من أجل عدن مدينة رائدة

> ياسين مكاوي:

> كتب الكثير عن مدينتنا الجميلة عدن، وتحدث عنها المؤرخون، وأظهروا المكانة التي احتلتها عبر التاريخ جغرافيا ومجتمعيا، ما أدى إلى أن تلعب أدوارا هامة مختلفة في تاريخنا المعاصر على كافة المستويات، حيث كانت المركز الأول الأساس بمنطقة شبه الجزيرة العربية في نشر ثقافة المجتمع المدني بما تعنيه الكلمة من معنى، حيث شكلت الوحدة الوطنية لمجتمع عدن المعاصر أساسا لتطوره ونموه، واحتل بذلك المكانة المرموقة يبن شعوب العالم، كما تمكن أيضاً من مقارعة الظلم والاحتلال حتى نال استقلاله الوطني بالرغم مما شاب تلك الوحدة الوطنية من بعض التصدعات التي كان للاستعمار دور في تغذيتها، ما سحب نفسه على كل المراحل اللاحقة للاستقلال الوطني التي أثرت سلبا في الوحدة الوطنية لمجتمع عدن، وتزامن ذلك مع نمو حاجز الخوف المفتعل من قبل السلطات المتلاحقة، ليتم ممارسة مشاريع الإقصاء والتهميش والتجاوز لمجتمع عدن المدني وأبنائه وأهاليه كسياسة ساعدت في ما حدث من تصدعات كما أشرت سابقا، وأدت إلى حدوث اختلالات في إطار الوحدة الوطنية لمجتمع عدن كان تأثيرها عظيما في حياتنا، ووأد أية تطلعات بمستقبل أفضل.

وبذلك، ولما سبق، ولخطورة ما يجري على ساحتنا الوطنية اليوم وأهميته، كان على كل ذي عقل وبصيرة في مجتمعنا المدني العدني أن يعمل على إزالة تلك التصدعات ووأد تلك الاختلالات، حتى نتمكن من استعادة وحدتنا الوطنية أولا وثانيا وثالثا ببذل الجهد المخلص والأمين، من أجل أن تبقى عدن مدينة رائدة (موحَدة وموحِدة) لأبنائها وأهاليها كما كانت.

ومن أجل ذلك أتوجه بنداء ودعوة إلى كل الشرفاء في عدن للعمل على حماية كيانهم المرجعي الذي يمر في مرحلة مخاض الولادة ليرى النور بإذن الله تعالى قريبا والالتفاف حوله بوحدتهم الوطنية، لتستعيد عدن دور الريادي وتكون رقما في مواجهة التحديات حاضرا ومستقبلا، حتى نتجاوز تلك المراحل سيئة الصيت التي أدت إلى إقصائنا وتهميشنا وإلغائنا، نتيجة حالة الضعف التي لحقت مجتمعنا العدني حتى يعود لعدن صوتها وقرارها وحيويتها لتتواجد بقوة وحدتها الوطنية في كافة الميادين، ولتحقيق ذلك علينا أن نسعى جميعا للالتفاف حول هذا الكيان الشعبي الاجتماعي والتنموي بمؤسساته وهيئاته التي يتم انتخابها قريبا من خيرة أبناء وأهالي عدن من الشخصيات الاجتماعية والسياسية والمفكرين والاختصاصيين.

وفي هذا المقام أنتهز الفرصة لأقول للعابثين كفو عن محاولاتكم الرخيصة في تمزيق الصف الوطني لأبناء وأهالي عدن بصناعة كيانات هزيلة ووهمية لا تخدم إلا مصالحكم الأنانية في الهدم، فحذارِ أبناء عدن الشرفاء من الانسياق وراء آلة الهدم تلك التي يديرها خفافيش الظلام مستهدفين محاولات تجمعنا للملمة الشمل وطي صفحات الماضي الأليم الذي عشناه وعاشته عدن الحبيبة.

إن ولادة هذا الكيان تعد ولادة جديدة لنور الصباح في عدن المدينة المدنية الرائدة..

ولنجعل الأمل بألوانه الجميلة فستانا مطرزا بالورود في أعين العدنيين، وإلى الملتقى

الذي يجمعنا معا قريبا بإذنه تعالى.

والله الموفق.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى