مع من نتصالح ونتسامح في عدن?

> ياسين مكاوي:

> سؤال مطروح منذ فترة، ترددت كثيرا قبل أن أكتب فيه، حتى قرأت (تصالح وتسامح شامل) حيث شدني كثيرا تناول الأخ العزيز السيد الدكتور هشام محسن السقاف لذلك في عدد أمس (5294) من صحيفتنا الغراء «الأيام»، فبعد انتهائي من قراءته قلت بصوت مسموع (لافض فوك يادكتور!) ليس مجاملة بل لجرأته التي اعتدنا عليها في ملامسة قضايانا الوطنية، فالتصالح والتسامح مبتغى الجميع، وهدف سام نرغب فيه جميعا دون استثناء، لذلك وجب علي ضم صوتي إلى صوت أخي العزيز د. هشام فيما تضمنه موضوعه، واؤكد هنا أننا بأمس الحاجة للنظر إلى هذا العمل والفعل الطيب بمردوده الإيجابي في خلق التلاحم بين الناس وتعميق الوحدة الوطنية في نفوسهم لنبذ كل ما ترتب من أفعال ومآس حاقت بالناس والوطن، وما نشهده اليوم في عدد من المحافظات الجنوبية من حراك شعبي وتصالح وتسامح بين أبناء الجنوب إنما يؤكد ضرورة تحقيق أهداف ذلك التصالح والتسامح بالوقوف أمام محاولات التهميش والتجاوز والتجاهل لبعض شرائح المجتمع، ماينعكس سلبا علىتلك الأهداف السامية المعلنة، فعدن وأبناؤها لازالوا يعيشون آثار ذلك الماضي ويتجرعونه دونما ظهور مؤشرات إيجابية أمامهم تترجم شمولية ذلك التصالح والتسامح، لكأنهم غير معنيين به، حيث يتناسى البعض أن عدن وأبناءها وأهاليها هم المتضررون أساسا من (المنعطفات) الصراعات التي دارت رحاها في عدن، هذه المدينة التي اكتوت بنار الجحود والإهمال، فالكلام اليوم عن التصالح والتسامح لايعني أساسا إلا من جُحد حقه وتضرر، ولاناقة له ولاجمل بكل ماحدث ومانتج عن تلك الصراعات (المنعطفات) التي أشرفت على إيقاعنا اليوم في الهاوية.

لذلك يأتي السؤال المهم، من يتصالح ويتسامح مع من في عدن؟ وهل المتصالحون والمتسامحون من أبناء محافظات الجنوب يتوجوا تصالحهم وتسامحهم في مدينة عدن، أم أن ذلك يعني تصالحا مع مدينة عدن وأبنائها وأهلها تتويجا لكل ذلك الجهد والعمل المضني الذي تم في محافظات الجنوب خلال الفترة القصيرة الماضية، باعتبارها (عدن) المدينة والريادة والقلب النابض لمحافظات الجنوب والأكثر استحقاقا للتصالح والتسامح معها ومع أبنائها وأهلها؟

بذلك يكون علينا أن نخطو خطوات ثابتة لتحقيق التالي:

1- دعوة نخبة من أبنائها للإشراف على فعاليات يوم التصالح والتسامح باستقلالية تامة.

2- دعوة الحزب الاشتراكي كمؤسسة لتقديم الاعتذار للناس عن كل ما حصل خلال الحقبة الماضية وما ترتب عليه.

3- أن يتم الاعتراف في الخطابات الملقاة يوم الفعالية بما اقترف بحق عدن وأبنائها على كافة الأصعدة.

4- التعهد بمنع حدوث ذلك مجددا، والاعتراف بدور عدن وأبنائها وأهاليها إيجابا في كافة المراحل السابقة واللاحقة.

5- محاربة أي محاولات لتجاوز وتهميش وإقصاء أبناء عدن وأهاليها مستقبلا.

فإن لم يكن ذلك فقد صارت جهود الخيرين هباء منثورا.. سلام عليك ولك ياعدن!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى