لا عشر نفعت ولا واحدة تفيد

> محمد باجنيد:

> المؤتمرات أو الأصوات الإعلامية لن تأتي بالاستثمار الخارجي، والترويج للاستثمار ثم الترويج مرة أخرى ومرات لفرص الاستثمار لن تجدي نفعا لاستقطاب المستثمرين الذين درسوا قوانين الاستثمار اليمنية، فوجدوا أن ما تحمله الأوراق من لوائح وأنظمة لايعدو أن يكون (حبرا على ورق)، العالم يعرف بعضه البعض تماما، ولم يعد أحد غريبا عن أحد أو أحد جاهلا بأحد، ولذلك فإن الآخرين باتوا على دراية كاملة بحال اليمن وأهل اليمن وقات اليمن وأوقات التخزين وأماكن تعاطيه أو أكثر أنواعه صناعة للوهم والخيال وأحلام اليقظة، كما أنهم يحفظون عن ظهر قلب مواقع المتسولين والمطالب الملتوية لحماة الاستثمار الأجنبي في اليمن.

وإن حدث واستجاب البعض من المستثمرين لدعوة حضور مؤتمر عن الاستثمار في اليمن فليس من أجل الاستثمار، ولكن للنزهة والترويح عن النفس في اليمن بمشاهدة العالم القديم حيا على الهواء، والتندر على ماضغي القات في الشوارع والمحلات العامة.

الواقع في اليمن لايشجع على الاستثمار ولا يجد المستثمر تعاملا عصريا مع رغبته في سرعة إنجاز مشروعة قياسا إلى النجاح الكبير والمستمر الذي يحققه اليمنيون في الفوضى واللامبالاة بالوقت الذي يقابل المستثمر حالما أخذ يفكر في الاستثمار في اليمن.

تجربة الأبواب المتعددة أقفلت الفرص التي كان يمكن أن تأتي بالمستثمرين بدءا من الإجراءات الحكومية الرتيبة وتعدد الصلاحيات وتنوع الأهداف بين الجهات المختلفة المانحة للتصاريح وطلبات السماسرة، ونهاية بمافيا الحماية، أما المحاولة الدؤوبه عن طريق الترويج للنافذة الواحدة، فهو أمر لما يزل بعيد التطبيق رغم كل التوجيهات بذلك، لأن القائمين على العملية التنفيذية لم تصل إليهم فكرة النافذة الواحدة، ولم يدركوا بعد أن القليل من الإجراءات والأوراق يصنع الكثير من المعجزات، ويأتي بالأموال الطائلة التي يستفيد منها الباحثون عن عمل وليس الفهلويون والمرتشون، الذين نقول عنهم باللهجة الحضرمية (اللي يقرطون) والباحثون عن فرص المكاسب الشخصية على حساب مصلحة البلاد والعباد.

من الصعب ترك المستثمر يقف أمام النافذة الواحدة التي تديرها ذات العقلية التي أثبتت كفاءة في التعطيل، وجدارة في التطفيش لكل مستثمر حينما كانت على رأس النوافذ القديمة، وباتت جزءا من النافذة الواحدة الجديدة التي تتحكم في العملية الاستثمارية وأدواتها في ذلك مجموعة من السماسرة يتطلعون إلى عمولاتهم من المستثمر ليس إلا.

الفكر الجديد يحتاج إلى عقليات جديدة وإلى تدريب العناصر المحبة للوطن من الذين خدموا في فترة ما قبل النافذة الواحدة في مختلف الهيئات الحكومية.

النافذة الواحدة تحتاج إلى توحيد الأهداف لدى الدوائر المعنية في الدولة، وقناعة الجميع بأن المستفيد من الاستثمار الأجنبي فيما لو أتى إنما هي البلاد والعباد.

أما غير ذلك فإنه لا عشر (نوافذ) نفعت ولا (نافذة) واحدة تفيد، وستظل البلاد تدور في دائرة مؤتمرات المانحين، وفرص استكشاف الاستثمار والتصريحات الإعلامية، والنتيجة لا مستثمرون ولا استثمار.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى