لماذا نتفق على الاختلاف.. ولا نتفق على التسامح?!

> عمر وادي:

> في هذا الزمن الصعب لا نجد إلا التعصب للرأي، ولايزال الخلاف في الرأي يعني أن المخالف لي يعتبر ضدي، وهذا يرجع للتخلف الثقافي والجهل وزيادة نسبة الأمية.. فالأنانية والخلافات تتصاعد أحياناً لتصبح خبراً في صفحات الصحف، فلماذا نتفق على الاختلاف.. ولا نتفق على التسامح، مادمنا إخوة ويربطنا مصير مشترك؟!

لذلك علينا أن نبحث عن مظاهر التسامح في حياتنا، وأن نضعه على مائدة البحث لدى أي فريق مع التسامح وأي فريق ضد التسامح.

ومن خلال رؤيتنا للتناقضات الموجودة في الساحة اليمنية، لاحظنا أن هناك فريقين متنافسين.. فريقاً يرى أن التسامح صفة انقرضت ولا سبيل لاسترجاعها.. وفريقاً آخر يرى أن الصفة لاتزال موجودة في داخلنا وأنها لا تحتاج إلا لإزالة ما يعلوها من غبار..

وإذا سلمنا بأن التسامح من الصفات المنقرضة في الشخصية اليمنية، يصبح من الضروري تعريف مظاهر التسامح كقيمة إيجابية نسيناها.

إن فكرة التسامح هي فكرة نابعة من الفكر الإسلامي، وهي تعني الاستعداد لقبول الغير، وعدم رفض الآخرين، في حين أن التعصب يخلق نوعاً من الضغينة والكراهية، لذلك فالتسامح ليس ضعفاً، وإنما هو القوة الحقيقية، وأن هناك خيطاً رفيعاًًً يفصل بين التعصب والتسامح.. لذلك فالتسامح ليس من الصفات المكتسبة، ولكنها إحدى مكونات شخصية الإنسان.. فالمتسامح إنسان واثق من نفسه ولديه إحساس بأنه أكبر من الصغائر، وبذلك يصبح التسامح نقيض التعصب والرفض.

التسامح عند القدرة مبدأ إنساني مهم، ويجب أن نتعلم كيف نتعامل مع الآخرين على أنهم بشر قد يخطئون، وأن الأحقاد هي نبات في الصدور تتحول إلى نار تحرق أصحابها، فالمطلوب منا جميعاً ألا نترك الأمور تتراكم فتحرقنا.. وألا نكون أسرى التخلف القبلي.. فالحياة أسهل بكثير، فلماذا نعقدها، وما ذنب أبنائنا وشبابنا لنحشرهم في الثأر، في حين أن الريف نفسه أصبح مبدأ الثأر عنده قد خف عن الماضي، وأصبح من عليه ثأر يأخذ كفنه بيده ويذهب إلى صاحب الثأر.

هناك ملاحظة مهمة ينبغي لنا أن نحسبها صح، ونطرحها بكل وضوح بعيداً عن الأنانية والتعصب وهي تتمثل بالآتي:

- هل المتعصبون والرافضون من أبناء عدن، أم أنهم نزحوا إليها وأقاموا فيها ولايزالون يتصرفون أو يتعاملون بعقلية قبلية متأصلة ومؤثرة فيهم، فإذا كانوا كذلك، فإننا نؤكد لهم أن أبناء عدن دون سواهم قد تجرعوا المر وتحملوا كل سلبيات الماضي من صراعات أيديولوجية ونعرات قبلية متخلفة أثرت سلباً في مستقبل أبناء عدن، فقد تهدمت منازلهم ونهبت ممتلكاتهم وتشردت عائلاتهم وفقدت الكفاءات مناصبها وغادر الكثير منهم إلى خارج الوطن، حتى القاموس السياسي استبعد البقية الباقية منهم، وأصبحوا بلا هوية، فهذا قدرهم، وينبغي عدم التسليم به.. (ولا حول ولا قوة إلا بالله).

- إن رفض أو قبول التسامح ينبغي أن تعطى الأولوية فيه لأبناء عدن، فأمر هذا القرار يخصهم بالدرجة الأولى، لأنهم المعنيون بالأمر، فهم أكثر تضرراً من غيرهم.

وانطلاقاً من حرصنا على لم الشمل، ونسيان الماضي علينا أن نقتدي بالنص القرآني من سورة الشورى الآية (39) (من عفا وأصلح فأجره على الله) صدق الله العظيم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى