أحلام خشبية لا أراضي بالهكتار

> برهان عبدالله مانع:

> القناعة كنز لا يفنى، نعم هذه حكمة موجودة عند أهالي عدن مدينة العاشقين وحب القادمين وشجن المهاجرين دائماً تعودنا وتعلمنا القناعة والبحث عن لقمة العيش بكرامة وطلب حياة بسيطة هادئة ممزوجة بابتسامة سمحاء والتقرب إلى الله والدعاء بالصحة والستر والعافية وتجنب ويلات الحروب لما عانوه في كل المراحل السياسية، واليوم عندما نشاهد المواطن العدني ذا الدخل المحدود أو عديم الدخل من العجزة والعاطلين من الشباب وطموحاتهم البسيطة في المحافظة على أحلامهم الخشبية المتمثلة بأكشاك خشبية (3×3متر) من أجل لقمة العيش .

لكن تتعالى الأصوات النشاز من يدعون للمنظر الجمالي للمدينة وأصحاب المصلحة العامة تتطلب إزالتكم ونقاش حاد وجدال وقرارات وأفكار طائشة والبعض يسلم منها بصدور قرارت بإعادة الأكشاك لهؤلاء الفقراء وعلى سبيل المثال أكشاك الفقراء والمحتاجين من أهالي جبل العيدروس ويتم بعدها رفع القبعات إجلالاً واحتراماً لكل من ساهم في عودتهم من أعضاء المحليات أو القيادات، وكأن الحدث معجزة وإنجاز عظيم لهؤلاء الذين لا يمتلكون شيئاً سوى التسلق إلى الكراسي العرجاء .

نحن دائماً أهالي عدن أصحاب القلوب الطيبة نسامح ونتبع العاطفة وبالرغم من ذلك لا نسلم من التهديد والوعيد، وكأنهم يحسنون إلينا والحقيقة يعرفها هؤلاء أنها أرضنا التي لا نملك منها سوى أكشاك خشبية، أما الأسياد فيمتلكون أراضي بالهكتار ولا يستطيع أحد التطاول عليهم.. مفارقة عجيبة محزنة أصبحت حياتنا كلها أحلاماً خشبية تبدأ من البترول في أرضنا وأحلامنا فيه توفير سعره المرتفع وتدبير قيمة اسطوانة الغاز.

تفكيرنا أصبح محصوراً حول سعر وحجم القرص الروتي حتى في مقايلنا نفكر كيف ندبر فلوس شراء الوظيفة من البائع الذي هو من خارج عدن، واليوم في عدن نعيش أحلامنا الخشبية ولا نعرف ما يخفي لنا القدر في عامه الجديد ونتمنى ألا تكون فيه أحلام خشبية أو عاجية.. وبفكر شارد أتساءل وبشدة: ماهي أحلامنا من الوحدة التي حلمنا بها؟ أترك الجواب لكم لعل وعسى أن تكون أحلامكم القادمة ليست خشبية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى