ميناء عدن ضمن ملف المعالجات

> مقبل محمد القميشي:

> من المعروف - والبديهي- أن أي نظام في العالم وبمختلف أيديولوجياته وتوجهاته، إن لم تكن لديه موارده وعائداته وثروته والبحث في سبيل الوصول إلى كل جديد في عالم تطوير الثروات والاستفادة منها فإن مصيره المحتوم هو الفشل، فالمساعدات والمنح والقروض التي يتلقاها هذا النظام أو الآخر مبنية بدرجة أساس على المصالح، والمصالح قد تتضاءل يوماً أو قد تنتهي وبالتالي تتضاءل بالمقابل تلك المنح أو المساعدات أو القروض وتنقطع لانقطاع حبال المصالح المتبادلة الوقتية.

ومن هنا كان كل شيء في الاقتصاد العالمي ولايزال وسيبقى يعتمد اعتماداً كلياً على الصادرات أو الواردات.

والأفضل في ذلك إن كان مبنياً على الاثنتين معاً.

أما بالنسبة لبلادنا، فإن الثروة متوافرة فيها وبمختلف أنواعها المعدنية والزراعية والسمكية وخامات الزجاج والطباشير، إضافة إلى الملح والذهب ولدينا أيضاً إمكانية صناعة السياحة كثروة.. وهذه الأخيرة تكفي خاصة وأننا نعرف بعض البلدان لا ثروة لها سوى هذا الصناعة (السياحة) كالأردن على سبيل المثال.

والأهم في الموضوع أن تعمل الدولة على الاهتمام والتركيز على موانئنا البحرية وأخص ميناء عدن الذي اشتهر عالمياً، حتى كان ومايزال الميناء الثاني بعد نيويورك من حيث موقعه الاستراتيجي وما يمتاز به من حيث استقبال السفن والبواخر في كل المواسم دون استثناء.. وبالمثل الاهتمام والتطوير للموانئ اليمنية الأخرى مثل ميناء المكلا وميناء خلف وميناء الحديدة وميناء المخا وغيرها من الموانئ.

فلست أدري سبباً يقف حائلاً أمام إعادة حال ميناء عدن إلى ما كان عليه وما كان يحظى به من شهرة خاصة إذا حسبنا ما يمكن لهذا الميناء أن يدره على خزينة الدولة من العملات الصعبة ولا أستبعد أن ما سيدره هذا الميناء قد يفي بنصف موارد البلاد أو أكثر من نصفها. وللعلم.. أحب أن أشير إلى أنني تناولت موضوعاً عن ميناء عدن في عدد سابق من أعداد صحيفة 14أكتوبر الصادر بتاريخ الإثنين 17/4/2006م في العدد رقم (13375) بعنوان (عدن كالقلب في البدن)، حيث أشرت فيه إلى أن احتلال عدن لم يكن إلا بسبب مينائه وموقعه الاستراتيجي.

من هذا المنطق أرى أن تضع الدولة والحكومة نصب عينيها ميناء عدن ضمن المعالجات الأخيرة. أقصد أن المعالجات التي ستتناول الكثير من الاختلالات والخروقات هنا وهناك عليها في البدء ألا تغفل عن معالجة أوضاع ميناء عدن، فكل ما في الأمر هو الحاجة إلى عقول وهذه لا أعتقد أنها غير متوافرة.. والحاجة إلى إمكانيات تتناسب مع هذا الميناء الحيوي والمهم، وإمكانياتنا والحمد لله متوافرة أيضاً.. إلا إذا كان هناك أمر يستهدف هذا الميناء ويحول دون نهضته، ومثل هذا لا يعتبر سوى خيانة وطنية وليست منافسة شريفة وآمل ألا يكون في إيصال حال ميناء عدن إلى ما هو عليه اليوم إلا (سحابة صيف) آمل أن (تنقشع) في القريب العاجل.

[email protected]

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى