طائرة الوادي ومستنقع الشغب

> «الأيام الرياضي» عبدالله بن حازب:

> من يثير الشغب في ملاعبنا هنا في وادي حضرموت، الرياضة منهم بريئة، يدّعون انتماءهم للأندية الرياضية التي تنبذ هذه الظاهرة التي تزامنت مع انطلاق الدوري العام للكرة الطائرة، للموسم الجديد 2007/2008م.. تلك الظاهرة تحولت إلى مستنقع ونزال للتراشق بألفاظ سوقية تفنن أصحابها في انتقائها، وهي الجولة الأولى من النزال، لتبدأ بعدها الجولة الثانية من نزال الشغب، وربما أقذرها لحظة الاشتباك بالأيدي وتطاير الحجارة فوق رؤوس الأبرياء، الذين تحملوا عناء الوصول لمشاهدة فنون وإبداعات كروية، والتفتيش عن عبق رياضة زمان، التي لا تزال عالقة في ذاكرته، أوسمع عنها وتمنى أن يشاهدها في الجيل الحاضر، فإذا به يجد نفسه في مستنقع من الشغب، تتسع رقعته في كل موسم رياضي.

وإذا نظرنا إلى هؤلاء ممن يثيرون الشغب داخل الملاعب نجدهم أشخاصاً يعانون من قصور وضعف في الشخصية، وصراع يعيشونه في إطار أسرهم ومجتمعهم المحيط بهم، فلم يجدوا سبيلاً لتجاوز ذلك وتغيير نظرة من حولهم سوى الملاعب مرتع التسامح والتنافس الشريف، والروح والأخلاق الرياضية العالية والشباب، الذي يتطلع إلى مستوى رياضي أكثر إشراقاً، متوهمين بأفعالهم أن شخصيتهم قد اكتملت وأنهم أثبتوا ولاءهم لهذا النادي، ذلك هو التعصب بعينه، الذي امتد إلى أرضية الملعب واتخذه بعض اللاعبين وسيلة لتبرير إخفاقاتهم وتراجع مستوى أدائهم، وكثرة طلباتهم التي تفوق ما يقدمونه، وهم بهذا ساهموا في اتساع مساحة مستنقع الشغب الذي ينبغي أن يردم، وفي أسرع وقت ممكن، على أن يساهم الجميع في ذلك ابتداءً من المدرسة التي ينبغي أن تقوم بدورها على أكمل وجه في غرس معاني وروح حب التنافس الشريف، وتقبل النتائج بروح رياضية، ثم تعمق هذه الصفات داخل الأندية، من خلال المحاضرات التي ترفع من ثقافة اللاعب والمشجع والإداري أيضاً.. إضافة إلى أن تلك اللوائح المنظمة للبطولات ينبغي أن تكون رادعة وتطبق بكل شفافية بعيداً عن المحاباة، على أن يقوم المجتمع بدوره، ونبذ كل من يروج أويجيد السباحة في مستنقعات الشغب الذي يهدد رياضتنا.. فهل نحن قادرون على فعل ذلك؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى