«الأيام» تزور مديرية فرع العدين:محرومة من المشاريع الحيوية والطريق أهم المشاكل والفقر نسبته كبيرة

> «الأيام» نبيل عبدالله مصلح:

>
مديرية فرع العدين بإب إحدى مديريات العدين الأربع، مديرية ذات كثافة سكانية، فيها أكثر من عشرين عزلة، أكبرها عزلة المزاحن، تحد هذه المديرية من جهة الشمال حيس الحديدة، ومن الشرق شرعب السلام.

وأهم مشاكل المديرية هي حالة الفقر لدى السكان، وكذا الطريق من المزاحن إلى قلب المديرية وكذا باقي العزل، فهي تمثل أهم المشاكل لوعورة التضاريس الجبلية، وحالياً تم عمل مسح للطريق من العدين إلى الجراحي -حيس -القهرة -الحديدة على حساب الحكومة القطرية.

هذا المشروع الحيوي المهم الذي تتجاوز تكلفته 18 مليون دولار أمريكي قد تأخر كثيرا تنفيذه، بالرغم من الاعتماد قبل خمس سنوات من قبل دولة قطر، ولكن بفعل فاعل ظل يتأخر، والآن العمل فيه متواصل عبر التوسعة العامة للطريق والجسور، وقد بدئ في المسح وعمل الجسور وسُهِّلَ بنسبة كبيرة في تقريب المسافة إلى مديرية فرع العدين، ويمر الطريق على عزلة المزاحن، وتبقى المسافة من المفرق إلى المديرية الأصعب بمسافة ساعة ونصف الساعة، وقد تم مسحه عبر المجلس المحلي، ولكن الطريق صعب، والحمير أصبحت وسيلة للنقل في معظم فروع عزل فرع العدين.

الطرق هم كبير، هل تلتفت له السلطة المحلية بقيادة المحافظ علي بن علي القيسي الذي قام بزيارة الطريق قبل العيد؟

وقد أشاد المحافظ بمستوى التنفيذ في الطريق الرئيس، وأشار أثناء اجتماع المحلي للمديرية إلى عمل دراسة مسح لطريق الفرع، والمواطنون يتمنون متابعة متواصلة من المحافظ لحل مشكلة الطريق، وتوفير معدات مسح للمجلس المحلي من أجل مسح طرق العزل، وكان لحسان حال معظم المواطنين الطريق ثم المياه والكهرباء والوضع الصحي والتعليمي في المديرية وكذا الاتصالات. وقد بدأنا من المزاحن، فقال لنا أمير مرشد المزحاني، عضو المجلس المحلي: «المستقبل يبشر بخير لأبناء المديرية، كما تشاهد الطريق الذي يربط الحديدة مع إب، تمرُّ عبر فرع العدين، والعمل جار فيها والطريق إلى عاصمة المديرية لعمل مسح لها والعمل متواصل، وهناك مشاريع الصحة كما تشاهد لمستشفى نموذجي مثل مستشفى الصالح الذي لم يبق منه سوى تركيب الأجهزة فيه وإيصال الكادر الطبي، والمستشفى بدأ يعمل ويستقبل حالات المرضى من المديرية والعزل، وهناك معهد على وشك البدء في بنائه والكهرباء ومشاريع المياه».

الأخ أمين صادق المزحاني المكلف بإدارة مكتب الاتصالات قال: «هناك سنترال المديرية لأكثر من 200 خط، ولكنه لا يعمل حتى اليوم، والمديرية محرومة من الاتصالات الثابتة، نطالب بسرعة العمل وإنجاز السنترال من أجل أن يستفيد منه المواطن في المديرية».

ووضع المياه والكهرباء حدث ولا حرج، مواطنون يصرخون: أعمدة الكهرباء موصلة إلى بعض المناطق فقط ولا تعمل، ويقال لنا انتظروا، ومشاريع المياه أغلبها أهلية، ودعم من منظمة اليونيسف والصندوق الاجتماعي للتنمية، ولكن ليس لكل القرى فمازالت الحمير وسيلة لنقل المياه من الآبار والأودية.

والجبال شاهقة في عزل الأخماس والعاقبة والأهمول وبني أحمد وبني يوسف والمزاحن ونقيل عسيق الشهير (تمر فيه سيارة واحدة من نوع شاص صالون فقط).

المحكمة والنيابة:

توجد في لبفرع محكمة في قمة جبل شاهق هو جبل شرير ارتفاعه 1500 متر عن عاصمة المديرية، يعني المواطن إذا لديه قضية، فالوقت بين المحكمة وإدارة المديرية والأمن ساعة في الطلوع وفي النزول، فلماذا لا يتم إنزال المحكمة إلى عاصمة المديرية؟!

إن عدم وجود مقر للنيابة العامة والاكتفاء بوجود النيابة في مديرية العدين التي تبعد عن الفرع أكثر من ثلاث ساعات يعد جزءا من إرهاق المواطن في مجال القضاء، فمسكين المواطن بخلوا عليه بوجود مبنى للنيابة داخل المديرية.

وطالب المواطنون عبر «الأيام» النائب العام بفتح النيابة العامة داخل المديرية، فهل تتم الاستجابة لهذا المطلب؟!

حالة الأمن في وضع جيد، حيث هناك مايقارب من 40 فرد للأمن وطقمان للمتابعة الأمنية والانتشار الأمني.

كما طالب المواطنون بوجود قسمين للشرطة في عزل المزاحن والعاقبة لأهمية ذلك، حيث إن مبنى المديرية والأمن حاليا هو المجمع الزراعي للفرع، حتى يتم الانتهاء من بناء المجمع الحكومي الذي يوشك على الانتهاء.

الوضع الصحي:

في المديرية مرافق صحية جيدة في معظم العزل، وفي مركز المديرية مستشفى ريفي جيد، وهناك أيضا مبنى هو مستشفى الصالح في عزلة المزاحن، بالإضافة إلى عدد من الوحدات الصحية، ولكن المهم هل يوجد الكادر الصحي؟ هذا هو المهم قيل لنا إنه قد تم التعاقد مع أطباء من عدن إلى المستشفى، ولكن لا يوجد طبيبة نساء وولادة وقيل إن هناك كادرا أجنبيا سوف يصل إلى مستشفى الصالح، والمواطن ينتظر إنعاش الخدمات الصحية.

وحول الصحة قال الأخ عبدالغني علي غالب، مدير الصحة بالمديرية: «إن الصعوبات هي قلة الكادر ونقص في الوحدات الصحية والمخصصات المالية، وكذا وعورة الطريق من عزلة إلى أخرى».

وأشار إلى أنه «تم توظيف عدد من الأطباء من محافظة عدن لتغطية النقص، ووصل عدد الكادر إلى 74 عاملاً في القطاع الصحي بالمديرية، منهم 10 أطباء بينهم طبيبتان روسيتان إحداهما نساء وولادة والأخرى أطفال في مستشفى الصالح الجديد، أما في المستشفى الآخر الواقع في قلب المديرية فلا يوجد لدينا طبيبة النساء والتوليد».

وأضاف:«إن عدد المستشفيات في الفرع اثنتان، والمراكز الصحية خمسة، والوحدات 15 وحدة صحية، ونسبة الأجهزة والأثاث في المستشفيات %80 متوفرة، والمراكز والوحدات %50».

وحول التغذية قال: «إن ما يصل هو 6400 كيس قمح من برنامج الغذاء العالمي، ويوزع من قبل العاملين الصحيين بالمركز بعد الفحص والمعاينة ويصرف كل ثلاثة أشهر».

وضع التربية:

أشار لنا العديد من المواطنين إلى «أن الوضع التعليمي أي كلام، وما تم مناقشته أثناء اجتماع المجلس المحلي للمديرية أمام محافظ المحافظة منتصف ديسمبر أن المديرية تمر في الجانب التعليمي بوضع صعب وعدم وجود مدرسين في بعض التخصصات العلمية، ونقل بعض المدرسين، خاصة وأن معظم المدرسين من خارج المديرية، مما سبب العجز عند نقل المعلمين والمعلمات، وعددهم قليل، ومنهم من وجدوا مدارس بشكل جيد في كل عزلة وقرية، ومعظم المدارس تم بناؤها من قبل الصندوق الاجتماعي للتنمية واليونيسف، والباقي دعم حكومي، وفوق هذا عدد الطلاب كبير، والمعلمون غير متوفرين وفي هروب مستمر».

وهناك مدارس وصلنا إليها مبناها جيد، والتعليم فيها لا يسر أحداً، وتعاني نقصاً من الكادر بشكل يسير، وهناك مدارس مثل مدرسة خالد بن الوليد فيها مشاكل مثل قيام المدير في المدرسة بإدخال طلاب لا يتواجدون طوال العام في المدرسة ويتم إدخالهم الامتحانات النهائية.

حاولنا الاتصال بمدير المركز التعليمي للاستفسار فلم يرد علينا، وقيل لنا إن عدد الكادر التربوي في المديرية يتجاوز 1700 معلم وإداري.. والمطلوب إعادة النظر في وضع المديرية في الجانب التعليمي.

في الأخير ودعنا المديرية عبر وديانها الجميلة والمحلاة بأشجار العلب والتربة الصافية، والأغنام ترتع في الوادي، ومنه الخط إلى سلام شرعب، واد طويل مليء بالأشجار والمياه المتدفقة، ظللنا نمشي أكثر من ساعة في واد جميل، ولكن الفقر واضح على المواطنين في وادي شرعب الحمر، الأطفال ينقلون المياه على ظهور الحمير وفوق الرؤوس، والنساء يغسلن الملابس في هذا الوادي، والخدمات صفر والكهرباء غير متوفرة.. معاناة ما بعدها معاناة.. في الفرع عزل محرومة من حقوق في الحياة الكريمة.. فقط عزلة المزاحن تعتبر أفضل عزل المديرية، فيها- كما علمنا- معهد تدريب أنشئ من قبل الدولة ويبعد عن المديرية ساعة ونصف الساعة، المفروض أن يكون بناء هذا المعهد في قلب المديرية وليس بعيدا عنها، ولكن سمعنا أن المزحاني يتابع في صنعاء من أجل توفير معهد آخر في قلب المديرية، والمواطنون لا يريدون معهدا بدون مياه وطريق وكهرباء.. فيجب النظر إلى تلك الخدمات، وبعدها الهاتف الثابت الذي لم يصل المديرية، ثم معهد التدريب.

المجال لا يتسع لنقل معاناة لأهالي الفرع.. فالمعاناة كبيرة ومتشعبة في مختلف المجالات.. والمطلوب النظر لها كثيرا مع أن هناك مديرية أخرى في إب أكثر معاناة إلى جانب الفرع ألا وهي القفر.

والمطلوب الاهتمام وتوجيه النظر من القيادة السياسية وقيادة المحافظة إلى تلك المديريات المحرومة وليس النظر لها وقت الانتخابات وتعليق الخطوط الكهربائية وهي لا تعمل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى