حنانيك يا عدن!!

> عامر علي سلام:

> حنانيك يا من سكنت الحنايا!!، حنانيك يا عدن يا مدينة البحر واللُقيا حين تجتمع فيك ألوان الطيف اليمني من كل محافظات الوطن، فتجتمع فيك خصال المدينة التي يكبر فيها عنوان الوطن!! فمازلت تعلمينا أبجديات من ثقافتك المكنونة.. أبجديات يتجاهلها من يتجاهل.. ويعرفها من يسكن في حنانيك ياعدن!!!

ثقافة التسامح والعرفان.. في مد بحرك يلتقي الشطآن بحبات الرمل تحت أقدام القادمين إليك في أيام العيد!! هنا يتوقف الجاهل ليتعلم، وربما يفقهه حيناً أو يجهل أحياناً: أن المدينة التي نعيش فيها.. تعيش هي بالأحرى في نفوسنا.. فتعلمنا ثقافتها، وتؤثر فينا أماكنها.. شوارعها.. طرقاتها.. أحياؤها، ومآثرها.. وعهودها التي مضت فينا لتحفر الذكريات الباقية.

حنانيك يا من سكنت حنايا الشوق إذا غادرت عقولنا أحلامك العفوية!!.. حنانيك يا من تلمِّين الخطايا.. وتعفين قبل العفو أن يعفو عن إساة بعضنا للبعض!

ما أجمل الدروس التي تزفها اليوم إلينا عدن.. بأهلها الطيبين.. وناسها الكرام الخَلق والخُلق والأخلاق.. كيف لا!! وهي ثغر اليمن الدائم.. والدائب بين الناس، شاء من شاء.. وليأبى من أبى!!

المدينة.. لها حنايا.. وحنانيك يا مدينة البحر والميناء والإنسان.. وظل الخير والأنس والإنسان عندما يتسامح ويتصالح مع نفسه ولو بعد حين!!

حنانيك يا عدن.. الوحدة نجدها عندك.. وتحتفل بها شواطئك كل عيد!! الوحدة تبقى فيك عندما تلتقي الأفكار في غربة الوطن، وهي التي لا تعرف الحدود!! ومازلت تعلمينا كيف لنا أن نتحاور.. نتبادل.. نتشاور.. ونختلف لنلتقي فيك وإليك نجد الجزر والمد يأخذنا دوماً!!

إنها ثقافتك ياعدن.. المكنونة في أبجديات الخير الذي عرفه الأجداد فيك.. وشرب منه الآباء في عهودك الماضية.

وها أنت اليوم يا من سكنت حنايا الوطن بكل جزيئاته تأخذنا إلى أبواب التسامح والتصالح بعد عشرين عاماً وأكثر قليل!!.. فما أعظم أن نعتذر إليك.. وما أجل أن تسامحي أنت.. وأنت أم المدن اليمنية وقبلة المراسي الباقية!!

حنانيك ياعدن.. تحية نبعثها لكل الرجال الذين يقرأون فيك صفحة التسامح في الثالث عشر من يناير 2008!! ويبدأون منك رسالة التصالح لأجل الوطن!!

فمن التي تعلمنا..كيف نتسامح ونتصالح غيرك ياعدن؟! وأنت العفية دوماً بتاريخك العظيم!!، فعطاء عفوك يبقينا دوماً في ثنايا الوطن.. عندما يجتمع الضالع والأبين عند بواباتك العتيقة!!، يستوقفهم الضيم إن حل فيهم.. وتبعثهم الأرض أرضك ياعدن.

الأرض.. أرضك ياعدن.. فمن ذا الذي يملك أراضي عدن؟!! فهي لا تهب لأحد!! لأن ساكنيك لا يبحثون عن أراض أو بقاع التملك!! لأنك تملكين الأرض والإنسان!! فمن يفهمك ياعدن، فالساكن فيك. لا يسكن أو يعيش إلا في حنانيك ياعدن !! فكيف إذا كنت أنت التي تسكنين الحنايا؟!

علمينا ياعدن.. كيف نرتشف من ثقافة وجهك صباحات الوجوه الطيبة!!

علمينا ياعدن.. كيف نسكن حنانيك.. ولو في أسوأ الظروف!!

علمينا ياعدن.. كيف إذا ضلت أقدامنا في الوصول إلى مراسي التسامح فيك.. كيف نعود!!

علمينا ياعدن..كيف نعود إلى فصول دراستنا الأولى وأحلام الشباب!!

علمينا ياعدن.. كيف نتصالح مع ذواتنا.. إن أخذت غربتها في ذات الوطن!!

.. فحنانيك يا من سكنت الحنايا.. وسكنت الوطن!!

وكل عام وأنت بخير.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى