«الأيام» تستطلع هموم الشباب والعاطلين عن العمل بمديرية لودر محافظة أبين.. أمين عام جمعية الشباب والعاطلين عن العمل:هم الشباب ومعاناتهم من البطالة وغيرها لن تحل إلا إذا حلت القضية الجنوبية

> «الأيام» سالم لعور:

> معاناة الشباب والعاطلين عن العمل أصبحت لا تطاق وغدت مشكلة «قضية ما تحملها ملف» وما تشكيل جمعيات الشباب والعاطلين عن العمل ومحاولة أعضائها تنظيم أنفسهم إلا نتيجة للظلم الذي تتعرض له هذه الفئة (الشريحة من المجتمع) التي تحتاج إلى الرعاية والدعم تجسيداً لما ورد في البرنامج الانتخابي لفخامة الرئيس .. «الأيام» التقت عدداً من الشباب والعاطلين عن العمل تحدثوا عن جمعياتهم وهمومهم وتطلعاتهم، وكانت خلاصة هذه الحوارات على النحو الآتي:

فهمي عبدالله عبود، الأمين العام لجمعية الشباب والعاطلين عن العمل مديرية لودر، بدأ حديثه معبراً عن شكره لأسرة «الأيام» «وتضامنه نيابة عن العاطلين عن العمل مع الصحيفة وناشريها الأستاذين هشام وتمام باشراحيل في وجه الغطرسة والظلم والاستبداد والاستهداف للصحيفة ماضياً وحاضراً، مؤكداً فشل أي مساع لإجهاضها أو الدور الذي تقوم به انطلاقاً من مهنيتها وريادتها»، وأردف فهمي عبود قائلاً :

«هموم الشباب والعاطلين عن العمل بلودر أبين خاصة والجنوب عامة لا تعد ولا تحصى، ورغم تألق وإبداع وتفوق العاطلين من أبناء الجنوب في شتى المجالات إلا أنهم محارَبون بحرمانهم من حق الوظيفة العامة مثلاً، وتعطى الوظائف المخصصة لهم لأبناء من خارج المحافظة، وهذا معناه إلغاء التفوق الجنوبي منذ حرب صيف 1994م، حيث لا نزال نعاني سياسة التمييز والإقصاء والتهميش وشتى أصناف المحاربة على مختلف المستويات، حتى مشاركتنا في مهرجانات التصالح والتسامح باتت من المحرمات عند أرباب النظام .. نحن نطالب بعدالة ومساواة وإعطائنا حقوقنا كاملة، لكن السلطة صادرت كافة حقوقنا نحن أبناء الجنوب، واغتصبت كل شيء من حقوق وعدالة ومساواة ومواطنة متساوية، فلايزال الحاكم مصراً على جبروته، ولا يريد أن يتغير أو يفهم المتغيرات، وينظر للجنوب وأهله نظرة سوداوية وهذه مشكلتنا وسر استمرار معاناتنا، ولا نظن بجدوى حلها إذا كان فردياً أو مبتسراً أو مجزأ، وذلك لكبر حجمها وتشعبها، وهو ما يعني أن همَّ الشباب ومعاناتهم من البطالة وغيرها لن تجد الحل إلا إذا حلت القضية الجنوبية، أما غير ذلك، فلا شيء أمامنا إلا النضال والاستمرار في الحراك الشعبي السلمي، حتى يتم الاستجابة لمطالبنا نحن العاطلين عن العمل وأبناء الجنوب عامة» .

عدد كبير ومتزايد يلتحق بالجمعية

عبدالله علي صالح الجعدني، نائب رئيس جمعية الشباب والعاطلين عن العمل بالمديرية قال : «منذ تشكيل اللجنة التحضيرية لجمعيتنا ميرية لودر نستطيع القول إن جمعيتنا لعبت دوراً فعالاً في تقرير مهامها بالمشاركة الفعالة مع مختلف الفعليات والحراك السلمي، ومشاركة أعضاء الجمعية كان على مستوى المديرية أو خارجها. ونحن الشباب نعاني معاناة قاسية وأكثر حرماناً كأبناء محافظات جنوبية، فلا اهتمام ولا رعاية بنا من قبل السلطات، والحرمان من الوظيفة ندفع ثمنه، فإذا نظرنا إلى أعداد من تخرجوا في الثانويات والكليات والمعاهد العامة من بعد حرب صيف1994م، سنجدهم بالآلاف ومحرومين من الوظيفة العامة وما توظف منهم لا يتجاوز 1% وبمبالغ باهظة الثمن. نحن مستمرون مع متطلبات المجتمع المدني في الحراك السلمي، حتى يتم الاعتراف بقضية الجنوب. أما على مستوى نشاطها التنظيمي فقد التحق عدد كبير بالجمعية، وهذا العدد يزداد يوماً عن يوم. لدى جمعيتنا لائحة داخلية تنظم نشاطنا ونؤكد استمرار دور جمعيتنا لتحقيق الأهداف التي قامت من أجلها بدون تراجع كونه حقاً مشروعاً كعاطلين عن العمل بدون مستقبل، حيث أصبح أبناء الجنوب مهمشين في كل شيء، ولا بد أن نضطلع بالدور الإيجابي لتحقيق كل ما نصبو إليه».

ماذا تنتظرون بعد مصادرة الحقوق؟

محمد سالم شبيل يتحدث عن معاناة الشباب والعاطلين عن العمل قائلاً :

«معاناتنا كبيرة لا يتسع المجال لشرحها والشباب عماد المجتمع، والأوطان لا تبنى إلا بالشباب.. الشباب محرومون من أبسط الحقوق في وطن 22 مايو، والوظيفة العامة أصبحت كابوساً يؤرق حياتهم ويحولها إلى جحيم، الحقوق لم ينلها الجنوبيون، ماذا ننتظر من وطن تصادر فيه حقوق المواطنة .. الفساد جاثم في مفاصل الوزارات ومكاتبها ومكاتب فروعها، وسياسة الإقصاء هي المسيطرة في مختلف مناحي الحياة وخصوصاً لأبناء الجنوب الذين صاروا جيشاً جراراً من العاطلين عن العمل والمتقاعدين العسكريين والمدنيين والمسرحين قسرياً من أعمالهم .. أين نحن من معالجة الفساد ومواجهة أخطبوطاته بعد أن اجتث كل شيء حوالينا، وأثبت أنه الأقوى دائماً وأن مافياته فوق القانون والدستور .. مبدأ تكافؤ الفرص والمفاضلة والأحقية للوظيفة أصبح في خبر كان ، بعد أن نخرت المحسوبية والجاه والوساطة طاولات مكاتب جهات الاختصاص وأصبح التفاهم بمد اليد من تحت الطاولة إلى المعنيين هو أقصر السبل لسلب هذا الحق المسمى بالوظيفة العامة، هذا الحق الذي كفله الدستور والقوانين لكل فرد من أفراد المجتمع وفق الكفاءة والأحقية والأقدمية وفق أسس ومعايير دون تدخلات المتنفدين ومن هم فوق القانون ودون اعتبارات مناطقية أو جهوية أوشطرية لفئة دون أخرى».

أين نحن من البرنامج الانتخابي لفخامة الرئيس ؟

نظمي محمد معور (دبلوم جامعي) تحدث قائلاً :

«عانينا كثيراً من الحرمان في الحصول على وظيفة، وهذا أبسط حق كفله لنا النظام والقانون والدستور، ونحن لم نحصل على الوظيفة العامة رغم أحقيتنا بسبب المحسوبية والوساطة وقلة الوظائف التي تذهب لغير أصحاب الحق، فأين نحن من البرنامج الانتخابي لفخامة رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح، الذي أكد أن من أبرز أولوياته الاهتمام بقطاع الشباب والعاطلين عن العمل ومكافحة الفقر وتطوير التقنية، ماذا تبقى لنا من كل هذا نأمل من الإخوة وزير الخدمة المدنية ومكاتبها في محافظة أبين بزيادة أعداد الوظائف لأبناء المحافظة المترامية الأطراف، كون الوظائف التي تمنح لها تمثل نسبة ضئيلة من أعداد المتقدمين لهذه الوظائف آملاً توظيف أبناء المحافظة وإعطاءهم الأولوية، لأننا غالباً ما نفاجأ بشغل هذه الوظائف بمتقدمين من خارج المحافظة».

منا 3 إخوة 2 في صالون حلاقة والثالث في سوق السمك

محمد عمر الطيب العزيبي، خريج كلية التربية لودر جامعة عدن تخصص لغة عربية وإسلامية عام 2001م تحدث قائلاً :

«نحن 3 إخوة لدينا دبلوم بعد الثانوية الظروف أجبرت اثنين منا على العمل في صالون حلاقة، والثالث في سوق الصيد (الأسماك) بمدينة لودر ورأيت أنه لا فائدة من مراجعة مكاتب الوزارات والجهات الحكومية الأخرى.

وذلك لما رأيت من تعب ومعاناة لباقي زملائي من خريجي الدفع السابقة والمتلاحقة، ومعاناتهم الدائمة مع هذه المكاتب، فقد لا تصدق أن البعض منهم قيد في الخدمة المدنية منذ العام 1995م وما فوقه ولم يحصلوا على الوظائف مع أن بعضهم يحملون تخصصات مرغوبة، مثل الفيزياء والكيمياء والرياضيات، ولايزالون حبيسي أسواق الخضار والفواكه والأسماك، وأكثرهم حمَّالون على ظهورهم أو على العربات (الجواري) وبعضهم مثلي يعملون في صوالين الحلاقة بشهادات جامعية، وصدقني إن بعض الخريجين في الأعوام الأخيرة حصلوا على الوظيفة وهم لا يستحقونها، فكيف لا تريدني أن أصاب بالإحباط وألجأ كارهاً للعمل في صالون حلاقة لإعالة أسرتي الكبيرة».

وعندما حاولنا توديع محمد عمر الطيب لانتهاء الحديث، رفض أخوه مصطفى عمر الطيب تركنا وتحدث إلينا قائلاً :

«تخرجت عام 2003م دبلوم كلية التربية لودر لغة عربية وإسلامية، وقد تشفقون علي وأنتم تشاهدوني أتمرغ في وحل دماء سوق السمك بلودر، معاناتنا نحن الخريجين من أبناء المحافظات الجنوبية لم تنقطع بعد، ولك أن تبحث عن أسماء الناجحين في التوظيف في الأعوام الأخيرة في محافظة أبين ستجد أن أكثرهم من خارج المحافظة (أبين) التي تزخر بالكفاءات من الخريجين في مختلف التخصصات».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى