انصر أخاك ظالما أو مظلوما.. النظرة العميقة والتفسير المجزوء

> «الأيام» ناصر سالم حسن /يافع - رصد

> في الجاهلية ساد هذا المثل (انصر أخاك ظالما أو مظلوما)، ثم أتى الإسلام ليجدد ذلك المثل ويلبسه لباس العدل والإنصاف.

لكننا اليوم نجد من يطبق المثل بصبغته الجاهلية التي تتبنى نصرة الأخ أكان معتديا أم معتدى عليه، منحرفا أم سوياً، على حق أم بغير حق، تلك الطريقة التي تجعل الظالم يتمادى في ظلمه، وتجعل القاتل يتمادى في قتله، وكذا قاطع الطريق واللص وغيرهم.

وبالمقابل فإنه يجعل الإنسان السوي الداعي إلى مكارم الأخلاق والعدل منبوذا، بل وقد يدفعه مجتمعه إلى الالتحاق بالطرف المعاكس.

لقد جاء رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم ليوضح المعنى العادل من قوله في نصرة الظالم، أي إرجاعه إلى طريق الحق وزجره وردعه إن تطلب الأمر ذلك، وفي هذا خدمة له ومساعدة له على الرجوع عما يتصوره صحيحا وهو غير صحيح، والأخذ بيده إلى الطريق الذي يوصله إلى رضا الله سبحانه وتعالى.

ومن هنا نجد أن كل ما يقوم به الناقدون والرافضون للانحرافات والسلوكيات الخاطئة التي تصدر عن الحكام هي في حد ذاتها تنوير للحاكم، وهي خدمة له وليس العكس، وأن التزلف والمديح المفرط الذي يقدمه البعض بمناسبة وبدون مناسبة إنما يجعل من الحاكم أضحوكة، فالرسول عليه الصلاة والسلام وهو قدوتنا جميعا وأسوتنا الحسنة كان يكره أن يقف المداحون بين يديه، ويكره أن يقال له ما يقال للملوك، وبالمقابل فإنه كان حليما ولطيفا مع من كان يأتيه غاضبا عليه أو شاتما، ولايأمر أصحابه بالاعتداء عليه.

إن الكاتب عندما ينتقد أمورا معينة إنما يقصد إصلاح الخلل في المجتمع، مثله مثل الطبيب الذي يشخص المرض من أجل معالجته، وهو يعالج الجميع دون تحيز، ودون النظر إلى مركز الشخص الذي يعالجه.

فما بالنا قد جعلنا من أولوياتنا محاربة الصحافة الحرة والصحفيين والنشطاء بدلا من مد الأيدي إليهم، والنظر إلى كل آرائهم بجدية وتفهم خدمة لهذا الوطن الغالي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى