«الأيام»رئتنا الوحيدة

> «الأيام» محسن علي شائف الردفاني /ردفان - لحج

> لاشك أن «الأيام» لسان حال كل المطحونين في هذا الوطن الكبير «اليمن»، والعدو الأول لأساطين الفساد ورموزه، وصديقة كل الشرفاء والمخلصين، باختلاف انتماءاتهم واتجاهاتهم، ومن المؤكد أنه لا فرق عندها بين شمالي أو جنوبي، أو بين مؤتمري أو اشتراكي، بين جندي أو وزير، بين غني أو فقير.. إلا بما كسبت يداه.

وكلنا يعرف أنه أينما توجد المظالم وتنتهك الحقوق وتصادر الحريات توجد «الأيام» لمحاربة تلك المظالم وكشف تلك الانتهاكات. وبما أن المناطق الجنوبية هي الأكثر غليانا واشتعالا، بسبب كثرة وحجم المظالم الواقعة عليها منذ حرب 94م الظالمة، تجد عدسة «الأيام» هناك ترصد حركة الاحتجاجات، والاعتصامات السلمية بمهنية عالية.

ومن العدل بمكان أن يكون لاعتصاماتنا في المحافظات الجنوبية، والشرقية تغطية إعلامية داخلية وخارجية، تعبر عن تطلعاتها وأمانيها، و توصل رسالتها وصوتها إلى كل من في الداخل والخارج، حتى تستكمل كل شروط نجاحها، إذا رفضت السلطة التعاطي معها إيجابيا، وحل مشكلتها جذريا.

وكلنا يعرف موقف السلطة إعلاميا، لقد سخرت كل وسائل إعلامها للنيل منها، وفوق ذا ضغطت على الصحافة المعارضة، والصحف المستقلة، حتى تشوه ذلك المخلوق الجميل، الذي لايريد إلا أن يعيش بكرامة فوق أرض المحافظات الجنوبية والشرقية، ولم تكتفِ بذلك، بل تطاولت بخراطيمها للنيل من الإعلام الخارجي، وما حصل مع قناة «الجزيرة الإخبارية» عشية الاحتفال بالذكرى (44) لثورة (14) أكتوبر خير دليل.

قطعت السلطة يمينا أن تقطع كل وسائل التنفس التي تمكن هذا المولود من البقاء، ومعلوم أنه لم تبقَ إلا رئة واحدة تتنفس من خلالها اعتصامات الجنوب، هي رئة «الأيام» هذه الرئة التي تمد اعتصامات الجنوب بالأوكسجين النقي، باعثة فيه الحيوية والنشاط، غير عابئة بأي تهديد أو وعيد.

فماذا إذا قامت السلطة- لا قدر الله- بمغامرة حمقاء (وهي خاسرة سلفا) لتوقيف «الأيام»، ماذا سيكون موقف الجماهير الهادرة وهي ترى وسيلة تنفسها الوحيدة تتوقف بفعل فاعل؟ لا أستطيع أن أتخيل ردة الفعل الغاضبة، ولكن فلنفترض أن ذلك حصل، فكيف ستتنفس الاعتصامات، وقد قطعت عنها كل وسائل التنفس الطبيعية؟ الشيء المؤكد أنه لن يبقى أمامها إلا التنفس الاصطناعي، يمدها بالأوكسجين، ويضمن لها البقاء، وهذا التنفس- وإن كان غير طبيعي- إلا أنه يعني الأمل والتشبث بالحياة، وهو- بطبيعة الحال- لايخدم السلطة، بل سيسبب لها الكثير من المشاكل التي لم تكن في الحسبان، وأعتقد أن القائمين على الاعتصامات، لايريدون إلا تنفسا طبيعياً، لذلك نقول للأصوات المنادية بتوقيف «الأيام» أوقفوا حملاتكم المسعورة وارفعوا أقلامكم المأجورة، ووفروا وقتكم وجهدكم، لأنه إن توقفت «الأيام» فسيكون الأمر أسوأ مما كان.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى