نعم للعسل الدوعني (السدر) لا للعسل الخانق (القصي)

> محسن علي شائف سريع:

> طالعتنا صحيفة «الأيام» الغراء في عددها الصادر يوم الثلاثاء 2008/1/15م عدد (5298) بمقالة للدكتور سيف العسلي تحت عنوان «نعم للتسامح الحقيقي» .

ونظراً لما جاء في المقالة من عبارات تستهدف خيار التسامح والتصالح الذي انتهجه أبناء المحافظات الجنوبية لنسيان الماضي، ولأن حق الرد مكفول صحفياً نرجو من صحيفة «الأيام» أن تتكرم شاكرة بنشر هذا الرد القصير .

ما أروعك (مع الاعتذار للفنان نبيل شعيل) يا عسلي وأنت تروج لعسلك القُصّي قائلا : إنه عسل سدر دوعني (التسامح قيمة دينية ووطنية إنسانية كبرى، وإنه مرتبة فوق مرتبة العدل، إنه يتساوى مع مرتبة الإحسان).

ولكن فجأة ينكشف ما في إنائك من عسل (إن ما حدث في ذلك اليوم لم يكن صراعاً سياسياً عادياً بالمعنى المعروف، بل كان يمثل جريمة ضد الإنسانية وجريمة حرب غير مسبوقة في العصر الحديث ) هل هذه هي بضاعتك وهل يقبل الرئيس العسل القُصِّي للتقرب منه؟

على قولك لم يكن الصراع سياسياً عادياً، بل أقول إنه كان صراعاً أيديولوجياً، كل طرف كان نظره على الأيدلوجية مش على (الأُلَيف). بالأمس تقاتلنا، تطاحنا تجازرنا (مثلما يتقاتل الأشقاء أحياناً) واليوم تسامحنا تعانقنا تحاببنا (مثلما يتسامح الأشقاء) بالأمس ذرفنا الدموع حزناً واليوم نذرفها فرحاً، فهل هذا يضرك وأمثالك يا عسلي ؟ ولايزال أناءك ينضح بما فيه (ولأن العدالة لم تجر مجراها في ذلك الوقت، فإن من حق المتضررين أن يطالبوا بتحقيقها في الوقت الحاضر).

أنا واحد من كبار المتضررين فقدت خمسة أشخاص من أقرب الناس إلى قلبي (أبي وإخواني وعمي وصهراي)، وكنت أول من نزل إلى عدن وكل من لاقيته وأعرفه وله علاقة بيناير كان موجوداً، فما ضرك ياعسلي، فأهل مكة أدرى بأشعابها .

اسمع : إذا كنت تحبنا فعلاً ويهمك مصلحتنا اطرح في بطنك بطيخة صيفي ونم نومة هنيئة وبطِّل نصائح واحلم إن شاء الله برئاسة الوزراء أو الجمهورية، ما تقوم إلا ونحن مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى (هذا ما لا تريده ياعسلي أليس كذلك) هذا ولايزال إناؤك ينضح (وإذا كانت القيادة السياسية بعد الوحدة، ولدوافع وطنية قد حاولت إغلاق ملف الأحداث من خلال تشجيعها للتسامح بهدف تقوية اللحمة الوطنية) بدليل مقالاتك القُصِّية ونبش المقابر الجماعية والخطب الجهنمية.. هل هذا مفهومك لتقوية اللحمة الوطنية، ومازلت تنفث (فلا معنى لمسامحة تتم بين الذين ارتكبوا الأحداث) كأني بك تريدهم أن يأتوا إليك فرادى وجماعات فيقولوا :

شبيك لبيك لحمتنا وعظمتنا بين يديك، كمِّل اللحمة وكسِّر العظمة الله يخليك . باختصار بسيط يا علسي إنه كوم قمامة صغير تراه أمامك على طول تكوَّن خلال عشرة أيام كما قلت. ونسيت جبل القمامة الذي خلفك والذي تكون خلال عقود، وعلى كل حال شكراً على نصائحك القُصِّية .

على فكرة، ذكرتني أيها الكاتب (السهل الممتنع) ما هو موقفك مما تعرضت له محافظتك تعز (شرعب) إثر تعرضها لاجتياح الدبابات والأطقم والطيران والقبائل؟

وقل لنا بصراحة كم مقالة كتبت في هذا الخصوص؟ أم إنك الدويدار الذي لا يخذل سيده حتى لو هاجم داره أو قطع عنقه؟

مسكينة تعز هذه! كم ابتليت بواحد هكذا عسلي، ومسكين حاشد والسامعي ومسكين هو الرئيس إذا قبل أن تتقرب إليه بعسل قُصِّي مرير يمسكه في الحلق.

النصيحة : الرئيس يقبل التقرب إليه بعسل، ولكن بعسل علب دوعني (سدر) حالي، عليك ببرميل منه ياعسلي، وشوف إن الرئيس يحبك ويرجعك على رأس المال، لأن الرئيس يقدر الرجال ويعرف من عينه على (الأليف) ومن عينه على (الوطن) .

(الأليف): المقصود الألف (الفلوس)

القُصّي: عسل من زهرة شجرة (القصاص) حار وحرّيف وهو غير مرغوب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى