وتلك الأيــام ..السيد الرئيس.. يتحدثون باسمكم ويصنعون أزمات الوطن

> محمد سعيد سالم:

> كل من يريد أن يمارس رغبته في الخروج على القانون، ويخالف القيم النبيلة للدين الإسلامي، ويعبث بكرامة المواطن والإنسان في هذا الوطن، ويتحدى مكافحة الفساد والظلم، سيجد في بلادنا الكثير من الوسائل والأماكن متاحة له ليحقق ذلك!!

من يريد أن يستأثر بأي رصيد من المال العام دون حساب، يستطيع أن يفعل ذلك دون مشكلة!! من يرغب في إهانة مواطن، أو إذلال شخص، أو التلاعب بالحقوق والشرع والقانون، سيجد القاضي المناسب، والمسؤول الجاهز، والزي العسكري المستعد لذلك! من يريد أن يفوز بصك (الوطنية) وصفة تمثيل الوحدة وحمايتها، عليه أن يرفع شعار (الوحدة المعمدة بالدم) وأن يشكك بنزاهة ووطنية الآخرين، ويثبت كفاءة ملحوظة في قدرته على الاحتماء (بجلباب) الفساد والظلم!! من يريد أن يختطف أجنبياً، أو يقتل سائحاً، لن تعوقه مشكلة الزمان والمكان!!

من يريد إثبات أن اليمن وطن بلا دولة، وبلا وحدة، يستطيع أن يفعل ذلك! وليس مهماً أن يكون في السلطة، أو في الحزب الحاكم، أو في المعارضة أو في الشارع!! والأعمال هنا بالنيات!

أزمات من كل نوع: أزمة في النظام السياسي! أزمة في مسيرة الوحدة! أزمة في فهم الديمقراطية! أزمة في حوار الأحزاب! أزمة في قناعة الشارع بضعف كفاءة السلطة والمعارضة! أزمة في معيشة الناس! أزمة في اقتصاد البلد، أزمة في ثقة الناس ببعضهم، والمناطق ببعضها! أزمة في صعدة! أزمة في الجنوب! أزمة في مكافحة الفساد! أزمة في قدرتنا على الاندماج مع دول مجلس التعاون الخليجي، أزمة مع المانحين! أزمة في الإعداد لخليجي 20! أزمة في التعليم! أزمة في الصحافة والإعلام! أزمة في مستقبل منظمات المجتمع المدني!! أزمة في الشراكة! أزمة في أخلاق وكفاءة قيادات ومسؤولين في أجهزة الدولة ومؤسساتها.

قائمة الأزمات طويلة..وكلها تضع اليمن ضمن تصنيف دولي بالغ الخطوة، قد يصل حد اعتبارها (الدولة الفاشلة) وإذا حدث ذلك - لا سمح الله- سيكون مفهوم (الفشل) مفهوماً شاملاً، ينسحب على كفاءة الدولة، أوما قد يصفه البعض بعجز (الوحدة) عن تحقيق تلك الكفاءة!!

الدولة والوحدة أمام خطر حقيقي وكبير! والاعتراف بهذه الحقيقة خطوة مهمة على طريق منع السقوط في سلة الدول الفاشلة، ثم الانهيار!

(الرئيس يحتاج مساعدة!).. هكذا يقولون! وهكذا نعتقد! ولكن عليه أن يساعدنا لنساعده، لأن كثيراً ممن يختارهم لتمثيله لتصحيح الاختلالات، ومحاصرة الفساد، وصيانة الوحدة الوطنية، يكذبون عليه، ويتصرفون عكس ما يحسبه صحيحاً. وهنا، أعتقد أن مثل هؤلاء (وهم معروفون وسط كل المشكلات والأزمات) في الوظيفة العامة، وفي الأراضي، وفي قضايا الحقوق والحريات، والمواطنة اللامتساوية، والمعايير اللاوحدوية..في المركز، أو في المحافظات، ومؤسسات الدولة المختلفة.

إن الخروج إلى الاعتصامات، والموقف الرافض للوحدة، سببه القائمون على صناعة هذه الأزمات، ممن يتحدثون باسم الرئيس، وهم يقودون الجميع إلى الهاوية. لابد من مواجهة هؤلاء بوصفهم (صناع جرائم ترتكب بحق الوحدة والإنسانية)!! من الرئيس ونحن!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى