الكابتن يسلم صالح نجم كرة قدم زمان لـ «الأيام الرياضي»:سجلت إسمي بأحرف من ذهب وساهمت في تطور كرة قدم عدن وحضرموت

> «الأيام الريــاضـي» رياضة زمان:

>
النجم يسلم صالح الثالث من اليسار وقوفا مع فريق نادي الاحرار الرياضي
النجم يسلم صالح الثالث من اليسار وقوفا مع فريق نادي الاحرار الرياضي
للحديث طعم آخر مع الكابتن يسلم صالح عندما طلبنا منه إجراء حوار لـ «الأيام الرياضي» فلبى مشكورا وقال: «هذه الصحيفة لها أفضال كثيرة علينا، فقد كانت سندا ودعما لنا أيام الشباب، وها هي تواصل مسيرتها المخلصة مع جميع من أخلصوا للوطن وقدموا الكثير أثناء حياتهم».. وبينما هو جالس بجانبي قرابة الساعتين شعرت بموسوعة رياضة زاخرة.. كان يتحدث بسعادة عن سنوات جميلة ولحظات لا تنسى في مسيرة حياته ورياضة عدن وحضرموت في الستينات والسبعينات.. وكان يشعر بالفخر لمشوار حافل ناصع بالتألق والإنجازات، خاض خلاله مشاركة خارجية واحدة مع فريق الإسماعيلي المصري، الذي أعجب به وأصر على استقدامه إلى الإسماعيلية ليلعب له.. ولكن فجأة تغير الحال وأصبح يتحدث بمرارة عن الوضع الحالي لكرة القدم وعن وضع اللاعبين القدامى، وما يعانونه من تجاهل وإهمال، وطالب عبر «الأيام الرياضي» سعادة وزير الشباب والرياضة بإلقاء لفتة لهؤلاء القدامى وتكريمهم التكريم اللائق.

أيها الأخوة أهلا بكم في لقاء خاص تنفرد به «الأيام الرياضي» مع أحد عمالقة كرة قدم زمان، الذي تركناه يتحدث عن تاريخ ناصع أضاء حقبة من الزمن.. فتفضلوا بمتابعة كل ما قاله العملاق يسلم صالح أحمد :

«بدايتي كانت من حارة الرزميت في كريتر عدن (صيرة)، ثم لعبت لنادي (العيدروسي)، الذي كان في الدرجة الثانية نتيجة انتقال الأسرة إلى منطق الرزميت ، وبدأت في مركز حارس المرمى، وبعد حوالي موسمين أي في بداية الستينات ونظرا لوجود حوالي أربعة حراس مرمى في نادي العيدروسي نصحني مسئول النشاط بالنادي الأخ عبده قرادي بأن أتحول إلى ظهير أيسر، والحمدلله نجحت في هذا المركز، ونظرا لصغر أعمار لاعبي فريق العيدروسي كانت الأندية الكبيرة مثل: الأحرار، وشباب التواهي، والجزيرة، والحسيني، والقطيعي، والهلال، والواي، ترفض اللعب معنا، لأن فريقنا من الدرجة الثانية، لذلك تم الاتفاق على تشكيل منتخب مع فريق الأحرار، وتم اختياري مع كوكبة من اللاعبين منهم: أبوبكر طرموم، وعبدالله قاسم، ومحمد إبراهيم جبل، ومحمد عمر، ونجمين آخرين .. وأول مباراة لعبتها مع الأحرار (المنتخب) كانت أمام منتخب من (الشباب الرياضي والحسيني) بملعب المدرج البلدي بكريتر، وانتهت بالتعادل 2/2، وكنت للأمانة نجم المباراة، وكان يلعب للأحرار ناصر الماس، وعلي الماس، وأبوبكر عوض، وإبراهيم علي أحمد، وأحمد مثنى ضالعي .. وهؤلاء طرحوا علي فكرة الانتقال إلى الأحرار، فانتقلت فعلا معهم ولبوا لي طلبي بتوفير عمل في القاعدة البريطانية بخورمكسر بحكم نفوذهم هناك في تلك الفترة، وشقيت مشواري مع الأحرار، والذي كان نقطة التحول في حياتي، حيث قدمت مباريات كبيرة وبزغ نجمي، وقد تحولت من ظهير أيسر إلى دفاع متأخر باقتراح من مدرب وكابتن الفريق عباس غلام، وأتذكر أن افضل مبارياتي مع الأحرار كانت أمام فريق الإسماعيلي، الذي زار عدن في الستينات، وفاز علينا 2/1 ،حيث شاركت بعد حوالي نصف ساعة من الشوط الأول..والحمدلله استطعنا تقليص الفارق بهدف إبراهيم صعيدي، وهناك أشخاص يجب ذكرهم خلال مسيرتي ومنهم رئيس نادي الأحرار (الحاج عبدالعزيز الأغبري) رحمة الله عليه، الذي قدم لي تسهيلات وأشياء كثيرة، ومسئول النشاط بفريق العيدروسي (عبده قرادي) فلهم الشكر والتقدير .. وبعد المباراة مباشرة طلبني فريق الإسماعيلي للعب له في مصر، لكن إدارة نادي الأحرار أخفت عني الأمر، لكن إدارة الإسماعلي كانت على اتصال مباشر بي، فسافرت إلى مصر حوالي منتصف الستينات، واستقبلني الإسماعيلي بحرارة، ولعبت معه حوالي مباراتين فقط في الدوري المصري أمام الترسانة، وخسرنا 1/2 ،وأمام المحلة وتعادلنا 2/2 ،وقد لعبت كدفاع متأخر وأظهرت مستوى جيدا إلى جانب لاعبين كبار، لكنني عدت بقرار شخصي مباشرة إلى عدن لعدم شعوري بالراحة النفسية وعدم مقدرتي على فراق الأهل والأصدقاء بعد أن مكثت هناك حوالي شهرين.

وبعد الاستقلال مباشرة أي في عام 1967م تحولت إلى المكلا نتيجة لعدم وجود الاستقرار في تلك الفترة في عدن، وبقيت والدتي وأخواتي في عدن، وكان والدي قد توفي منذ فترة طويلة -رحمة الله عليه- في المكلا، ولعبت موسما واحدا مع وحدة المكلا، ثم موسما آخر مع أحرار المكلا، ثم كوكب الصباح حوالي موسمين.. وبعد ذلك انضممت لنادي شعب حضرموت في حوالي السبعينات، ولعبت معه أكثر من عشر سنوات إلى جانب زملائي يسلم بامؤمن (شيبوب) وأخيه سعيد (شريفو) وسالم عيظة، الذي كان جناحا أيمن، يمتلك مهارات عالية -رحمه الله-، وعلي محمد الكثيري، وقد حققنا كأس الجمعية الرياضية الحضرمية بعد فوزنا على نادي الهلال، ثم ابتعدت تدريجيا عن الكرة بسبب ظروف عملي كسائق في إدارة المحافظ بحضرموت، وخلال تلك الفترة ونتيجة لذهابنا إلى سيئون لعبت حوالي أربع مباريات مع نادي الأحقاف هناك، وعلى فكرة لعبت خلال مشواري الرياضي في عدة مراكز فقد بدأت كحارس مرمى، ثم ظهيرا أيسر، ثم كمدافع متأخر، ثم وسط ومهاجم.. وذلك أثناء وجودي في المكلا.. وأشعر بالفخر والاعتزاز لذلك المشوار الذي استطعت خلاله -ولله الحمد- التألق والبروز وتسجيل اسمي بأحرف من ذهب، كواحد من صانعي مجد الكرة اليمنية في تلك الحقبة من الزمن التي ساهمت فيها في تطور كرة قدم عدن وحضرموت.

نعم هناك فرق كبيرة كالذي بين السماء والأرض .. فلاعبو زمان كانوا الأفضل وكان يملأهم الحب والعشق والإخلاص للكرة رغم أننا كنا لا نتقاضى أية مبالغ، ولو أعطاك أي شخص فنجان شاي كنت تشعر أنها هدية كبيرة، فهل تصدق يا صلاح أننا كنا نمشي على الأقدام من المكلا إلى حي أكتوبر لممارسة الكرة، ونعود مشيا ، لكن الآن ورغم وجود المادة وكل شيء متوفر قل عطاء اللاعبين، ولا يوجد هناك احترام من لاعبي اليوم للذين هم أكبر منهم سنا، واختفت المواهب، وهناك شيء آخر مهم وهو أننا كنا نلعب الكرة زمان وكانت صحف «الأيام» و«اليقظة» و «فتاة الجزيرة» تنشر معلومات وأخبار عنا وتشيد بنا، مثلا كانت تقول: «يسلم صالح لعب وتألق وقدم مباراة كبيرة» فكنا نخرج إلى المباراة في اليوم التالي ونقدم مستوى أفضل بكثير، بعكس اليوم إذا مدحت الصحيفة اللاعب الفلاني فإنه سرعان ما يتكبر ويتعالى على الجميع، وعلى الكرة وينتهي .. وهناك حدث حصل لي في إحدى المباريات لفريقنا الأحرار بعدن ضد شباب التواهي، حيث لم يتم اختياري ضمن تشكيلة الفريق لتلك المباراة فحضرت لمشاهدتها وأنا بملابسي العادية، فحدث أن زميلي محمد مثنى الضالعي المدافع المتقدم رفض اللعب إلا بوجودي، فجاءت إدارة النادي إلي وأنا بين الجمهور وطلبت مني اللعب، فشاركت وتم منع الضالعي من اللعب، فبالله عليك هل لو لاعب اليوم تعرض لنفس موقفي هذا ولم يتم اختياره ضمن تشكيلة المباراة نهائيا هل كان سيلعب.. أكيد كان سيزعل ويرفض، لذا أنصح لاعبي اليوم بالابتعاد عن الغرور، وأهم شيء تكون الرغبة والمواظبة على التمارين موجودة، فقد كنا نجري من كريتر إلى خورمكسر حبا للكرة، وفي الحقيقة أنا أعزو أسباب تردي مستوى الكرة اليوم خاصة في حضرموت وعدن إلى إدارات الأندية التي ليس لديها أي خبرة في الرياضة، فهم واخذينها (عفوية)، علما بأن الإداريين زمان كانوا يدفعون من جيوبهم، ونادي شعب حضرموت لا يمكن أن ينسى رئيسي ناديه سالمين بلخشر، وحسين المنهالي، وغيرهما، فالنادي مديون لهما حتى اليوم، لأنهما كانا يدفعان من جيبيهما، والآن لا أحد يعلم عنهما شيئا، ولاحتى يذكرهما، ولهذا اليوم رغم دعم الأندية والمحافظة إلا أن المستوى سيء، وهناك بعض الإداريين يسببون الحساسيات بين اللاعبين، من خلال دفع الفلوس لهذا اللاعب وترك اللاعب الآخر.

فريق نادي الاسماعيلي المصري
فريق نادي الاسماعيلي المصري
وترى اللاعب لا يحترم الذي هو أكبر منه سنا، سواء أكان لاعبا أم إداريا، ولاعبو اليوم لا يلعبون إلا بالفلوس، علما بأننا كنا نشتري الجزمات والمستلزمات الأخرى من جيوبنا، وقد يقول قائل :«إن الوقت اختلف والظروف تغيرت».. لكنني أقول إن القضية واحدة. فقد كنا نحن أيضا نعيش ظروفا صعبة في الماضي..وهناك نقطة أخيرة أود طرحها، وهي أنني أدعو الأخ وزير الشباب والرياضة للاهتمام باللاعبين القدامى وتكريمهم وتقديرهم، لأنه لا ينفع أن نشيد ونمدح الإنسان بعد وفاته .. وأقول لمحافظنا الكريم:«قدمنا الشيء الكثير، وخدمنا الوطن، فيجب إيلاءنا التقدير اللازم، ورعاية جيل لم يبخل وأخلص بكل شيء ما داموا على قيد الحياة».

الكابتن يسلم صالح في سطور

> الاسم: يسلم صالح أحمد باعوبلي

> الميلاد: كريتر عدن في 9 يونيو 1943م.

> الحالة الاجتماعية: متزوج وأب لـ محمد ومايسة وعوض، والأول يمارس الكرة حاليا في الفئات العمرية لنادي شعب حضرموت كمهاجم، كما يمارس سباق الدراجات.

> المهنة: سائق بفرع الهيئة العامة للسياحة.

> محل الإقامة: حي أكتوبر بالمكلا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى