الأعجب ألا نفعل!

> عبدالرحمن عبدالخالق:

> إلى أين تسوقون البلد؟ إلى أين نُقاد؟إلى حيث حطت رحلها أم قشعم؟.. إلى التهلكة؟.. نعم..الكارثة !.. هي ما يلوح بالأفق..لا نحتاج إلى نظارات بيضاء ولا ملونة؛ كاسرة لأشعة الشمس، حتى نرى غير ذلك؛ غير نفق مسدود مظلم، أوصلتمونا إليه.

> لا .. لسنا فئران تجارب - يا هؤلاء- في معامل جهلكم، لتمزقونا بمشارط صدئة، تجويعاً وترويعاً ومصادرة حقوق ونهباً وتسلطاً.

> لنا الخبز .. ولنا الكلمة .. لنا الحق في العيش الكريم. فإذا كان المسيح عليه السلام قال:«ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان» فإنما أراد بذلك أن يعلي من شأن الكلمة، الرب .. والرب لا يرضى لعباده الجوع والهوان .

> إننا لا نرى في صنائعكم، في مهرجاناتكم، في أحجار(أساساتكم) غير خضراء الدمن، مناظر تخفي قبحكم، وفساد أفعالكم، مناظر تزينون بها ثراءكم الفاحش، الضارب بأنصاله أكبادنا وجعاً وحزناً وفواجع.

> هل نقول إنه وطن سائب ذلكم الذي عرضنا للفقر والجوع، ومدكم بجرأة سرقة أحلام أطفالنا وآمالهم؟.. حقاً وطنُ لقمة خبز تُسرَق من فم جائع، وطنٌ ضائع.

> أتريدون منا أن نعتفد؟ أن نقفل الأبواب علينا لنموت كمداً وجوعاً ؟ لا أخالكم تجهلون معنى الاعتفاد، فهو جزء من ثقافتكم التاريخية، عنوان ذُلِّكم وهوانكم.

عودوا إلى (إكليل) الهمداني، فقد قال إنه وُجد في قبر من مقابر الملوك باليمن لوح من ذهب مكتوب فيه بالمسند ما معناه: أنا ديباجة بنت نوف بن ذي شفر بن ذي مراثد فهلك، أمرت عبدي يشتري لي في حطمة وقعت بمد لؤلؤ فلم يجد فاعتفدك : أي أغلقت عليها بابها حتى ماتت، ثم دعت على كل امرأة تلبس من حليها أن يكون موتها مثل موتها.

> فلتعتفدوا - أنتم- في جحوركم/ قصوركم، ولتتركوا ما للناس للناس، ما للشعب للشعب، ولله الملك كله. ولا خيار لكم غير هذا يا هؤلاء. أما رهاننا نحن، رهان بسطاء الناس؛ من يُجَرون -اليوم-جراً إلى مربع الفقر، من تحاولون إلباسهم لباس الجوع والقهر، وتحويلهم قسرا إلى مساكين ذوي متربة، فهو الانتصار لحقنا في الحياة، في التحرر من ذل الحاجة .

> ألم ينتصر الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري للحق والعدل؟.. ألم يواجه الفساد والظلم برباطة جأش؟ أليس هو من قال: «أعجب من لا يجد قوت يومه لا يخرج على الناس شاهراً سيفه»؟!

> و... الأعجب ألا نفعل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى