قضية صعدة.. أم قضية الجنوب ؟

> أحمد عمر بن فريد:

> تبذل جهود دبلوماسية كبيرة (إقليمية ودولية) تجاه إيجاد حل لقضية صعدة وحروبها المتتالية، وتأتي الجهود القطرية في صدارة هذه الجهود جميعها، حيث شكلت لهذا الغرض العديد من اللجان الرسمية المعتمدة من قبل الأطراف الثلاثة التي عقدت ولازالت تعقد الاجتماعات المتعاقبة بهدف إيجاد حل نهائي لهذه القضية الشائكة، ونحن- ومن جانب إنساني- يهمنا كثيراً أن تنتهي الحروب ويحل السلام في جميع مناطق العالم، ليسود الأمن والاستقرار والسكينة محل القتل والدمار والاضطراب الأمني.

لكننا في المقابل، نود أن نؤكد من جانبنا، أنه إذا كانت صعدة تملك حقاً وعدالة استوجبت (تدويل قضيتها) واستوجبت تدخل أطراف عربية ودولية على خطها العام، بغية تقديم الحلول العادلة لها، فإننا في الجنوب نؤكد أن عدالة قضيتنا.. (قضية الجنوب) تملك مقومات الشرعية الدولية أكثر مما تملكه قضية صعدة بكثير، باعتبار أن هذا (الجنوب) كان إلى يوم 21 مايو 1990 دولة مستقلة ذات سيادة، أرادت أن تدخل في مشروع وطني وحدوي مع دولة أخرى وفقا لاتفاقية دولية، ثم قام الشريك الآخر بالالتفاف على هذه الاتفاقية وقتلها في حرب ظالمة جرت صيف العام 1994م، وهي حرب كان مسرحها الجنوب، وضحية نتائجها غير المنتهية الأرض والإنسان في الجنوب.

إننا نستغرب ونستهجن بشدة أن يتعامل المجتمع الدولي مع (قضية الجنوب) بهذا الشكل (المتجاهل - الناكر) لجميع مقوماتها العادلة، ولجميع عناصرها الواضحة والمتجلية في هذا (الإجماع والاصطفاف الجنوبي) الكبير خلف هذه القضية.. نستغرب أن يتم التعامل معنا بمثل هذا الأسلوب الذي يقفز على واقع كبير استطاع أبناء الجنوب فرضه وإبرازه وتصديره إلى جميع أقطاب العالم ومراكزه المؤثرة، عبر سلسلة طويلة من الاعتصامات والمهرجانات والمسيرات الجماهيرية الحاشدة المدنية السلمية المتحضرة، التي سقط فيها العشرات من القتلى والجرحى، تأكيداً على قوة الإرادة والإيمان اللامحدود من قبلهم بهذه القضية التي تمثل بالنسبة لهم قضية مصير وقضية وطن وهوية وتاريخ.

إنه لمن المؤلم جداً أن يخضع أبناء الجنوب، ومع كل ما يملكون من عدالة وشرعية وحق تاريخي على أرضهم (الجنوب) لمثل هذا الحصار الرهيب، والتضييق المتعمد، والتعتيم الإعلامي، والتجاهل السياسي والدبلوماسي، لمجرد أن هناك مصالح (كبرت أم صغرت) تتقاطع مع إظهار هذا الحق التاريخي، وإبرازه بما يستحق في المجتمع الدولي.

وبناءً على كل هذا، فإنه يحق لنا أن نتساءل بمنطقية كبيرة موجهة للمحيط العربي الرسمي والدولي معاً، أيهما أكثر مدعاة للتوقف والتدخل السريع.. (قضية الجنوب) أم (قضية صعدة)؟!.. مع إيماننا العميق بأن مثل هذا التجاهل، ومثل هذا التعتيم لن يحد أو يضعف العزيمة الوطنية تجاه المضي قدماً في طريقنا الذي اخترناه دفاعاً عن وجودنا وكرامة وجودنا على هذا الكوكب.

تجري في الداخل وعلى مسرح الأحداث (أسخف) المسرحيات وأكثرها مدعاة للخجل والحياء.. كأن تصدر الأوامر باستخدام العنف ضد أبناء الجنوب في تجمعاتهم السلمية، فيقتل الشهداء ويسقط الجرحى بالعشرات، وما أن يحدث كل ذلك حتى يأتينا منهم من يقدم لنا العزاء في محيطنا!! أو يزور جرحانا في مراقدهم الصحية للاطمئنان على أحوالهم!!.. ثم لا نلبث زمناً حتى يخرج علينا (المصدر الأمني) بتصريحات مضللة للعدالة ومجافية للحقيقة.. مع علمه الأكيد أن جميع الفعاليات الجنوبية هي فعاليات سلمية بامتياز.. لكننا وأمام كل هذا نضطر إلى مشاهدة فصول هذه المسرحيات المجانية دون إرادة أو رغبة منا، وحينما نعبر عن استهجاننا لها ولمضمونها الباعث على التقزز والغثيان تكال لنا التهم العديدة والأباطيل الكثيرة، تماماً كما هو الحال اليوم مع أخي العزيز المحامي يحيى غالب الشعيبي.

[email protected]

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى