عالم بلا حدود ..الحاج عبادي حسن رائد المكتبة منذ بداية القرن العشرين دفعني إلى افتتاح مكتبة مماثلة

> فاروق لقمان:

> بدأ الوالد محمد علي لقمان رحمه الله يرافق أباه علي إبراهيم بعد بلوغه الرابعة أي ابتداءً من عام 1902 ومنه تلقى أولى معلوماته وحبه للشعر والأدب والشغف بالقراءة في عصر كانت المكتبات لا تزال محدودة.

وأشهرها كانت مكتبة الراحل الحاج عبادي حسن الذي وصفه الوالد بأنه رائد المكتبة العربية في المنطقة وهو الذي دفع والدي إلى إقناع جدي بإنشاء مكتبة له وهو لا يدري أنه سيكون أهم زبون لها وهي من أهم مصادر علمه واطلاعاته على كافة أنواع العلوم والمعارف كما يقول:

«في عام 1912م ذهبت لشراء كتاب من مكتبة المرحوم الحاج عبادي حسن رائد المكتبة العربية في عدن وبقدر ما كان كريماً في معاملته الشخصية كان حريصاً على تحديد أسعار الكتب في بداية العهد في تجارة المكتبات فاختلفنا على السعر الذي طلبه بالرغم أنه عرض أن يهديني الكتاب مجاناً ويدفع ثمنه من جيبه ولكنه لا يتنازل عن تخفيض ثمنه ورأى رحمه الله إصراري على نيل الكتاب فقال لي مازحاً «ما دمت شغوفاً بالكتب إلى هذا الحد فاطلب من والدك أن يفتح لك مكتبة».

«ورسخت فكرته في رأسي فأبلغتها والدي رحمه الله وأيدني فيها المرحوم الشيخ إبراهيم غباشي فقرر والدي فتح مكتبة في السوق الكبير بجوار قهوة الشاي بالركن المقابل لمقهى زكو ثم انتقلت بها إلى الدكان الذي يحتله الآن المستودع الفائق في ركن سوق البهرة. وصارت مكتبتي موئل العلماء والأدباء والشعراء ومنحتني فرصة للدرس فقرأت كثيراً من الكتب منها كتاب معجم البلدان ومنجم العمران لياقوت الحموي وتاريخ ابن الأثير وتاريخ ابن خلكان «وفيات الأعيان» وقرأت مئات القصص منها عنترة العبسي وسيف بن ذي يزن والأميرة ذات الهمة وما لا يقل عن 300 رواية من روايات اللص الشريف كان يعيرني إياها عوض بكير ويسلم أمان صلاح. ولمدة من الزمن أخذت أدرس كتاب شمس المعارف الكبرى وكدت أصاب بالهوس وأنا أحاول تحضير الأرواح. وقرأت كتباً كثيرة في الأدب العربي وقصص جرجي زيدان ومؤلفات المنفلوطي والمويلحي، فكانت تلك المكتبة وسيلة مكنتني من درس التاريخ الإسلامي والأدب العربي والجغرافيا فقد تيسر لي قراءة كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني كما درست عدة مؤلفات في الشريعة الإسلامية منها كتاب المهذب في عدة مجلدات، وهذه الدراسة أفادتني كثيراً في اجتياز اختبار القانون بأقصر مدة عرفتها الجامعات الهندية بعد ذلك بسنوات طويلة.

«كان من الفقهاء الأفاضل الذين يزورون المكتبة الفقيه ثابت حيدرة والشيخ عمر الزبيدي والشيخ عبدالله الحضرمي والفقيه أحمد النخلاني اللحجي والسيد أحمد قاضي لحج وبعض علماء كان يأتون من المراوعة وزبيد.

«وبعد ثلاث سنوات جمعت 3000 ربية اشتريت بها بيتاً في شارع اللبن «دودجلي» واشتريت حصة في سيارة بالاشتراك مع محمد عوض محيرز وأحمد خان المهندس، ودفعني والدي إلى المدرسة الثانوية بقوة وكانت السيارة تحملني إلى التواهي وتركت إدارة المكتبة في يد ابن عمتي محمد علي حسين. لكنها لم تعش طويلاً بعد ذلك لأن الكتب من عيسى البابي الحلبي لم تكن تصل بانتظام بعد إعلان الحرب العالمية الأولى عام 1914 بعد مصرع الارشيدوق وزوجته في سيراييفو، وبمناسبة ذكرى المرحوم إبراهيم غباشي فإن عدداً من رجال عدن التحقوا بالبواخر الفرنسية التابعة لشركة المسيجري صرنجات - ممولو البواخر - منهم علي شماخ وأحمد عولي وإبراهيم غباشي وحسب الله والسيد علي وغيرهم وكانوا يذهبون إلى الشرق الأقصى من مرسيليا ويمرون بعدن وعدد آخر من أهالي عدن هاجروا إلى شرق أفريقيا منهم عبده شماخ وبيت علي مبارك ومنهم من هاجر إلى جيبوتي ومنهم يوسف حسين لقمان وعبده علي غلام علي وعثمان عبدالله خليفة وبيت كبيش وكنت في صغري أكتب خطابات النساء في عدن إلى ذويهن في الخارج وعرفت الكثيرين من المهاجرين.

«وقد قرأت القرآن وحفظت أكثر آياته وأنا ما أزال في السابعة وركبت الخيل في تلك السن المبكرة وكنت معجباً بحب الناس لأبي الكريم وقد عاش معطاء ودوداً لا يبخل على فقير محتاج ويساعد أرحامه ويعلم أبناءهم كما يعلم كل من يتوسم فيه الرغبة في التعليم دائب الحركة عظيم النشاط وكان أصدقاؤه وجيرانه يحبهم ويساعدهم ويرشدهم ويضيفهم ويحضر مآدبهم وأفراحهم ويحزن لأحزانهم ويواسيهم.

«وقد عرفت عدداً كبيراً من أصدقائه الخلص ظلوا فيما بعد أصدقاء لي منهم عون عبدالله العطار وولده محمد عون وسعيد محمد الدبعي وولداه حسان وسلام وحسان سعيد ما يزال على قيد الحياة وهزاع محمد سعد وقاسم محمد سعد ودايل أحمد سلطان وعلي حومي الدلال ومحمد مصلح النجار وعلي محمد مصلح وصالح القحم والحاج محبوب فرحات والحاج ريحان فرحات وأولادهما وعلي شماخ وأفراد عائلته والحاج عبدالله خليفة وأبناؤه حسن وصالح وطالب وعثمان وسعيد وحامد ومحمود ومنصور ومحمد عوض محيرز وأحمد حميدان وإخوانه محمد وسالم وعلي وأولادهم وآل عبدالله علي يعقوب محمد وعلي ويوسف وعمي حسين إبراهيم لقمان وأزواج عماتي، والحاج أحمد غبري ومحمد عمر جرجره وعيال الشيبه وبيت المهتدي وآل علي سعد وكان كل هؤلاء يسكنون في حافة حسين وكان أبي قوي الاتصال بسكان حافة العيدروس وحافة القطيع أيضاً ولم تكن قد توسعت الطويلة والخساف بل كانت مقفرة يباباً.«وكان من أصدقائه في الزعفران وحافة العيدروس حسن مدي وقاسم القربي والسادة آل الصافي والشيخ محمد عمر بازرعه والسادة آل العيدروس وبيت سالم علي العدني وآل حمود وآل يوسف خان وبيت بابو خان.«وكان يعرف الجم الغفير من اليمنيين أهله وأخواله وبيت شواله وبيت شمسان شرف وبيت السوقي وغيرهم كثيرين».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى