لحج ..بين مطرقة القاضي وسندان المحامي

> ماجد حسن السقاف:

> لحج .. محافظة العلم والثقافة والفن .. وموطن انطلاقة ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة .. ومسقط رأس عدد من رموز العمل الوطني وكوكبة من أعلام الأدب والفن والسياسة.. لحج القمندان وعبدالله هادي سبيت وعمر الجاوي وقحطان الشعبي وفيصل عبداللطيف وعلي عنتر وصالح مصلح وعلي شائع وخالد فضل منصور وياسين سعيد نعمان وسيف العزيبي وعبدالله درويش .. وعلي عبدالعليم وسعيد صالح وماجد مرشد وقائد صالح، وكوكبة لامعة في تاريخ الوطن لم تسعفني الذاكرة لحصرهم..هذه البلدة الطيبة بناسها وطبيعتها وعاداتها وتقاليدها وهوائها الصافي وتربتها العذبة.. نتحدث عن ماضيها اليوم .. بحسرة وألم من الحاضر .. وهي تتأرجح بين مطرقة القاضي وسندان المحامي .. فلا القاضي استطاع أن ينصفها وأن يعيد إليها اعتبارها وأن يمنحها المكانة التي تستحقها.. ولا المحامي استطاع أن يعبر عن معاناتها ويترجم ما تتطلع إليه .. وكلاهما يترجم ما يريد منها .. ولكنه لم يستطع ترجمة ما تريده لحج منه .. أراض تستقطع .. وأموال تنهب .. وقضايا تعج بها المحاكم .. وشباب عاطل عن العمل وثارات وأسعار مرتفعة .

وما من شك في أن جهوداً طيبة ظهرت نتائجها الإيجابية بوضوح على أرض الواقع .. وخطوات جريئة وصادقة لمحافظها المبدع الأستاذ عبدالوهاب يحيى الدرة عافاه الله، تمثلت في استخراج وتنفيذ عدد من المشاريع الخدمية والإنمائية في عدة مجالات كالتربية والصحة والزراعة والكهرباء والرعاية الاجتماعية، وفي رصف وتحديث شوارع وحارات مدينة الحوطة عاصمة المحافظة، وذلك أمر لم يتحقق إلا على يدي المحافظ الدرة، لكن الأيام أثبت بأن يداً واحدة لا تصفق .. ومع تلك النوايا الطيبة تجاه خدمة أبناء لحج يبرز طابور يعرقل تلك المساعي والخطوات ويعمل على تعقيدها .. وتأزيمها .. وبالتالي تشويه أي إنجاز يتحقق وعرقلة أي إنجاز في طريقه إلى التحقيق .

ومع إصرار هؤلاء على تعكير صفو ما يتطلع إليه الحالمون بلحج الخضيرة .. لحج الحضارة والإبداع .. ولحج الفل والكاذي والياسمين .. تطفو إلى السطح أوجاع .. وآلام.. وأنين .. وآهات تنبعث من معاناة المتضررين .. واحتارت السلطة والمعارضة معاً في وضع حلول ومعالجات تُنهي المعاناة .. وتدحر آثار البؤس والتذمر.. وتحترم مشاعر المجتمع اللحجي المصاب بالتخمة من الخطابات والبيانات واللافتات والشجب والتأييد والتظاهر والتنديد الساخط على تلك الحملات الإعلامية التي صارت جزءاً من معاناته أيضاً .. لافتقارها إلى المصداقية .. وابتعادها عن مطلب المواطن الطامح إلى حياة كريمة على أرضه، وتلك هي أبسط الحقوق الإنسانية للبشر .

فلحج غنية عن التعريف .. في تميزها وخصوصيتها وهي المعطاءة والواعدة، ومجتمعها الطيب قد واكب الحضارة وانفتح على مشارف التطور والنهضة منذ مطلع الخمسينات، وامتد صيتها وتفاعلها مع دول الجزيرة والمنطقة العربية، وحكى عن تاريخها الحاكي، وفيها صيغ أول دستور تشهده اليمن (الدستور اللحجي) وأُنشئ فيها أول مجلس تشريعي كنموذج يعبر عن واقع اجتماعي متطور شهدته هذه المنطقة المتألقة والتواقة للتألق .. أما يجدر بنا اليوم أن نعمل من أجل استعادة ولو جزء من تلك الأمجاد المفقودة .. وأن ننقذ مواطنها من أتون ما يعانيه من إفرازات مراحل متعاقبة ألقت بظلالها على حياة المواطن في لحج .. فمتى يقيم القاضي ميزان العدل .. وينصف الحاكم رعيته، ومتى يترافع المحامي .. مرافعة يراد بها الإنصاف وإحقاق الحقوق .. فهل يدرك القاضي والمحامي معاً أهداف الرسالة وجوهرها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى