.. أما عدن كمّلوها..

> أبوبكر السقاف:

> هذه الكلمات وردت في اللقاء الصحافي الذي أجرته «النداء» مع الشيخ سنان أبولحوم، والصراحة التي وردت في غير حديث له، قد تكفر عن جزء من مشاركته في صنع السياسة في الجمهورية العربية اليمنية التي انتفضت كاملة الضراوة وبشهوة متجددة للنهب والقتل بعد 94/7/7م، وفي إشارته إلى أن الشماليين يقدسون الزلط توصيف لأهم مقومات السلطنة في كل عصورها، وإنصافه الجنوبيين جدير بالثناء، ولا أشك في أن السنوات التي قضاها هناك أثرت في نظرته إليهم، وهو يرد الجميل بمثله إلى من استضافوه وكرموه بصدق، ولوجه الله، في سنوات الشدة عندما لجأ إلى لحج وعدن هروبا من جحيم الإمامة، ومقابلاته الصحافية تستحق تحليلا خاصا، وقبل ذلك مذكراته الكاشفة الفاضحة لسجون خرافة (الذات اليمنية).

تذكرت أحاديث الرجل- له طيب العافية وهناء الصحة- وأنا أقرأ موضوعا كتبه أبو هبة ياسين في الثوري 2008/1/10م، فقد قدم مسحا جيدا لاسيما لما صرف من الأراضي والمواقع في العام 2007م، وكلها بأمر الرئيس، وإن وردت كلمة من صنعاء غير مرة في هذا السياق، فالصرف في عدن في يده فقط. وعند الانتهاء من قراءة الموضوع توقن أنهم كمّلوها فعلا، من معاشيق إلى بير فضل إلى العلم، صرفت عدن قطعة قطعة (ديات وأروش!). تذكرت ما كتبه المؤرخ المقريزي عن عبث صلاح الدين الأيوبي بأراضي وادي النيل وفلسطين، وغرائب أفعال قراقوش الذي كان يخلفه في القاهرة إذا ماغادرها، وفي الكحلاني المندوب السامي اليماني مايشبه أعمال قراقوش، من حيث تنفيذ الصرف والبطش وتمكين المؤسسة الاقتصادية وحظر دخول عدن على أبناء الجنوب للمرة الثانية خلال ستة أشهر.

تحدى الكاتب السلطة أن تنشر تقرير الزميل باصرة، رغم أنه لايصدق الرقم الذي أورده التقرير، أي (15) متنفذا نهبوا عدن والجنوب. إن ما لم يذكره التقرير، أي المسكوت عنه، هو الأخطر، ألا وهو أن الرئيس وثلة من الأقرباء والأحباب الأبرار هم بداية كل سطو ونهب، ولذا يبدو أن تعليق الأمل على حل بالقطعة أو بالجملة مع استمرار هذه السلطة وهم قاتل، فكل ما يجري يتم وكأن عدن والجنوب أرض بلاشعب، فتمنح أرضا وسماءً وبحرا لممثلي قاعدة الحكم الاجتماعية.

كان الاستعمار الكولونيالي يلغي الشعوب التي يستعمرها بما هي ذات تاريخية، لأنها لم تبلغ الرشد، أما شعار أرض بلا شعب فيلغي الشعب بما هو وجود! هذا ماحدث في فلسطين واليمن الجنوبي، ورغم ذلك يشكك عشاق الوحدة الفورية الاندماجية في وجود القضية الجنوبية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى