مقاصدنا عظيمة

> علي عمر الهيج:

> لأن عدن هي ثغر اليمن الباسم.. ولأن هذه المدينة الساحلية هي ملتقى الأحبة والثوار والمناضلين والمثقفين والعلماء وطلبة العلم والتجار ومنظمات المجتمع المدني والصحافة على مدى كل المراحل التاريخية..!!

لأن عدن أرض السلام والمحبة والوفاء وهي مكان دافئ للوافدين من القرى والجبال والوديان والمدن الأخرى.

فقد تم اختيارها كأنسب مدينة للتصالح والتسامح بين الناس الذين استشعروا أن الحب والتصالح وطي صفحات الألم والفرقة مقاصد عظيمة ونبيلة دعا إليها الرحمن وتعاليمنا السماوية السمحاء كافة .

لا يستسيغ العقل أن ثمة تسامحاً وحباً يطرأ بين مجموعة من البشر لفتح صفحة جديدة ووضاءة تعطي الأرض والزرع اخضراراً جديداً تنمو فيه رائحة الحب والوئام والصلاح، فيقول البعض الآخر ليعلن ويصرخ بأن هذا التسامح والتصالح أمر غير مقبول ولا يحقق أهداف الحب والصلاح.

أفلا تعقلون يا هؤلاء؟؟ أي عقل هذا الذي يسعى إلى إشاعة الضغينة وزرع الكراهية بين الناس؟

وأي منطق هذا الذي يوصف أي تسامح بشري بأنه لا يحقق للأرض والناس كل مقاصد الصلاح؟ ثم هل جاء هؤلاء مدججين بالسلاح والقنابل أم جاءوا ينثرون الورد والمحبة بين الناس؟

ثم إذا قرر شخصان أو قبيلتان أو مجموعة من البشر أن يلتقوا ويتسامحوا ويتصالحوا على الساحل والبحر، حيث النسمات العليلة الطاهرة القادمة من عبق هذه المدينة هل هذا كفر؟ أم أنه يحطم أركان الإيمان؟! ليعلن الآخر بأنه ينبغي للمتصالحين الذهاب إلى الجبل أو الوادي أو الصحراء لعقد التصالح.

أين العقول أيها الأحبة؟؟ ينبغى أن ننظر للأمور من باب توطيد المحبة وطي الأحزان لا من باب الظن بالسوء وإثارة الشتات.

ما يقدمه هؤلاء المتصالحون يحمل في طياته مقاصد عظيمة ودلالات آدمية ووطنية تعزز السكينة والتآلف.. فأين العقول يا هؤلاء؟ ولماذا تلك الأفكار السوداء التي تحث الناس على مواصلة الألم والفرقة؟!

بالحب وحده يتعزز الأمان.. وبالتصالح والتسامح ينمو الأمل وتغادر الشرور وتهل المسرات.. اتقوا الله في هذه الأرض واعلموا أن معاداة التصالح والتسامح تضاعف الويلات.. فماذا يتبقى عندما يتقدم طرف لزراعة الورد والحب ويصر الآخر على زراعة الأشواك؟!

هذه حديقتنا الواسعة.. فأهلاً بالتصالح وأهلاً بالانضمام إلى حديقتنا للارتواء من كل ينابيع الألفة.. ما لم فاحذروا فيضانات لا تسر الخاطر وستقود الوطن إلى الأحزان.. وهذا ما لا يرغب به أحد مطلقاً.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى