وجراءة التصرف وبسالة الإقدام والوفاء بالعهود والحفاظ على القيم الدينية« نعم .. لأنها دعوة نضال في ثقافة التصالح والتسامح .. كيف لا ؟!! وهي ركن عظيم من أركان قيم ديننا الإسلامي الحنيف ألا وهي «إصلاح ذات البين» !! فمن ينكر ذلك .. إذا كانت النية خالصة للحق !! من ينكر أو يغضبه إذا تصالح الرجال .. وسمت قلوبهم للتسامح ونبذ البغضاء.. أليس هذا من قيم الدين العظيمة ؟! أم إننا يجب أن ننزغ للشيطان بيننا مكاناً أزلياً، ودعوته للفرقة والبغضاء بيننا فهل من حكيم ؟!!

لكننا اليوم بثقافة التصالح والتسامح بيننا نضرب المثل الأعلى في المجتمعات المدنية، ومن ثغر اليمن الدائم (عدن) مدينة التعايش والتصالح والتسامح ومدرسة المدن اليمنية الآهلة بسكانها .. الوحدوية الأرض والإنسان..لأن وحدة الإنسان من وحدة الأرض اليمنية ومصيرها، فإذا كنا وحدويين مع كل أبناء اليمن، فإنه لا عجب أن نكون أكثر وحدة مع إخواننا الذين ناضلوا يوماً كجبهة واحدة ضد المستعمر .. واستشهدوا ودافعوا عن الأرض .. وعاشوا معاً في خندق المصير الواحد بتوحيد (23) محمية وسلطنة في دولة واحدة .. كان من أعظم ملامحها المواطنة المتساوية، التي نفتقدها اليوم أكثر من أي شيء آخر !!

لذا فإن ثقافة التصالح والتسامح هي سمة من سمات المواطن اليمني المدني الذي استطاع بكل ألوانه أن يعيش ويتعايش في دفء الدفيئة الدافئة (عدن)، التي استطاعت من بين مدن اليمن .. بل ومن بين مدن العالم أن تغرسها في صدور ساكنيها وأبنائها .. لأنها ثغر اليمن الدائم.. وإن لم يعد (الباسم) .. شاء من شاء وليأبى من أبى !!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى