أطباق شهية يقدمها د. شهاب غانم عن والده على مائدة افترشت 188 صفحة

> «الأيام» نجيب محمد يابلي:

> للمدينتين حكايتان كانت الأولى في قصة مدينتين ATale of Two Cities للروائي الإنجليزي الشهير تشارلس ديكنز (1812م - 1870م), وكانت الثانية صورة مدينتين للدكتور شهاب غانم, ويأتي الكتاب في سلسلة أعمال علمية وأدبية وشعرية وترجمات في مساقيها (سير) Biographies (خذ مثلا ماكتبه عن والده الدكتور محمد عبده غانم، وعن خالد آخر هو خاله علي محمد لقمان) ونقل أعمال شعرية Translations من الإنجليزية إلى العربية والعكس، وشمل ذلك (سونيتات) وليم شكسبير، واستحق بذلك الجائزة على الترجمة مرتين في العام 2002م وفي العام 2007م.

إن من يطلع على الكتاب الموسوم (صورة مدينتين - عدن وصنعاء في شعر محمد عبده غانم) للدكتور شهاب محمد عبده غانم سيتولد عنده، ولاجدال، انطباع بأنه أمام مائدة حافلة بأطباق شهية، إذ لم يكن بالأمر الهين اختزال مكونات الكتاب في 188 صفحة شملت مالذ وطاب من العناوين والتنويعات، وفوق هذا وذاك التزم الدكتور شهاب القاعدة الشرعية (وأمرهم شورى بينهم)، حيث عرض مسودة الكتاب على أشقائه د. قيس ود. عصام ود.نزار للاستئناس بملاحظاتهم على النسخة الإلكترونية من المسودة إلا أنهم أثنوا على جهد شقيقهم شهاب الذي أفرد كلمة شكر لشقيقه د.عصام على مراجعة الكتاب، والذي نبهه أيضا إلى بعض الأخطاء المطبعية وغير المطبعية.

توزع جهد الدكتور شهاب في اتجاهين: (نقدي وتوثيقي) يشمل الاتجاه النقدي جزأين:

الجزء الأول: عدن في شعر محمد عبده غانم ص 15 - 96.

الجزء الثاني: صنعاء في شعر محمد عبده غانم ص 98 113-.

شمل الاتجاه التوثيقي ملاحق ومراجع توزعت في عناوين وتناويع على النحو التالي:

-1 د. محمد عبده غانم في سطور.

-2 مؤلفات مكرسة للدكتور غانم.

-3 محمد عبده غانم في مؤلفات شهاب غانم.

-4 مؤلفات مكرسة للدكتور غانم.

-5 فصول عن د. محمد عبده غانم في كتب ودوريات.

-6 مراجع أخرى (من الكتب فقط) عن د.غانم.

-7 من كتابات الشعراء والأدباء في د.غانم.

-8 ملحق للصور (وهي شكل من أشكال التوثيق للزمان والمكان).

-9 نبذة عن شهاب غانم.

عدن في شعر محمد عبده غانم

قدم الدكتور شهاب غانم عرضا نقديا وتاريخيا للظروف الموضوعية والذاتية التي أحاطت بكل ديوان من الدواوين السبعة : -1(على الشاطئ المسحور) الذي نشره عام 1946م والذي طبعته مطبعة (فتاة الجزيرة) لصاحبها رائد التنوير محمد علي لقمان (جد د. شهاب لأمه) والتي طبعت أيضا (الوتر المغمور) عام 1944م للشاعر علي محمد لقمان (خال الدكتور شهاب)، وديوان (بقايا نغم) عام 1948م للشاعر لطفي جعفر أمان. -2(موج وصخر) ثاني دواوين غانم، وتولت دار المعارف بمصر نشره عام 1962م. -3(حتى يطلع الفجر) ثالث الدواوين ونشر عام 1970م. -4(في موكب الحياة) الديوان الرابع، ونشر في بيروت عام 1979م، وكتبت قصائده خلال الفترة من 1967م (الهزيمة) إلى 1973م (عبور الهزيمة). -5(في المركبة) الديوان الخامس ونشر في بيروت عام 1979م. -6(الموجة السادسة) صادر عن المكتبة اليمنية في صنعاء دار آزال للطباعة والنشر - بيروت. -7(الأنامل الجافة) الديوان السابع والأخير للدكتور غانم، وصدر عام 1999م (بعد وفاته بخمس سنوات) وقام الدكتور شهاب بجمعه وكتابة المقدمة للديوان.

جدير بالذكر أن تجربة الدكتور غانم الشعرية سبقت صدور دواوينه، ذلك أنه نال الجائزة الأولى في المسابقة الشعرية عام 1936م وهو عام تخرجه من الجامعة الأمريكية ببيروت والتي شارك فيها شعراء معروفون أمثال عبد المنعم الرفاعي وسعيد العيسى ومحمود الحوت، كما فاز خمس مرات في مسابقة للشعر نظمتها هيئة الإذاعة البريطانية خلال سنوات الحرب العالمية الثانية شارك فيها شعراء كبار أمثال محمد محمود الزبيري والأستاذ أحمد حامد الجوهري.

صنعاء في شعر محمد عبده غانم

أول قصيدة كتبها الدكتور غانم عن صنعاء كانت في العام 1970م عند زيارته لها، وإن كان الدكتور غانم قد أشار إليها بالاسم في العديد من قصائد سابقة، منها إحدى قصائده التي فازت بالجائزة الأولى في مسابقة لهيئة الإذاعة البريطانية نظمتها عام 1942م، وفي (رجاء) التي خاطب بها سيف الإسلام أحمد ولي العهد أثناء زيارته لعدن عام 1946م جاء في مطلعها:

مولاي لايخفى عليكم أننا

في عصر علم دأبه التجديد

يورد الدكتور شهاب غانم نماذج شعرية من قصائدة لوالده كانت صنعاء محورا لها، وتشكلت إلى جانب قصائدة في عدن ولندن والخرطوم وغيرها من المدن رحلات الآمال والآلام، سيما وأنه عبر آلام الأورام الحميدة عام 1973م واستسلم لها عام 1994م، قصائد شكلت محطات للفقيد مع أولاده وأحفاده وأحبابه وقضايا وطنه الصغير والكبير. سيقف القارئ أمام ما قاله الراحل الكبير وماقيل عنه، وهو الشيء الكثير, وهو جهد يستحق د. شهاب غانم الثناء عليه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى