هل هذا جزاؤه .. يا داخلية ؟!!

> محمد حسن الشميري:

> الكثير قرأ في صحيفة «الايام» الغرَّاء معشوقة القراء .. والأكثر سمع بحادثة تفجير نقطتين أمنيتين لشرطة النجدة في وادي حضرموت - بسيئون تحديداً - من قبل مجهولين .. ذلك كان قبيل عيد الأضحى بثلاثة أيام .

فكان من ضمن ضحايا تلك الحادثة (الجريمة) .. ابني (حمدي محمد حسن الشميري) ، المنتسب إلى شرطة النجدة الذي ألحقت به تلك الحادثة إصابة جسيمة، حيث أصيب بنزيف داخلي وغيبوبة شديدة وطويلة، فاستدعت حالته إسعافه جواً على جناح السرعة - مع بعض رفاقه المصابين - إلى المستشفى العسكري بصنعاء، فقرر له الأطباء الكوبيون إجراء عملية جراحية فورية في الجانب الأيمن من صدره لشفط وتنظيف الدم من رئته، والحمد لله على أن تلك العملية تكللت بالنجاح، وأفاق من غيبوبته، وعاد إليه التنفس فكتب الله له عمراً جديداً بعدما أوشك على الموت.. وظل تحت العناية المركزة لمدة أسبوعين، وعندما أخذ في التماثل للشفاء وتحسنت حالته الصحية حتى الاطمئنان ، طلب الأذن من الأطباء بالخروج من المستشفى بدافع الشوق للعودة إلى عدن ، لزيارة والديه وإخوانه ، فأذن له الأطباء بالخروج على أن لا يزاول عملاً يجهد به نفسه ويعود بالضرر على صحته ، ومنحوه إجازة مرضية لمدة شهر كامل ليواصل علاجه في عدن حتى يتعافى بمشيئة الله .

على أنه عندما حان وقت صرف راتب شهر ديسمبر المنصرم 2007م هاتف زميله في العمل وطلب منه أن يستلم راتبه ويبعثه إليه، ليتمكن من مواصلة العلاج ويعود على رأس عمله، أجاب عليه زميله «إن الراتب قد توقف!!» بالرغم من أنه بعث إلى الجهة المعنية المسؤولة بتقرير الإجازة المرضية لكنه لم يشفع له !! ربما لأنه من أبناء (عدن !!) المدينة الصابرة الوديعة الجميلة الثغر الباسم للأبد، الحضن الدافئ لكل أبناء اليمن في كل الحالات والظروف على مر الزمن رغم أنها مثخنة بالجروح التي أحدثها الغادرون الجاحدون !!

فابني البطل الساهر الليالي في سبيل الحفاظ على أمن وأمان واستقرار أبناء بلاده .. ليس عليه ذنب في ما قدره له الله ولطف به .. فهل يستحق توقيف راتبه!؟-في حين أنه بحاجة ماسة إليه- وتركه يعاني آلام الجرح الذي لم يندمل بعد !! ونقول له : هذه ضريبة حبك وإخلاصك لأبناء بلادك ؟؟ فهل هذا جزاؤه يا.. وزارة الداخلية ؟؟.. (ابني حبيبي .. «حمدي» يا بطل ظلمٌ وعنفٌ .. قل لي ما العمل؟) لا تبتئس يا بني .. أنت - ونحن جميعاً - نعيش في اليمن الجديد الذي يمضي حثيثاً إلى المستقبل الأفضل السعيد !!

يا بني .. اجمع جرحك وألمك إلى جروح وآلام أمك (عدن) وقل : حسبنا الله ونعم الوكيل .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى