ليس دفاعاً عن يحيى غالب المحامي

> علي هيثم الغريب:

> من الذي يستحق السجن؟ الذي أمر بإطلاق الرصاص الحي على المواطنين العزل أم المحامي العف الذي يعرض نفسه للخطر تحت نير مجموعة لاترحم؟ إن قتل الناس بالشوارع وإرسال الأحرار إلى السجون واتهام المحامين الشرفاء يعود بنا إلى القرون الوسطى، ولايمكن حدوث هذا اليوم، إلا بالأنظمة غير الوطنية الموجودة في أدغال أفريقيا.كنا نعتقد أننا بسبيل استرداد أرضنا وهيبة تاريخنا.. ولكن يبدو أن (مذابح الاعتصامات السلمية) ستتبعها (مذابح قانونية وقضائية)، لقد تم انتهاك أبسط المبادئ القانونية علانية وباستهتار تام لحقوق أبناء الجنوب.. إن القوانين بكل دول العالم تحتجز الجاني وليس الشاهد، وتعطي المدعى عليه حق استجواب المدعي، لكن ضرب بهذا المبدأ القانوني عرض الحائط.. سجناء منع عليهم العلاج بعد تعذيبهم من قبل قوات الأمن بأوامر عليا أمثال أحمد بن أحمد العبادي.. لكن الأمل يبقى طالما حملت أمهاتنا أمثال يحيى غالب أحمد المحامي، وزملائه.. إن المقارنة بين الحاكم بالعنف ومتلقي الحكم المسالم تبعث في النفس خليطاً من مشاعر الأمل والإقدام.. أين من يضحي بوقته وحديثه وحياته في سبيل إعلاء كلمة الحق والوطن.. من ذاك الذي لا يستطيع أن يعيش إلا إذا سلب ونهب وقتل النفس البريئة.. لقد بلغ الجور والاستهتار مداه.. و(شيطان الزلط) يحجب الرؤية عن المتهمين بتخريب الجنوب، فيروا ماخيله لهم هواهم، ثم يكيلون اللكمات لما تخيلوه، بل ويتحمسون حماساً عجيباً في شتم وقذف الشرفاء بقدر (الفدانات) و(الأراضي) والأموال التي جنوها من الجنوب.. فصاحب الخمسين فداناً في المواجهة ليس كصاحب الألف فدان.. فالأول قد يكتفي بالشتم، لكن الثاني ممكن يقتل..!

وهذه حالات معروفة لدى نزلاء الصحة النفسية.. إننا لنؤكد لمحامي الشهداء والجرحى والسجناء الأخ يحيى غالب.. امض في طريقك، كما عهدناك، الحق أمامك والصدق منهجك والشجاعة روحك، والجنوب.. الماضي والحاضر والمستقبل هو قبلتك الدائمة، وإن أحباءك يعلمون جيداً موقعك ودوافعك النبيلة، ويعلمون أيضاً موقع الآخرين ودوافعهم.. وأعتقد يا أخي يحيى أن الوقت طويل أمامنا حتى نعامل كبشر في ظل هذه السلطة.. فقد لاحظنا أن أي إنسان يسأل عن الأرض والحرية يعتبر انفصالياً أو مجنوناً، ووثائقه الرسمية مزورة في نظر ولاة الأمر المتخمين من أكل أموال الناس.. ولم يصدق هؤلاء أن أبناء الجنوب قد استيقظوا بعد أن عرفوا أن كل يوم يمر يسلب فيه مواطن أو يقتل.. وإنك يا أخي يحيى في مكانك الحقيقي، فوسام على صدرك أن تشتم من مصدر يخاف أن يكشف اسمه.. ونحن نقدر جهودك الجبارة، ونراك وأنت تستأنف كل صباح رحلتك الصادقة من أجل اتخاذ الإجراءات القانونية لتقديم الجناة إلى القضاء أو للإفراج عن السجناء.. فصبرا ياشيخ الشرفاء، صبرا أيها الحر الأبي فساحات القضاء هي المكان الطبيعي للوطنيين أمثالك في أمه مقيدة.. أحرارها خلف القضبان، والقتلة ولصوص الأرض وتجار الثروة يعيثون فسادا في ربوع الجنوب.. حفظكم الله ونصركم على الطغاة «والله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى