وقال الزمن..

> علي سالم اليزيدي:

> كانت الهند والسند، بل ظللنا زمنا طويلا نقول على بعض بلدان شرق آسيا الهند الصينية، ويطغى طابع الهند على حياة شعوب عديدة منها نحن في حضرموت وعدن، ونحن أيضا لسنا هنود، وليس الهنود حضارم عندما ينطقون بعض الكلمات العربية في الأفلام والواقع، وتبادلنا التجارة والهجرة مع الهند منذ أزمنة قديمة، وأسسنا دولة حيدر أباد الإسلامية التي سقطت في 1947م ونعاها الشاعر أحمد شوقي بقصيدة، واعتبرها غرناطة أخرى تسقط، وزارها في عهد السلاطين المسلمين والعرب الملك سعود والأمير نايف بن عبدالعزيز وهم فتيان، وأيضا جمال الدين الأفغاني، وظلت المقاومة على سدة وأسوار حيدر أباد قوية، ومات العديد منهم ونكب آخرون، وأطلقنا عليهم عند وصولهم إلينا المنكوبين من حيدر أباد، وبعدئذ تنوعت النكبات من الداخل وما أكثرها حين تعد وتحصى!.

ولماذا الهند؟.. قاد الهند إلى الاستقلال الزعيم الخالد المهاتما غاندي، ومن لايعرف قيمة غاندي وزعامته ومقارعته الاستعمار البريطاني، فوقفت معه كل الهند يومئذ، وأخضع بريطانيا في عزها على الرحيل، واستقلت الهند، ولهذا حكاية، إذ وقف معه الزعيم العلماني نهرو والإسلامي محمد علي جناح مؤسس الباكستان فيما بعد، والتقى الرجلان غاندي وجناح وما أن لاح فجر الاستقلال أو لنقل بوادره حتى لمح جناح إلى ضرورة التقسيم والابتعاد وقيام دولة إسلامية، فقال له غاندى: «لاداعي، سنجعلها دولة هندية لكل الأديان والقوميات والطوائف»، فرد محمد علي جناح: «أنا أقدر هذا الآن، أما غدا فإن هذا كله لن يكون، وسنصبح مضطهدين تحت الولاء الهندوسي، وهذا ما أخافه على المسلمين».. وزعق فيه غاندي: «لا، لن يحدث!»، فرد عليه جناح: «لقد قتلوا أمس خمسة آلاف مسلم في كلكتا (حدث هذا يوم 16 أغسطس 1946م) ولم يفرق القتلة بين الأطفال والنساء!»، وقال غاندي: «سأذهب.. سنواجه المتعصبين ضدكم، ضد المسلمين، الذين يشعلون النار!»، فقال له محمد علي جناح (وهذا شاهدته في فيلم وثائقي عن غاندي والهند من القناة الألمانية قبل أيام): «ذهبت أم لم تذهب، إذا بقينا سنظل أقلية تحت الطغيان الهندوسي والبيئة الهندوسية والتقاليد الهندوسية، وبالتالي سنصبح غرباء في بلد اسمه الهند» (الهند رابع بلد إسلامي حاليا خارج الانضمام) نظر إليه غاندي، ومن يرفض كلام غاندي يومئذ، الأب الروحي للهند، وفي نظر العالم، أجاب أيضا محمد علي جناح: «لقد تعاملت هذه الفترة بأنك هندي، وهذا صحيح، إلا أن كل الأجواء حولك وما تدعيه من الزي أو الملابس الوطنية، بل كل القيم التي جعلتها في خدمة المبادئ خلال جهادك كل هذا هو هندوسي، حتى الأغاني والخطابات التي طفت بها تعاليم وتقاليد وطابع هندوسي حقيقي»، وأضاف جناح: «نعم أيها المحترم غاندي لديك عنفوان هندي، ولكن بجسد هندوسي!».

ألم يقل جناح ما تبين من حقائق على الواقع، ونطق بالصدق، أو كما يقول المثل (ما في البرمة يبينه المقدح)، وها أنت ترى بعينيك، هذه سبأ وهذه يمانية، ومايزال الصدق غائبا عن الأحقاف وسمعون وعاد ودوعن.. وأين عدن!!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى