استقرار إدارات الأندية وانعكاسه على فرقها الكروية

> «الأيام الرياضي» جميل عبدالوهاب:

> من البديهيات التي لاتحتاج لكثير من الجدل (البيزنطي) والنقاش (الهستيري) .. هي أن استقرار إدارات الأندية الرياضية في كل دول العالم تنعكس إيجاباً على أوضاع الفرق الكروية لهذه الأندية والعكس صحيح .. ومناسبة حديثي هذا هو تأكيد الكابتن حازم إمام نجم الزمالك والكرة المصرية، بأن تذبذب مستوى الزمالك يعود لعدم وجود الاستقرار الإداري .. جاء حديث الكابتن حازم هذا رداً على سؤال للزميل عبدالله مهيم في عدد «الأيام الرياضي» رقم 402 بتاريخ 26 يناير 2008م ومن نافلة القول إن الأهلي المصري وقبل سبع سنوات مضت تعرض فريقه الكروي لكثير من الهزات عبرت عن افتقاد النادي للاستقرار الإداري .. وحدثت مثل هكذا هزات أيضا قبل عدة سنوات مضت لأقوى الفرق السعودية : الهلال، الشباب، والنصر، .. واعترفت (إدارات) هذه الأندية - وبثقة الأقوياء وبشجاعة نقد الذات، بأن السبب يعود لعدم استقرار الجانب الإداري، كما تعرض أيضا فريقا برشلونة وريال مدريد الإسبانيان لاهتزازات في مستوى فريقيهما للسبب نفسه، وذلك قبل عدة سنوات مضت .. وحتى المتابع للدوري الإسباني الحالي والذي يتصدره ريال مدريد يؤكد النقاد والمحللون الرياضيون الإسبان وغيرهم، بأن صدارة النادي الملكي للدوري الإسباني وظهوره في أحسن حالاته حالياً إنما يعود للاستقرار الإداري .. لذلك نقول إن بديهية استقرار الأوضاع الإدارية للأندية تنعكس إيجاباً على تماسك وقوة فرقها - أوالعكس - وحدث ذلك في الإنتر الإيطالي والأرسنال الإنجليزي .. إلخ، فالاستقرار الإداري عبارة عن (جملة) تتفرع منها تفاصيل كثيرة منها :

التفاهم (الإيجابي) لأعضاء مجلس الإدارة والعمل بتناغم وانسجام واعتماد (الإيثار) على حب الذات (الجنوني)، وقدرة مجلس إدارة النادي على إعداد فريقه الكروي للمسابقات الكروية الرسمية المحلية وبشكل (مبكر) من خلال : تسمية الجهاز الفني، التعاقد مع لاعبين محترفين على قدر عالٍ من المستوى، خوض مباريات ودية حتى يرسو الجهاز الفني على التشكيلة الأساسية التي سيخوض بها المسابقات الرسمية مع الاحتياط ، وقدرة مجلس الإدارة على توفير المال اللازم لمسيرة الفريق الكروي خلال المنافسات الكروية الرسمية، والجماعية في أداء مجلس الإدارة، وعدم اعتماد مبدأ (الاتكالية) ومتابعة مباريات الفريق وأداء اللاعبين والجهاز الفني .. والوقوف بقوة وحزم وبعقلانية أيضا عند أول تعثر للفريق ومناقشة أسباب هذا التعثر مع الجهاز الفني واللاعبين، لتلافي الأخطاء والنواقص والثغرات وبشكل مبكر، وبالضرورة أن يكون مجلس الإدارة (قوياً)، من حيث أنه يمثل القدوة في كل شيء، حتى ينجح في المحاسبة لأي تعثر سواء محاسبة ومساءلة الجهاز الفني أواللاعبين أوكليهما معاً .. وبالبداهة الصارمة نقول : إن مجلس الإدارة عندما يكون (ضعيفاً) من الصعب عليه أن يحاسب الجهاز الفني واللاعبين مهما بلغت أخطاؤهم .

هذه التفاصيل المتفرعة من جملة (الاستقرار الإداري) تعم مختلف أندية العالم .. كما تعم أندية اليمن أيضاً، فعندما نرى فريقاً يمنياً يظهر في الدوري العام بأداء باهت ومستوى هزيل لابد من أن نوجه أصابع الاتهام لإدارة النادي -طبعاً- بعد تأكدنا بأنها لم تمارس حقها المشروع في مساءلة الجهاز الفني واللاعبين .. برغم توفيرها متطلبات الجهاز الفني واللاعبين، والذي يكفل لها قوة مشروعية محاسبة الجهاز الفني واللاعبين مع كل إخفاق وبشكل مبكر.. وهنا بالضرورة أن نصارح إدارة هذا النادي (بضعفها) في مجابهة ومواجهة ومساءلة الجهاز الفني واللاعبين .. وهنا تتعمق إخفاقات الفريق طالما وإدارة النادي تتعامل وفقاً لقناعات مفادها : (لا نريد أن نغضب أحدا) .. مع أن مبدأ الثواب والعقاب هو الذي يفترض أن يسود، وعند غياب ذلك يتحول الجميع إدارة النادي والجهاز الفني واللاعبين من فرسان إلى أقزام، متاعب وضياع وصمت لاتستطيع حتى الرصاصات أن تخترقه، وبحديثنا هذا عن أهمية الاستقرار الإداري للأندية، وبما يخدم ثبات مستوى ونتائج الفرق الكروية للأندية، نبتهل إلى المولى عز وجل أن لا يبتلي أنديتنا اليمنية بإدارات لاتفهم سوى لغة الضعف والتراجع وعدم القدرة على اتخاذ القرارات الإيجابية والسريعة .. إدارات تخشى المتاعب ولاتخشى على سمعة أنديتها، إدارات غير قادرة على حماية اختياراتها حتى الصائبة منها .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى