برعاية فخامة رئيس الجمهورية وبحضور وزير الإعلام ومحافظ عدن.. الملتقى الأول لكتاب الدراما التلفزيونية والإذاعية في عدن

> «الأيام» فردوس العلمي:

>
عقد في عدن وللمرة الأولى الملتقى الأول لكتاب الدراما الإذاعية و التلفزيونية برعاية الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية الذي بدأت أعماله صباح أمس في قاعة فندق الشيراتون تحت شعار (من أجل دراما ذات مضامين راقية وعمل فني متميز)، والذي يستمر يومين بحضور كوكبة من عمالقة الدراما العربية واليمنية.

في الجلسة الافتتاحية ألقى الأخ حسن أحمد اللوزي وزير الإعلام كلمة أكد فيها «أن الدراما تلعب دورا في التنمية الثقافية وفي الرقي بالمستوي الثقافي ومستوى الوعي الإنساني لدى المشاهد ولدى المتلقي، ونحن مازلنا نفتقد هذا الفن، وهذا السلاح الحيوي الهام الذي لابد أن نتمسك به من كافة عناصره، لكي نحقق الغايات التي يتطلبها اليمن الجديد، ومجتمع التعددية السياسية». وأضاف: «إن الدراما متميزة بكل عناصرها الفنية والموضوعية، لأنها متصلة بالحياة ذاتها وبالفرد ذاته.

هذا الملتقى يرصد حجم وحقيقة المشهد الدرامي، وإنتاج الدراما في الوطن العربي كخلفية يتم الاتكاء عليها للاستفادة ويطل على مسيرة حثيثة ودائبة في العمل الدرامي، وبلادنا وما واجهتها من تحديات ومعوقات في الإنتاج الدرامي الإذاعي والتلفزيوني والمسرحي تحاول أن تبصر الطريق، وعسانا نتمكن في النهاية من الوصول إلى تصورات وتوصيات وقرارت إيجابية تخدم ما أشرنا إليه، وهو استهلال تاريخ جديد للإنتاج الدرامي، والاستفادة من العطاء السردي للعديد من المبدعين القاصين والروائيين في وطننا اليمني والوطن العربي».

العظمة: الدراما اليمنية الآن تحبو وتحتاج إلى كثير من الدعم ولن نبخل بخبرتنا لأشقائنا في هذا المجال

السدحان: يجب أن تكون هناك قنوات خاصة في اليمن لأنها ستدفع الفنان اليمني والدراما إلى الأمام

وأشار الأخ الوزير إلى: «أن فن الدراما يمتلك من قوة التأثير والمساحة الغنية ما يمكنه أن يقدم الأفكار والملاحظات والتوجيهات والنصائح والحكمة».

وأضاف: «لايمكن أن نلعب دورا فوق ما نقدر عليه، ولكننا حين نتناول هذا الموضوع لابد أن نشد انتباه إخوة لنا يعملون في كافة القنوات التلفزيونية العربية، بأن تحديات البث الفضائي يمكن أن تلفظنا إلى الهامش أو تسقطنا إلى الحدود الدنيا من المشاهد وخاصة المتلقي العربي إذا لم نحقق نهضة وثورة في العمل الدرامي التلفزيوني، لأنها المادة التي سوف توفر للمواطن العربي احتياجه الماس».

ومن جانبه قال الأخ أحمد محمد الكحلاني محافظ عدن: «إن فعالية وحيوية هذا الملتقى النهضوي العربي لاتكمن فقط في مدى قدرة هذه النخبة الممتازة من كتاب الدراما الإذاعية والتلفزيونية على التمسك بحقهم في إعادة صياغة وتشكيل الثقافة العربية المستمدة من قيم حياتنا ومخزون تجاربنا وعظيم حضارتنا وقيم ديننا وأصالة أخلاقنا وسماحة معتقداتنا، وإنما في مدى قدرة هذا الملتقى على فتح فضاءات شاسعة للحرية أمام الكاتب العربي المعاصر، للتحليق في آفاق الإبداع والرقي والارتفاع إلى مستوى التحديات القومية والثقافية، والقدرة على مواجهة عصر العولمة، وإفشال مخططات الغزو الثقافي والإعلامي الخارجي، والتوغل- عميقا- في جذور المشكلات التي تثقل الوطن العربي، وتقض مضاجع الأمة العربية، والإسهام في وقف النزيف إبراء للجروح وحلا للمعضلات، والتخفيف من أهوال المآسي وإنارة بعض الشموع في ظلمات الدروب المعتمة والكهوف الموحشة».

وأكد: «أن دور كتاب الدراما الإذاعية والتلفزيونية هو أهم الأدوار لشمولية توجهاته واتساع حدود تأثيراته وتعدد مجالات حركته التي تمتد إلى مختلف قطاعات الحياة».

وأضاف: «هذا الملتقى معني بشكل جوهري يفتح أبواب النقاش والحوار حول كيفية توفير الشروط الموضوعية والذاتية، التي تساعد كتاب الدراما الإذاعية والتلفزيونية على إطلاق العنان لطاقاتهم الإبداعية، وترفع مستوى انتاجهم في رحاب فضاءات شاسعة وامتدادات واسعة».

مدير عام المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون، رئيس اللجنة التحضيرية للملتقى د. عبدالله الزلب قال في كلمته: «إن العمل الدرامي اليمني المسموع والمرئي يواجه العديد من التحديات ويعاني الكثير من الصعوبات، فرغم الجهود التي بذلت خلال أكثر من ثلاثة عقود من الزمن، إلاأنها ظلت حبيسة قالب وأسلوب واحد في التعاطي مع الواقع اليمني والحياة اليومية للإنسان اليمني، الغنية بتفاصيلها والفريدة في مواضيعها، وارتهنت للأسلوب السردي، ولغة الحوار، والعرض الخطابي المباشر، وتجاهلت- إن لم تمكن عجزت- التحدث بلغة الصورة، وتوظيف خصائصها وإمكانياتها المبهرة والمدهشة».

مؤكدا: «إن هذا الملتقى يأتي تجسيدا للجهود التي تبذلها القيادات الإعلامية في وزارة الإعلام والمؤسسة العامة اليمنية للإذاعة والتلفزيون، بغية تطوير إنتاج الأعمال الدرامية الإذاعية والتلفزيونية، وتنمية القدرات والمهارات المختلفة للعمل الدرامي في بلادنا، والاستفادة من تجارب الدول العربية الشقيقة التي سبقتنا في هذا المجال».

مشيراً إلى أن: « القيمة الإعلامية للأعمال الدرامية التلفزيونية تكمن في فقراتها، في التنوع والتأثير على الجمهور تأثير غير مباشر، وهو من أنجح أساليب التأثير».

موضحا: «إن عقد هذا الملتقى يتزامن مع ما يشهده الإعلام اليمني المرئي والمسموع من توسع عبر البث الفضائي لقناتين جديدتين (يمانية وسبأ)، وإنشاء عدد من الإذاعات المحلية في صعدة وإب والمهرة وقريبا شبوة وسقطرى».

وفي الملتقى تم استعراض أجزاء من أعمال الدرامة اليمينة، ورغم أن تلفزيون عدن غني بالدراما منذ افتتاحه عام 64، إلاأنه لم يعرض منها غير جزء من نص درامي من مسلسل (هدى البديلة) إنتاج عام 1969، و الذي أنتجه تلفزيون عدن مقابل أجزء من أعمال درامية قدمت من قناة تلفزيون الجمهورية العربية اليمنية.

كما عرضت أيضا أعمال أنتجت بعد عام 2003 من إنتاج الفضائية اليمنية شارك فيها الممثلون: الفقيد المرحوم سالم العباب ومحمد عبدالله حسين وقاسم عمر، إلى جانب ذلك قدم مسلسلا من 15 حلقة، عرض في تلفزيون عدن في رمضان الماضي بعنوان (علي بن زيد) تم تصويره في محافظة إب ومن إخراج المخرجة إفهام إبراهيم.

وصفت الممثلة المشهورة ذكرى أحمد علي: «أنها رسالة فأل سيئ للمتلقي، لأنها لم تعبر عن كل ما قدم بشكل صادق»، موكدة: «أنه إذا اتسعت حرية التعبير لدينا سيكون لدينا دراما متطورة، وكذا إذا أحببنا بعضنا بحب هذا الوطن، سنجد لدينا دراما، فكم محافظة لدينا؟ لابد أن يتسع القلب لكل هذه المحافظات ليكون لدينا إنتاج لكل محافظة، فكل محافظة لها مميزاتها»، مضيفة: «إن الدراما هي أكبر حيز إعلامي لصورة كاملة لمجتمعنا نعطيها لغير اليمني، فيجب أن نحسن الدراما، وإن لم نفعل ستكون الصورة غير مؤهلة».

وأكدت: «أن أهم ما في هذا الملتقى هو التواصل بين أصحاب المهنة وجمع القريب والبعيد، فكلما اجتمعنا ستكون هنالك العديد من الأفكار، ونخرج بنتائج جيدة، وإذا بعدنا لن يكون هناك أي تواصل، ونتمنى أن يخرج بجدية الطرح، وأن تكون جادة في نتائجها الفعلية، ونتمنى أن يكون الفعل أقوى من هذه النتيجة».

ويقول المحرر الأول في القناة الثانية عبدالواحد عبدالله: «الملتقى الأول للدراما ترويج للقناة اليمانية التي ستهتم بالشأن الثقافي الغائب (وقد ظهر طاقم القناة الثانية اليمانية بملابس دعائية لها).

والملفت للنظر أن تمارس قناة عدن الشأن الثقافي في وقت لم يعرض في الملتقي أي من الأعمال الدرامية العديدة التي اشتهرت بها القناة عام 64.

وما عرض سوى جزء من عملين مقابل أكثر من 15 عملا دراميا من صنعاء، وشعرت في الملتقى أنه يجري الترويج لثقافة يمنية جديدة، غير التي نشأت معها منذ نعومة أظفاري، وأخشى أن يكون الإملاء في الثقافة هو الذي يروج له في الملتقي، وأستغرب أن اللجنة التحضيرية للملتقى لم يشارك فيها سوى شخص واحد من القناة الثانية وهو الكاتب والمحاور التلفزيوني سعيد على نور، فيما كل الأعضاء من العاصمة صنعاء، وفي حين ألغت «الجزيرة» برنامجها الثقافي الوحيد لعدم تشجيع الحكام العرب للثقافة العربية والمثقفين، وتبرز (اليمانية) للعب دور لا أحد يعلم ماهو؟!».

يقول د. عمر عبدالعزيز الرئيس السابق لتلفزيون عدن في بداية الثمانينيات، ومدير مركز دراسات الخليج في الشارقة بالإمارات حاليا: «في تقديري الشخصي الملتقى جاء في وقته المناسب، لأنه ينطوي على استعادة التراث الدرامي المحلي في اليمن بأشكاله المختلفة، ويعيد الاعتبار لهذا التراث من زاوية الشروع في قوة دفع جديدة، وهي تتوازى مع التوسع العملي القائم في الإذاعات، وفي إطلاق بعض الفضائيات الجديدة التي يمكن أن تتواتر تباعا حتى في تعديل قوانين الصحافة بالمعنى الواسع للكلمة».

واشتمل الملتقى على مداخلات متنوعة ومفردات كثيرة ومشاركات متعددة، الأمر الذي يضفي عليه درجة من المصداقية، فيما يتعلق بإمكانية تدوير هذه المرئيات والاشتغال عليها، ووضع ملامح أساسية جوهرية لتوصيات قادمة، ولكن الأهم أن النية تسبق العمل، وأن مجرد انعقاد الملتقى وتحويله إلى تقليد سنوي، وتطوير مرئياته ومفرداته، كل هذا من شأنه أن يساهم في إيجابيات فعلية في مجال الإنتاج الدرامي بأشكاله المختلفة.

المخرج إبراهيم الأبيض، مدير إدارة الدراما في التلفزيون قال:

«يكفينا من الملتقى الأول أنه حرك المياه الراكدة رغم أن له عيوبا، فلم توجه لنا الدعوة كمختصين في التلفزيون وكمخرجين وتم تجاهلنا في الإعداد، ونحن حاضرون فقط كشهود، ومتقبلون لآراء الكتاب الذين يتمنون أن يعملوا في الأعمال التلفزيونية، وإن شاء الله تكون خطوة جادة على طريق تطوير الدراما اليمنية».

وأضاف: «تنقصنا منظومة متكاملة بدءا من رأس المال وانتهاء بالكادر الفني المتخصص» وقال: «كنت أتمنى أن يكرم الملتقى فقيدتنا نجمة الدراما اليمنية مديحة الحيدري التي تم تجاهلها، ولو كنا نحن المنظمين، كنا على أقل تقدير نقف دقائق حداد على هذه النجمة التي أعطت عمرها للدراما اليمنية، ولكن يمكن كبر الصالة منع حتى أن يصل صوتنا- لو تكلمنا- ولكن نتمنى أن نقف دقيقة حداد في ختام أعمال الملتقى».

الممثل السوري المعروف ياسر العظمة يقول: «سعداء بأن نشارك في هذا الملتقى لكي نتعرف عن قرب على الدراما اليمنية، ونأمل من الله عز وجل أن تسير الدراما اليمنية بطريق جديد سليم، فالدراما اليمنية الآن تحبو وتحتاج إلى الكثير من الخبرات والمساعدة والدعم، ونحن لن نبخل بخبرتنا لأشقائنا في هذا المجال».

الممثل السعودي ناصر القصبي: «سعيد جدا لحضوري هذا الملتقى، فاليوم عندما نعمل ملتقى يعني شيء مهم للرقي بالدراما اليمنية، ولم يعمل هذا الملتقى إلا لإحساسهم بأهمية الدراما، فاليوم الدراما فن عظيم، وهذا الاهتمام يعني بداية خروج بنموذج مشرف للدراما اليمنية»، ويقول: «لست متابعا للدراما اليمنية»، مؤكدا: «أن أكبر أزمات الدراما اليمنية هي التمويل، فاليوم الدراما إذا لم تكن هناك ميزانية ضخمة لا يمكن أن يكون لها حضور»، وأضاف: «وضع طبيعي للدراما أن يكون عندها مشكلة في الكتاب، في الفنيين، ولكن أعتقد اليوم أن الممثلين اليمنيين فيهم الخير والبركة، ولكن القضية في تمويل المشاريع بميزانيات ضخمة، فالإنتاج الضخم هو الأمر الغائب».

وعن دورهم في هذا الملتقى قال: «لا أدري ولكن نحن سعداء بأن يكون بيننا تواصل مع الفنانين اليمنيين، وصناع الدراما اليمنية، ويكون بيننا فهم وتواصل، ومهم لنا أن نعرف ماهي معوقات الدراما اليمنية وإمكانياتها؟ فكل الدرامات العربية تهمني، ونتمنى ألا يكون هذا مجرد ملتقى فقط، وأن يؤخذ بالتوصيات التي سيخرج بها الملتقى».

الممثل السعودي عبدالله السدحان قال: «سعيد أن الجمهورية اليمنية الشقيقة تهتم بهذه الثقافة، وبما يرسم الخطوات الأساسية لبناء الدراما».

وقال: «حتى إذا لم يخرج الملتقى بأي نتائج يكفي أن يكون هناك ملتقى في دولة اليمن، وأعتقد أن هذا نواة، فمن خلال حوارنا مع معالي وزير الإعلام شددنا بضرورة أن يكون هناك قنوات خاصة، وليس حكومية فمادام القنوات الحكومية تتكلم باسم الدولة، والقنوات الخاصة تبحث عما يسعد المشاهد حتى لو كان من نصيب مالي، ولكن في الأخير ستدفع الفنان اليمني والدراما اليمنية للأمام».

مؤكدا: «أنه ليس في نهاية كل ملتقى أن يكون هناك مشاركة أو عمل يجمع الإخوة في السعودية أو في الخليج أو العالم العربي، وأتوقع أن الفائدة أن نعرف بعضنا ونوجه بعضنا ونستفيد من أخطائنا».

الممثل السعودي حبيب الحبيب يقول: «الملتقى الأول للكتاب الإعلاميين والدراما كونه الملتقى الأول، أعتقد أن تلبية الدعوة واجب على الجميع، فمثل هذه الفعالية يجب أن تجمع كل الطاقات الدرامية لكي يستفيد الكل منها».

وأضاف: «كل النقاشات والموائد المستديرة والمشاركين فيها كل واحد ينور الآخر، ومن خلال هذا اللقاء أقول شكرا للقائمين عليه، وأقدم تهنئة للشعب اليمني الذي نعتبرهم أهلنا وناسنا».

وفي الجلسة الثانية قسم المشاركون إلى أربع مجموعات لمناقشة العديد من أوراق العمل، من خلال الكتابات السردية في اليمن وتحويلها إلى سمعية وبصرية، اشتملت على سبع أوراق عمل، والدراما وشروط إنتاجها إذاعيا وتلفزيونيا اشتملت على ثمان أوراق عمل، وأولويات القضايا التي تعالجها الدراما اشتملت على ثمان أوراق عمل، وواقع الدراما في اليمن اشتمل على تسع أوراق عمل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى