مصر: في دمياط انفلونزا الطيور تقتل ولكن الناس تخشى السلطات اكثر من الفيروس

> دمياط «الأيام» ايناس بلعايبة :

>
كانت هانم عطوة، آخر ضحايا انفلونزا الطيور في مصر، تقيم في شارع ضيق ومترب في مدينة دمياط بدلتا النيل شمال القاهرة، ولكن أبناء حي عزبة اللحم لا يخالجهم اي شك في ان التهديد الحقيقي ياتيهم من الحكومة وليس من فيروس "اتش5ان1".

ويؤكد حسيني احمد امين (54 سنة) وهو صاحب مصنع للاثاث يعمل لديه ابن آخر ضحية للمرض "لا علاقة للطيور بموتها، انها ارادة الله".

ولا يولي غالبية سكان عزبة اللحم اهتماما كبيرا بالحملة الحكومية ضد انفلونزا الطيور التي قتلت اخيرا اربع سيدات مصريات بعد ان توارى الفيروس خلال شهور الصيف.

وعلى العكس فان شكوك الناس في نوايا الحكومة تبدو اكبر من خوفهم من الاصابة بانفلونزا الطيور اذ يرون غالبا في الحملة الوطنية لاعدام الطيور تهديدا اضافيا من السلطات التي لا تحظى بالمصداقية في بلد مات فيه 19 شخصا من جراء الاصابة بالفيروس.

وقالت حنان السيد فرحات (42 سنة) وهي ام لاربع بنات جاءت تشتري دواجن في سوق على بعد بضع عشرات الامتار من منزل الضحية، "كل هذا الكلام عن انفلونزا الطيور من اجل ان الا يشتري الناس الا الدواجن المجمدة وبالتالي يستفيد رجال الاعمال ويربحون اموالا على حسابنا".

وتنصح السلطات السكان بشراء الدواجن المجمدة التي يمكن التحقق مما اذا كانت مصابة بالفيروس ام لا.

وبعد سنتين من ظهور انفلونزا الطيور صارت مصر واحدة من اكثر الدول التي تعاني من الفيروس في العالم.

وعلى الرغم من قرار السلطات بحظر تربية الدواجن على اسطح المنازل وهو تقليد قديم في مصر، لا تزال طيور الدجاج والبط والاوز موجودة في العشش المنزلية فوق معظم منازل عزبة اللحم.

وتقول منظمة الاغذية والزراعة التابعة للامم المتحدة (فاو) ان مصر واندونيسيا هما البلدان اللذان يواجهان خطر تحول الفيروس الى النوع الذي ينتقل بين البشر بسبب الاختلاط الدائم بين السكان والطيور.

ولكن من الصعب مع ذلك ارغام المصريين على التخلي عن تربية الدواجن المنزلية اذ يتيح ذلك لغالبيتهم اكل اللحوم الذي صار نوعا من الترف لغالبية السكان بسبب ارتفاع الاسعار وانخفاض الدخول.

ويؤكد حسيني احمد امين "لا اعتقد ان انفلونزا الطيور خطر حقيقي"، ويضيف "اننا نعتني بدواجننا".

ويتابع "ثم ان الدواجن المجمدة لا طعم لها وعندما نتناولها لا نشعر اننا ناكل الفراخ اصلا".

ويخفي الكثير من الاشخاص اعراض الفيروس عندما يظهر عليهم لانهم يخشون فقدان مصدر للدخل كما يخشون من انتقام جيرانهم اذا ما قامت السلطات باعدام الدواجن لديهم.

ولذلك فان من يصابون بانفلونزا الطيور غالبا ما يتأخر نقلهم الى المستشفى في حين ان علاج الفيروس لكي يكون ناجعا يجب تناوله فور ظهور الاعراض.

وكان عبد السلام السيد (46 سنة) من بين قلة تملكهم الخوف في عزبة اللحم عندما توفيت جارته.

وقال "فور وفاتها، ذبحت البط والدجاج الذي كنا نربيه فورا".

ودعت وزارة الصحة اخيرا الى الحيطة واعربت عن اسفها "للتراخي" في اتخاذ الاجراءات الوقائية اللازمة لمكافحة الفيروس بسبب اقتناع الناس بانه اختفى.

وتقول المنظمة العالمية للصحة الحيوانية انه يمكن القضاء على النسخة الشديدة الضراوة من فيروس اتش5ان1 اذا تمت مكافحة الفيروس بفعالية في مصر واندونيسيا ونيجيريا حيث توطن. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى