عن أي وحدة يتكلمون؟

> محمد عبدالله منصر بن لشرف:

> بالرغم من مرور 17 عاماً من عمر الوحدة اليمنية والحديث عنها مايزال مستمراً بين (مد وجزر) حتى وصل مؤخراً إلى مرحلة السخونة والغليان !! وهذا يدل دلالة قاطعة بأن الوحدة تعاني مرضاً عضالاً !!

السلطة تتحدث عن وحدة معمدة (بالدم) في يوم 7/7/ 94م، وعن وحدة عودة (الفرع إلى الأصل)، ويتحدثون أيضاً عن وحدة بدون شريك !! أوعدم الاعتراف بالشريك الجنوبي، في الحقيقة نحن لا ندري عن أي وحدة يتكلم هؤلاء؟! وأين تاهت منهم وحدة 22 مايو السلمية التي تمت سلمياً باتفاق ورضا وقناعة القيادتين في شمال الوطن وجنوبه !! علماً أن فكرة الوحدة (الاندامجية) والفورية كانت من قبل القيادة الجنوبية، وهذا باعتراف وشهادة الشيخ المناضل سنان أبولحوم .

لقد تنازلت القيادة الجنوبية عن كل شيء وأي شيء من أجل تحقيق هذه الوحدة السلمية!! وبخصوص هذا التنازل قال الشيخ الشاب والطموح حميد بن عبدالله حسين الأحمر: لولا تنازل الأستاذ علي سالم البيض عن رئاسة الدولة لأخيه علي عبدالله صالح لما تمت هذه الوحدة!!

نعم لقد تنازلت القيادة الجنوبية عن كل شيء، بينما الشريك لم يتنازل عن شيء باستثناء (النجمة الخضراء) من العلم، وحتى في هذا كان التنازل الجنوبي أكبر فقد تنازل عن (نجمته الحمراء) و(مثلثه الأزرق)!!

عندما يقولون وحدة معمدة بالدم أي وحدة 7/7 فإنهم يلغون وحدة 22 مايو السلمية قولا وممارسة، وجعلوا من هذه الوحدة المعمدة بالدم تعبر عن مصالحهم الخاصة فقط، بينما كان من المفروض واجباً أن تعبر وحدة 22/ 5 السلمية عن المصلحة العامة !!

وبهذا التعميد حللوا لأنفسهم كل شيء، وحرموا على شريكهم كل شيء!! وأكلوا كل شيء، ولم يتركوا لشريكهم غير (الفتات) هذا إذا تركوا خلفهم فتاتاً!!

نحن لا نريد وحدة معمدة بدماء، ولكن نريد وحدة سلمية معمدة بالسلام والوفاق والاتفاق والتراضي والشراكة في كل شيء، وحدة تخدم الإنسان اليمني أينما كان وحيثما وجد، وحدة تخدم الإنسان وتوفر له حياة الكرامة والعزة والرفاهية والحرية والعدالة والمواطنة المتساوية، نريد وحدة عادلة تضحي من أجل الإنسان، لا وحدة ظالمة تقتل الإنسان وتسفك الدماء !!

وعندما يتحدثون عن وحدة عودة الفرع إلى الأصل، فإنهم كذلك يلغون وحدة 22/ 5 وهذا أمر غير مقبول، لأننا نعتبر كل أبناء الشعب اليمني (أصل) دون استثناء، ولا نقبل بأن نكون تابعين أو نسخة أو صورة، لأننا فعلا (أصل) وأرضنا الطيبة والشاسعة أصل، وثرواثنا الهائلة (أصل)، وتاريخنا وآثارنا ومعالمنا (أصل)، وموقعنا العالمي والاستراتيجي (أصل)، كما أن الشيء المتعارف عليه هو أن الأصل هو الذي يغذي الفرع وليس العكس !!

ولهذا أقول إن الحديث عن وحدة معمدة بالدم أو وحدة عودة الفرع إلى الأصل، وكذلك لغة الكبرياء والاستعلاء وزهو المنتصر، وعدم الاعتراف بالشراكة.. هي لغة تدميرية كارثية !!

إن القاصي والداني يعرف تمام المعرفة أن وحدة 22 مايو 1990م تمت بين نظامين ودولتين معترف بهما محلياً وإقليمياً وعربياً وإسلامياً وعالمياً، ولا أحد يستطيع أن ينكر ذلك، والسؤال الجوهري هنا هو : ماذا بقي من هذه الوحدة ؟!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى