اميرة سعودية تطلق جوائز لتشجيع الصحافيات في المملكة

> الرياض «الأيام» سليمان نمر :

> اعلنت اميرة سعودية من الناشطات البارزات اجتماعيا وثقافيا في المملكة، اطلاق جوائز سنوية لتشجيع النساء العاملات في المجال الاعلامي والصحافي ولتعزيز "التواصل الثقافي" بين الجنسين في بلد تعاني فيه المراة من قيود جمة.

وتتضمن الجوائز التي اطلقتها الاميرة حصة بنت سلمان بن عبد العزيز لتشجيع السعوديات على العمل في مجال الصحافة والاعلام، منحا دراسية وتدريبية وجوائز مالية تصل قيمتها سنويا الى 270 الف دولار تقريبا.

وقالت الاميرة حصة في حديث مع وكالة فرانس برس ان "الهدف من تقديم هذه الجوائز هو تشجيع المرأة السعودية على العمل في مجال الصحافة والاعلام ومساعدتها على تطوير قدراتها المهنية في هذا المجال من خلال التدريب والممارسة العملية".

واعتبرت الاميرة حصة ابنة امير منطقة الرياض سلمان بن عبد العزيز ال سعود، ان "الصحافية السعودية هي الأقدر على خلق تواصل ثقافي بين المرأة والرجل في المجتمع السعودي في إطار الشريعة الإسلامية والتقاليد الاجتماعية المعتدلة".

واضافت الاميرة الحائزة درجة الماجستير في حقوق الانسان من جامعة ويستمنستر في بريطانيا "لا حظت عدم وجود كليات واقسام لتدريس الصحافة والاعلام للمرأة في الجامعات السعودية وكذلك عدم وجود معاهد تدريب مهني اعلامي للمرأة".

ورأت الاميرة ان ذلك "يجعل المرأة السعودية التي تريد العمل في الصحافة تفتقد للتأهيل الاكاديمي والتدريب المهني وهذا يحد من إمكانيات خوضها العمل في المجال الإعلامي سوى لبعض صاحبات الموهبة أو للواتي درسن في الخارج".

وتابعت "من أجل ذلك حرصت على أن تتضمن الجوائز المقدمة منحا دراسية وتدريبية اعلامية سنوية للسعوديات بقيمة 600 الف ريال" (160 ألف دولار).

وسيشرف معهد الأمير أحمد بن سلمان للتدريب الاعلامي التطبيقي في الرياض على الجوائز التي ستقدمها الأميرة حصة. وسيبدأ المعهد الذي انشئ قبل عامين عقد دورات تدريب للصحافيات السعوديات العاملات في الصحف السعودية اعتبارا من هذا العام بعد ان كان التدريب مقتصرا على الرجال.

وتحظر قوانين العمل والعادات الاجتماعية السعودية اختلاط النساء بالرجال. وتشارك المرأة في الندوات والمحاضرات والمؤتمرات الي يحضرها رجال عن طريق شاشات تلفزيونية في قاعات مغلقة، وترى النساء الرجال عبر هذا البث لكن الرجال لايرونهن.

واعتبرت الاميرة حصة ان "منع الاختلاط لا يمنع التواصل الثقافي بين المرأة والرجل بل يجب تشجيع هذا التواصل حتى نستطيع تحقيق تواصل اجتماعي ايجابي وصحي والمرأة هي الاقدر على تحقيق التواصل الثقافي من الرجل".

والمرأة بالنسبة للاميرة حصة "هي الاقدر على فهم قضاياها وقضايا الاسرة والمجتمع والاقدر على التعبير عن قضايا المجتمع من خلال الصحافة ووسائل الإعلام".

وذكرت الاميرة ان في السعودية "العديد من الاعلاميات الرائدات اللواتي عملن في ظروف صعبة اجتماعيا ومهنيا وبعضهن أبدع".

واضافت "تقديرا وتكريما للرائدات، تتضمن الجوائز جائزة نقدية سنوية مقدارها مئتي الف ريال سعودي (54 الف دولار) مخصصة لصحافيات عملن أكثر من 15 عاما وأبدعن في مجال الصحافة والإعلام".

وتتضمن الجوائز النقدية جائزتين اخريين تبلغ كل واحدة منها 100 ألف ريال سعودي (27 ألف دولار) لأفضل عمل صحافي تتقدم به صحافية سعودية، وللصحافية والاعلامية المتميزة كل عام.

وفي السعودية ليس بامكان النساء قيادة السيارات او الخروج من منازلهن بدون تغطية اجسادهن من الراس حتى القدمين او السفر من دون اذن ازواجهن او الاكل في المطاعم بمفردهن.

ورسمت الامم المتحدة في تقرير صدر الجمعة صورة قاتمة عن وضع المرأة في السعودية وطلبت من المملكة ان تدرج في قوانينها مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة.

وجاء في تقرير للجنة الامم المتحدة للقضاء على جميع اشكال التمييز ضد المرأة التي تدرس وضع النساء في السعودية، ان الخبراء كشفوا ان "لا الدستور ولا اي قانون يشير الى مبدأ المساواة بين المرأة والرجل".

وذكر تقرير اللجنة ان مبدأ الوصاية الذي تخضع له المرأة في حالات عدة من الحياة اليومية "يساهم في هيمنة الرجل مع اعتماد قواعد محددة مترسخة ومتأصلة ثقافيا (...) وتمييزية حيال المرأة".

الا ان نساء سعوديات نجحن في البروز بقوة على ساحة الاعمال، وايضا في المجال الاعلامي وان بشكل محدود.

وتقول السعودية ردا على الانتقادات في هذا المجال ان المجتمع السعودي لا يزال الى حد كبير مجتمعا قبليا وتغيير المفاهيم لقبول افكار جديدة يحتاج الى وقت. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى