بوح المشاعر..!

> «الأيام» أكرم سيف المصفري:

> جذبني إلى بحر الكتابة بقوة واستقطبني إلى دنيا الحروف وهمس الكلمات وزج بي في معترك الأفكار، لم أجد نفسي يوما عاشقا للكتابة كيومي هذا، ولم أتخيل يوما أن قلمي سيجازف على صفحات صحيفتنا الغراء «الأيام» رغم أنها قهوة الصباح بالنسبة لي كما يعرف كل الأصدقاء والزملاء، لكن ما شدني للكتابة هذه المرة عنوان بقوة ومخاض التعابير العسيرة التي مررت بها وأنا أهّم وأفكر وأحوم حول سماء الحروف والكلمات بحثا عن مفردات تكون بحجم اشتياقي للكتابة هذا الصباح الجميل، وتقوى على إزاحة ستائر وغيوم أفكاري التي تتراكم في قلبي وتتزاحم بين ثنايا عقلي سعيا لإنارة قلب غيبته عوالم الذكرى وأرهقته تجاعيد الزمن وتضاريس العواطف المجحفة بحق المحبين.

وهكذا هي الحياة حقا، وهكذا تمر علينا مراحلها ونحن حيارى في دروبها وبين معتركاتها ومتطلباتها المختلفة واحتياجاتها العاطفية والوجدانية والغرامية.. حقا.. حقا هكذا هي الحياة.. أمل.. وانكسار.. يأس وأماني.. وخير وشر مستطير وعد ونكث وفراق بعد طول لقاء.. ولقاء بعد طول الفراق.. وهمس مرير بعد صمت طويل .. والقائمة تطول وتطول، لكن لا مجال لدنيا الحب ضيقة وعالم المحبين أضيق من عين المحيط كما قال لي صديقي ذات مساء بعد أن ضاقت به قوانين محكمة الحب التي يرأسها بينما كان غارقا يبحث لي عن حل لقضيتي التي طال مكوثها لديه.

نعم.. نعم ياسيدي العزيز كل شيء ضيق في حياتنا بدءا بقوانين الدولة ومساحة التفكير وحجم الجهة المختلفة، جهة أن نحب بقدر ما نحب وجهة أن نحب بقدر ما يحبنا الآخرون، وحرية أن نفكر بحدود ما نحتاجه من مساحة للفكر، وحرية أن نعيش لحظات حرية بقدر ما ترتقي أشواقنا وتتطلع مشاعرنا إلى التحرر والتعمق في فضاءات الحرية السمحاء، وحرية أن نعشق دون حدود أو رقابة أو محاسبة على تعدي حدود عشق مرسومة، ومحددة لنا سلفا بمقاسات معروفة ومتفق عليها، ولايمكن أبدا لأي محب تعديلها أو تجاوزها مطلقا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى