الجنوب..ثمن الحرية في زمن التصالح والتسامح

> علي هيثم الغريب:

> نشعر نحن في الجنوب بجو التجديد بوضوح, ينفض الغبار عن كل شيء، فكل شيء يتحرك، الأحزاب والنقابات ومنظمات المجتمع المدني، مجلس تنسيق العسكريين والأمنيين والمدنيين، التصالح والتسامح والتضامن، الشباب والعاطلون عن العمل ومجالس تنسيق الفعاليات السياسية في مديريات ومحافظات الجنوب .. أكاديميون، ومدرسو الجامعة والطلاب والمرأة .. وكل يوم يزداد عدد هذه الجموع والكل انتقل إلى العمل السلمي .

وما يثير العجب ويبعث على الارتياح هو أن الكل يعرفون اليوم إلى أين هم ذاهبون، وما تشابك أيديهم ووجودهم معاً في كل الاعتصامات وفعاليات التصالح والتسامح والمسيرات إلا دليل على توجههم معاً نحو المستقبل الذي ينتظره الجنوب .. وجميعهم صنعوا ملاحم بطولية كبيرة رغم أن الله عز وجل لا يمنح الإنسان موهبة وقدرة الأنبياء صلوات الله عليهم جميعاً .. نعم إن المجتمع في كل محافظات الجنوب وكل واحد منا بحاجة لرؤية نفسه بهذا الشكل الجماعي وبلا رتوش، وبحاجة للتفكير أكثر :

ما الذي يحدث لنا من قبل السلطة؟ وما الذي يجب القيام به لنستعيد صفة الروح وتقويم الحياة؟

نعم هما سؤالان لا ثالث لهما .. وقد تجسدا في تفكيرنا في منصة الهاشمي عندما تجمع كل أبناء الجنوب وحراكه السياسي.. فسبحان من يبعث تلك القوافل من البشر وتلك الجبال من المواطنين المقهورين الذين يتسابقون إلى ساحات التصالح والتسامح وساحات الاستشهاد، رغم السيل المنهمر من الاتهامات والأحكام التي تصدر بحق هذه الملايين الذين نهبت أراضيهم وسلبت ثروتهم، بالذات في قضايا سياسية كانت كل جريمتهم فيها هي التعبير عن ضمير الجنوب وما يتوق إليه من تطلعات إلى حياة حرة كريمة تسودها العزة والكرامة الوطنية ومنزهة من كل صور الاجتثاث والظلم والاستعباد، التي سوف تنعكس آثارها ليس فقط على الأجيال الحالية، بل سيكون وقعها أشد وأقسى على الأجيال القادمة. ويجب أن يعلم (عبيد الزلط) أن في الجنوب أحراراً وهذه كتيبة الشهداء والجرحى هي في المقدمة لهؤلاء الأحرار.. إن القضية بيننا وبين من سلبوا أرضنا وثروتنا هي قضية سياسية، وليست قضية (شكل قات) وإن الذين يجب أن يحاكموا هم الذين يعدون منذ زمن طويل للاستيلاء على أملاك الجنوبيين .

ونأمل من أهلنا المؤرخين أن يسلموا من نهب أرض أبناء الجنوب بعض الكتب التاريخية، لأن هؤلاء لا يفهمون أن هذه الأرض مهما هدمت لن تلد سوى أحرار (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى