شويطر الله يعينه!!

> أنور عبدالله باسلوم:

> «عويشق الله يعينه» من أغنية حضرمية من الزمن الأصيل صارت مثلاً لمن أراد أن يخوض أمواج الحب والعشق العالية والعاتية وهو لا يجيد فنون السباحة، وأيضاً يقال لمدعي الشطارة «شويطر» وهذا حال صاحبنا الذي أتى من هناك من حيث أتى من قبله من المتنفذين.

صاحبنا هذا مدعي الشطارة أو شويطر باللهجة الحضرمية سمع حكايات من أترابه عن قصص الثراء السريع وعن أقصر الطرق للوصول إلى مفتاح الكنز أو بالفصيح الأراضي وما أدراك ما الأراضي، فما إن حط الرحال في حاضرة حضرموت وحبيبة الكل المكلا، حتى اجتمع بالموظفين الذين كان معظمهم في حالة وجوم وحزن لأبعاد المركز (صنعاء) وإقصاء اثنين من أفضل كوادر المحافظة تعاقباً على كرسي الإدارة، اشتهرا بنظافة اليد والسمعة الحسنة، إلا أن المركز (صنعاء) استشاط حنقاً منهما لأنهما كشفا حالات فساد يندي لها الجبين من قبل شخصيات نافذة أتت من هناك من حيث أتى من قبلهم من النافذين، وهو خط أحمر تجاوزاه من حيث لا يدريان واستبدلهما بشويطر ذي مواصفات خاصة.

وعوداً على بدء اجتمع مدعي الشطارة أو شويطر بالموظفين لينقل لهم فكرة جهنمية ستجعلهم سعداء طوال عمرهم..مدينة سكنية وفي قلب مدينة المكلا وبرسوم منخفضة جداً و..و.. انتظر هذا الشويطر التصفيق الحار والصفير، إلا أنه قوبل بالوجوم وعلامات الاستفهام على الوجوه، تبادل الموظفون الابتسامات فيما بينهم.

ما أشبه الليلة بالبارحة.. هكذا كانت بداية هؤلاء المتنفذين وغيرهم.. بدأ هذا الشويطر أولى مغامراته بالسطو والبسط على أرض إحدى المؤسسات الأكاديمية وقام بنصب لافتة «هنا ستقام مدينة سكنية» وقام فوراً بمخاطبة الجهات المختصة بطلب توثيق الأرض لإقامة هذه المدينة المجهول سكانها، فهم موجودون في قوائم سرية يحتفظ بها الشويطر هذا في خزينته الخاصة، بعدها أخبرني أحد مسؤولي هذه المؤسسة الأكاديمية ممن قابلوا هذا الشويطر، أنه بدأ مقابلته بالتهديد والوعيد وبأنه سيرسل فريقاً من موظفيه لفحص أوراق هذه المؤسسة الأكاديمية، وسيقوم بجرجرة جميع مسؤوليها إلى المحاكم و.. و.. وأرعد وأزبد وبعد أن جلس واستوى على كرسيه أخبرته- قال محدثي - بكل هدوء أن هذه المؤسسة أهلية وليست حكومية.

هنا شعر هذا الشويطر بأن الأمر قد سقط من يديه، فبدأ بتغيير لهجته ليطلب مني أن أخبره عن حتة أرض ثمينة بالمكلا لإقامة هذه المدينة المزعومة ووعدني بأن أكون أحد سكانها، فما كان مني إلا مغادرة مكتبه وكلي أسف على وقتي الذي أضعته مع هذا الشويطر.. مضت الأيام والأشهر وشويطرنا يقفز من هذه الأرضية إلى أخرى حاملاً لافتته دون جدوى.

تفتقت عقلية هذا الشويطر عن فكرة شيطانية كبديل للإثراء السريع عن طريق الابتزاز واستخدام النفوذ لتشويه سمعة كوادر وأبناء حضرموت وتلفيق التهم وتوزيعها بسخاء وبمناطقية كريهة وبغيضة.. لم تكرمه حضرموت بمدينة سكنية ولا بقرية ولا حتى بشارع، إذاً لابد من الانتقام من أبنائها الشرفاء.. أخذ يحطب بليل دامس.. الثروة أو الموت شعاره.. بدأ يعمل كالبلدوزر.. أنت حضرمي إذاً أنت مطلوب.. شويطري وتشطيري.. يرى نفسه فوق الجميع هكذا كانت بداية النهاية للقادمين إلى حضرموت من المتنفذين.

حضرموت خبرت مثل هذه النماذج وتعرف نهايتهم وتبقى دائماً حضرموت شامخة رافعة الرأس فخورة بأبنائها وأبناء كل الوطن المخلصين والمحبين لها.. حضرموت ليست بحاجة لمشعلي حرائق وصناع الفتن الشويطريين. ليست بحاجة لمتنفذ من طراز جديد.

حضرموت بكت عندما غادرها العراسي والعلامة السماوي والغالي هلال وكثيرون غيرهم.. حضرموت هي جزء من كل، مطلبها من مجلسها المحلي وقبله من المركز (صنعاء) عمل (فلترة) لمن يتولى زمام أمر من أمورها، لن تسمح بتشويه صورة أبنائها، فهم ماكثون فيها وأما الزبد فسيعود من حيث أتى.. شاطراً كان أو شويطراً.

وختاماً أستشهد بقول عاشقها أبو أحمد حفظه الله: «حضرموت وحدوية أكثر من القصر الجمهوري».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى