ساحة الهاشمي - ساحة الوحدة .. والحقيقة لها وجه واحد

> مروان عبدالملك الخالد:

> أدهشني جداً ما كتبه الزميل أحمد بن فريد في صحيفة «الأيام» الغراء العدد(-5299 16يناير) وهجومه الشديد علي واتهامي بأنني مخبر دون أن يذكر أي مسوغ لهذا الاتهام، إلا بكوني ذكرت في تقاريري الصحفية أشياء شاهدتها بنفسي ولم يخبرني بها أحد فأنا ممن حضر تظاهرة ساحة الهاشمي ودرت في كل الاتجاهات وقمت بالتصوير بثلاث كاميرات من زوايا مختلفة وقمت مع فريقي بمحاولة إحصاء للأعداد الحاضرة في الساحة، وأجريت حوارات وسجلت أحاديث مختلفة مع تيارات متباينة من الحاضرين وبينهم ابن ردفان وابن حيفان وابن يريم وابن شبوة وابن أبين و(ابن فريد)، وسمعت أصواتاً انفصالية وأخرى تدعو إلى تقرير المصير!!.. وسمعت أصواتاً أخرى تعتبر أن الوحدة لا مجال للمساس بها وسواء أعجب كلامي ابن فريد أو لم يعجبه، فإن هذه هي الحقيقة وهي مصورة عندي وهو يعرفها جيداً، ويمكنني أن أقدمها له شخصياً إن شاء كي يتأكد من أنه لم يكن يمثل الحاضرين، وأن ما يسوق له لم يكن حقيقياً.. واستغرب لرجل ينادي بحرية الكلمة ويندد بالسلطة القمعية بحسب أقواله وهو أكثر قمعية وعجرفة من السلطة بمراحل!! فهو قد هزأ باعتقالي عدة مرات في ذلك اليوم وبتحطم إحدى كاميراتي.. الذي قال إنه ادعاء زائف.. هكذا وبدون أن يكون موجوداً في حادثة الكاميرا واعتقالي الأول وسخر من قناعاتي أنا وفريقي الصحفي الذي زاد عن سبعة أشخاص، الذين لولاهم ما استطعت أن أقوم بعمل التغطية بعد أن صادرت الجهات الأمنية الأشرطة التي كانت بحوزتي.. اتهمني ببيع شرف المهنة والضمير.. هكذا ببساطة دون أن يقول من المشتري!! وكيف علم بالصفقة!!ونسي أن المخبر (كما وصفني) يقدم تقاريره من تحت الطاولة التي يعرفها هو جيداً!! وأن الصحفي يعرضها على الناس جميعاً وهو ما أقوم به أنا.

فإن كنت مخبراً للحقيقة.. والناس فهذا شرف.. وهذه مهنتي ولا تهمة فيها.. ولكن الشر كله أن أكون يداً لتدمير بلدي وفق أجندة خارجية وتحت شعارات لا تحمل حرفاً واحداً صادقاً، وأود أن يعلم بن فريد وغيره أنني لم ولن أكون أداة بيد أحد.. سلطة.. كانت أو معارضة، وأنني صحافي أعرف قدر نفسي جيداً واحترم المصداقية والنزاهة جداً فأنا مراسل ومدير مكتب للعديد من الوكالات الإخبارية العالمية كـ (اسويشتد برس) ووكالة الأخبار العربية ووكالة أخبار راماتان والحرة الأمريكية ووسائل أخرى، وهذا لم يأت من فراغ ولا يمكن أن يحصل عليها مخبر أبداً، فهذه الجهات أكثر وعياً وإدراكاً من بن فريد.

أضف إلى ذلك أنني أعتبر عملي مع هذه الجهات رافداً لبلدي وللحقيقة التي أعشقها وليس مسوغاً لترويج الأكاذيب التي يستهويها هو... وأسألك بالله الذي نعبد هل كان عدد الحضور بعشرات الآلاف يا أستاذ أحمد وهل كان حشداً جنوبياً صرفاً.. ثم ما هذه النزعة المناطقية المخيفة!! ولمصلحة من !! وإن كانت لك قضية كما تدعي فاحترم وقدر من شاركوا معك فيها من غير منطقتك.. وأخبرني ما ذنب الجندي الذي ضرب وأخذ سلاحه والآخر الذي عضه أحدهم حتى قطع إصبعه، وما ذنب القتلى الذين جاءوا للبحث عن حل لمشاكلهم فأخرجناهم جثثاً وحولنا أبناءهم يتامى!! وما ذنب عدن المدينة وأبنائها الذين عانوا من أنانية أمثالك كثيراً.. هل أنت مستاء لأن المدينة تتجه نحو النمو وتسير في طريق المستقبل لتصبح أهم المدن اليمنية وأغناها ضمن العديد من المشاريع الاستثمارية الخارجية والداخلية التي تتدفق عليها، ولكنها تخاف بسبب ما تفعلونه أنت وأمثالك لتخسر عروس اليمن فرصتها في الانعتاق من مظالم حلت عليها كثيراً، لماذا تريد حرمانها السعادة والاستقرار بدون حروب ولا دماء هل فقط من أجل أن نقول (برَّع يا استعمار) وأن تبدو أنت وآخرين ثوريين.. ومن خولك يا بن فريد متحدثاً باسم الجنوب؟!

جرب نفسك وترشح في أي انتخابات أنت ومن معك وإذا ما فزت واكتسحت من حولك.. أعدك أن أسميك في حينها (بطل الجنوب الخالد أحمد بن فريد)، لكن أن تحتشد في فرزة سيارات بها جمهور جاهز أساساً وتهتف فيهم يجب أن ننفصل وأن..وأن.. ثم تتركهم ليصابوا ويموتوا ويتيتم أبناؤهم بينما أنت تعود سريعاً للحاق بموعد الغداء والتخزينة وكتابة شعارات جديدة فلا وألف لا.. إن الجنوب نصفي الذي أحب ككل اليمنيين الشرفاء ولن نسمح لأحد أن يمسه بسوء.. لا يد خبيثة من السلطة.. ولا يد خبيثة من المعارضة.. والوحدة ليست من أجلي وأجلك، بل من أجل أن ينعم أبناؤك وأبنائي وأبناء إخوتنا معاً جنوباً وشمالاً شرقاً وغرباً ببلد عزيز موحد.. كما أنه ليس هناك من مخول لأحد أن يتحدث عن تدميرها والعودة إلى التشطير.. وأطياف حروب السبعينات والثمانينات.

ويا أخي أحمد أنا لا أكن لك ضغينة ولا أتمنى لك إلا كل الخير والسداد، فأنت ابن بلدي الذي أحب.. ولا أريد أن نتبادل التهم والتكذيب، فلك قناعتك ولي قناعتي وكما تطلب الحرية لنفسك اطلبها لي معك.. من نفسك، ولا تفرض علي أو على غيري أن نتخندق معك وإلا صرنا خصوماً.. فهذا غير منصف وغير صحيح. هاجم السلطة عندما تخطئ كيف شئت وارفض الظلم حيث كان، وقف في وجه التمييز.. من أي شخص أو مصدر، لكن لا تتجترأ على وحدة أمة، فهذا ليس من حقك ولا من حق أحد.

وكنت أتمنى عليك أن تقف كمواطن يمني تطالب بحقوق اليمنيين جميعاً دون تمييز.. وصدقني أني سأقف معك وفي صفك متى شعرت بأنك تفعل ذلك لأجل أبناء وطنك، وليس كيداً وغيظاً أو اتفاقاً مع طرف هنا أو أطراف هناك.

الأمم تبحث عن قليل يوحدها وأنت تريد البحث عن قليل يفرق.. لن أطيل ولا أرغب ولم يجرني إلى هذا الحديث إلا ما قرأته من اتهام.

وبمناسبة الاتهامات فقد قامت قيادات في نجدة عدن في اليوم التالي للتظاهرة بإلقاء محاضرة على الجنود اتهموني فيها بأنني كنت أجول بسيارتي على طلاب الجامعة وأوزع ألفي ريال لكل طالب بهدف دفعهم للمشاركة في التظاهرة.. وهذه صيغة تحريضية رسمية.. فأنا متهم من بن فريد بأني مخبر للسلطة والسلطة تتهمني بأنني كنت من محرضي التظاهرة وأوزع المال من أجل ذلك، وأنا بريء من التهمتين وإن كنت لا أخشى ولا أهتم بأي من الطرفين، لكني أتساءل متى سيكف الجميع عن القذف والاتهام والكذب والتحريض؟ ومتى سيكون لنا الحق في التغطية الإعلامية بسلام دون اتهامات السلطة والمعارضة؟ ولا حول ولا قوة إلا بالله.

مراسل قناة «الحرة» الأمريكية في اليمن

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى