لا.. لم تتجاوز حرية التعبير

> حسن بن حسينون:

> «الأيام» صحيفة مهنية لم تتجاوز حق التعبير والحقيقة، كما قال أحد الحكماء: دعها بمعترك الحياة تدور ** فالعيش زيف والأنام قشور ** دعها تدور تدور حتى تنتهي ** ويلفها من صمته الديجور

من يحمل القلم، وليس المدفع والرشاش، ويعبر عن أفكاره وآرائه كحق كفله الدستور اليمني والقوانين، بما في ذلك قانون الصحافة وحرية التعبير والرأي والرأي الآخر، لايسعنا إلا أن نحني له الرؤوس والهامات، ونكن له الاحترام والتقدير، لأنه الشخص الوحيد القادر والمعبر عن هموم ومعاناة الناس كإنسان، ليس على المستوى المحلي وإنما العربي والدولي.

ومهنة الصحافة- كما هو معروف- هي مهنة صعبة وشاقة، لايستطيع تحمل نتائجها وتداعياتها إلا الذين تشبعوا بالقيم الإنسانية والدينية والأخلاقية، وخدمة هذه القيم التي لاتتوفر إلا عند الناس الذين يؤمنون بأن الناس خلقوا أحرارا في هذا الكون، لا ظالم ولا مظلوم، مع العلم أن الظلم من صنع الإنسان، وكل السلوكيات والممارسات التي تتنافى مع كل القيم المذكورة آنفا.

وأن من يتصدى لمثل هذه التعديات التي تنطلق من شريعة الغاب، وثقافة الموروث المتخلف، هم من وضعت فيهم الثقة على تطبيق النظام والقانون، وفي هذه الحالة تكون الصحافة الحرة الصادقة والأمينة مكملة لهذا التوجه، والتي تميزت برفع صوتها عاليا، كحق مشروع، ودق ناقوس الخطر تجاه كل من يحاول أن يجعل من نفسه وصيا على الجميع وفوق النظام والقوانين من خلال منصبه ومصادر القوة التي توضع بين يديه، ويعتقد بأنه من خلالها يستطيع أن يفعل ما يشاء وكل ما يحلو له، مع العلم أنه يدرك جيدا بأنه يسير في الاتجاه المعاكس للتوجهات السياسية وللأنظمة والقوانين، والذي لم يتعظ بعد مع كل تجارب ودروس الماضي، بل إنه لم يستوعب بعد ما معنى الديمقراطية وحرية الصحافة والنقد وحق الرأي والرأي الآخر، وهذا يدل على أن مثل هذا الشخص لايزال مسكونا بالعصبية وعقلية الاستبداد.

وهنا نقول له بأن «الأيام» وناشريها وكتابها وصحفييها لم يتجاوزوا حقهم المشروع في النشر، ونرفض أية ممارسات من أي كان تنتهك هذا الحق، بأي أسلوب وبأي شكل من الأشكال، لأن مثل هذه السلوكيات والممارسات الرعناء والخاطئة بحق «الأيام» والقائمين عليها لايقتصر ضررها وخطرها على «الأيام» فحسب، وإنما على التجربة الديمقراطية الناشئة.

وهنا نكرر تضامننا مع «الأيام» ورفضنا لأي مضايقات أو تهديدات يتعرض لها الأخوان هشام وتمام، فـ «الأيام» مدرسة عريقة تمثل لسان حال الجميع في حق التعبير.

وعلى السلطة بشكل خاص أن تستفيد من تجارب هذه المدرسة التي لم تخرج عن الصواب طيلة أكثر من نصف قرن، وإذا كان هناك من مآخذ على «الأيام» وما ينشر على صفحاتها، فإن هذه الصفحات مفتوحة للرأي والرأي الآخر، ولكل من له حق أو قضية أو ظلم وإجحاف يتعرض له.

«الأيام» تمثل اليوم على وجه الخصوص البوابة الرئيسة في سبيل الوصول إلى إحقاق الحق ورفض الظلم وكل أشكال التعدي والانتهاكات!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى