خوفي على البلاد في مؤشرات بسيطةوكلام مختصر

> محمد عبدالله باشراحيل:

> مؤشرات الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والمالية الراهنة في البلاد تصيب المطلع عليها بالإحباط، وتغلق أبواب التفاؤل في وجهه كلما ظهر بصيص أمل، فحفر مزيد من آبار البترول في البلاد مع ارتفاع أسعاره والتخطيط لجعل عدن منطقة حرة، والوعود العديدة التي تضمنها البرنامج الانتخابي للحزب الحاكم، وتوليد الكهرباء بالطاقة النووية، وتخفيف الفقر والقضاء على البطالة كل هذه الأمور وغيرها، أعطتنا أملا كبيرا بتحسين المستوى المعيشي ورفع المستوى التعليمي والصحي، ولكن الواقع يقول إنه كان كلام ليل ومن النوع الذي قال عنه الشاعر «كلام الليل يمحوه النهار»، وإن المؤشرات تدلل على أن هناك: أولا: عجز كبير في الميزان التجاري (الصادرات - الواردات)، وهذا العجز ناتج عن انخفاض قيمة الصادرات من جهة، وعن زيادة قيمة الواردات سبب ارتفاع الأسعار عالميا.

ثانيا: اتساع فجوة العجز في الموازنة العامة للدولة (الإيرادات - النفقات) ولقد جاء هذا العجز نتيجة الممارسات غير القانونية مرة، وغير الموضوعية مرة ثانية والسياسات غير المسئولة مرات أخرى، والتي تمثلت بدرجة أساسية في: أ) ارتفاع نسبة الإنفاق على الأمن والدفاع وحده أكثر من 55% من الموازنة السنوية رسميا، وما خفى كان أعظم!. ب) البذخ غير المبرر في الصرفيات الحكومية المتمثلة في توزيع السيارات الفخمة، ومنح مبالغ مالية طائلة لأفراد، الغرض منها كسبهم إلى جانب السلطة، إضافة إلى دفع مرتبات شهر إضافي لموظفي الدولة مع إكرامية الرئيس ومن خارج الموازنة. ج) انخفاض إنتاج النفط وإيراداته رغم ارتفاع أسعاره عالميا وضعف الرقابة في هذا الجانب. د) دفع فوائد سنوية عالية لأذونات الخزانة تصل إلى عشرات المليارات من الريالات. هـ) انخفاض تحصيل الإيرادات الحكومية بسبب تفشي الفساد المفرط في الدوائر الضريبية والجمارك ووزارة المالية. و) تجاوز السلطة وعدم التزامها بالموازنة المقرة في مجلس النواب الصادرة بقانون، ولجوءها إلى طلب اعتماد إضافي من مجلس النواب كواقع مفروض، حيث وصل إلى حوالي 40% من الموازنة عامي 2006 و2007م.

ثالثا: قضايا أخرى مخيفة منها: أ) عدم انتهاء الحرب في صعدة مع عدم الوصول إلى حلول جذرية مع السلطة.

ب) تعنت السلطة ومكابرتها بعدم الاعتراف بقضية الجنوب، مع استمرار وتطور وتصاعد الاعتصامات السلمية في مختلف المحافظات الجنوبية. ج) معدل نمو السكان أعلى من معدل نمو الاقتصاد، وهذا يعني ببساطة أن الأفواه تأكل وتستهلك أكثر مما ستورد وتنتج الأيادي. د) عدم مصداقية السلطة في تنفيذ البرنامج الانتخابي الأخير للحزب الحاكم، فلا منطقة حرة بعدن ولا قضاء على البطالة أو تشغيل لأبناء المحافظات في محافظاتهم، ولا تخفيف فقر ولا محاكمة حتى فاسد واحد حتى الآن ولا حكم محلي و.. و.. إلخ.

والوضع يظهر أن المتنفذين يزدادون غناء فاحشا، وأن أغلبية الشعب يزداد فقرا مدقعا، وهكذا يتضح جليا أن بعض هؤلاء وصل بهم العوز إلى التقاط قطع الخبز والروتي من أكياس القمامة. وعندما سألني أحدهم: «كيف حالكم الآن؟» أجبته: «كنا في وضع سيء وأصبحنا في وضع أسوأ للغاية!».

وختاما.. ألا يحق لي بعد توضيح تلك الحالات أن أخاف على هذا البلد مما هو آت؟

كبير خبراء سابق بالأسكوا - الأمم المتحدة

[email protected]

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى