تعبئة مكثفة في اوساط الاكثرية لحشد الانصار في ذكرى اغتيال رفيق الحريري

> بيروت «الأيام» ريتا ضو :

>
تكثف قوى 14 آذار (الاكثرية) جهودها لحشد انصارها في الذكرى الثالثة لاغتيال رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري في وسط بيروت الخميس المقبل في ظل تصعيد كبير في الخطاب السياسي ينعكس احتقانا على الارض.

وبلغ التصعيد اوجه الاحد مع كلمة للنائب وليد جنبلاط دعا فيها اللبنانيين الى "المشاركة بكثافة" في ذكرى 14 شباط/فبراير، تاريخ اغتيال الحريري في 2005، وشن فيها هجوما عنيفا على المعارضة بقيادة حزب الله.

وقال جنبلاط متوجها الى اطراف المعارضة "تريدون الفوضى اهلا وسهلا بالفوضى. تريدون الحرب اهلا وسهلا بالحرب".

واضاف "في 14 شباط/فبراير يكون لبنان ام لا يكون، ام يبقى مرهونا لايران وسوريا".

وكان النائب سعد الحريري، ابرز اقطاب الاكثرية ونجل رفيق الحريري، زار أمس الأول منطقة شمال لبنان حيث التقى مناصريه وظهر في برنامج تلفزيوني مسائي من مدينة طرابلس داعيا الى التجمع الخميس في ساحة الشهداء.

وقال الحريري ان "لبنان يتعرض لمؤامرة اغتيال مستمرة منذ 14 شباط/فبراير 2005"، ودعا الى "التصدي لهذه المؤامرة التي تهدف الى السيطرة على لبنان من جديد واعادة زمن الوصاية السورية عليه".

وما ان ظهر الحريري على شاشة التلفزيون حتى بدأ اطلاق المفرقعات والرصاص من اسلحة رشاشة في عدد من المناطق اللبنانية لا سيما الشمال وغرب بيروت.

وصدر عن قيادة شرطة مجلس النواب الاحد بيانا ذكر ان "اطلاق النار بصورة عشوائية" ليلا ادى الى "تعرض مبنى مجلس النواب لسقوط رصاص من مختلف الاعيرة نتج عنه اصابة المجند محمد جابر احد حراس مبنى المجلس، بالرصاص الطائش".

واضاف البيان ان "اعيرة نارية من اسلحة حربية تساقطت على مبنى المجلس ومبنى مكاتب النواب وساحة النجمة (وسط بيروت) ومحيطها. كذلك القيت قنبلة مولوتوف حارقة من احدى السيارات بمحاذاة مقر مجلس النواب في عين التينة ولم ينتج عنها اي اضرار او اصابات".

وتعكس عادة اطلاق النار والمفرقعات في لبنان التي باتت تتزامن مع اطلالات الزعماء عبر وسائل الاعلام الاحتقان المتصاعد على الارض.

وفي هذا الاطار، افاد مصدر امني لوكالة فرانس برس ان عددا من انصار الحريري عمدوا ليلا الى تعليق صورة لرفيق الحريري في منطقة البسطا السنية في غرب بيروت المجاورة (المجاورة) لاحياء اكثرية سكانها من الشيعة توالي حزب الله وحركة امل.

وقام عناصر من حزب الله بنزع الصورة، وكاد الامر يتطور الى مواجهة لولا تدخل القوى الامنية.

وشوهد صباح أمس الأحد رتل من الآليات العسكرية ينقل جنودا ويتجه نحو بيروت، في ما يبدو واضحا بانه تمهيد لتدابير امنية سيتخذها الجيش على الارض خوفا من تجاوزات ومواجهات محتملة في 14 شباط/فبراير.

واتهم جبران باسيل، المسؤول السياسي في التيار الوطني الحر برئاسة عون، الاكثرية بالتصعيد، مشيرا الى ان "الاكثرية تصعد، فيما المعارضة تمتص كل محاولة فلتان في الشارع بانضباطها وحكمتها".

وقال النائب حسن فضل الله من حزب الله من جهته ان "الخطاب التصعيدي والتحريضي لفريق السلطة والذي يهدد بالويل والثبور ويستعيد لغة امراء الميليشيات على حساب استقرار وطمأنينة اللبنانيين يعكس مأزق هذا الفريق وتوتره".

واضاف في تصريح له وزع اليوم ان "الحملة على حزب الله لا تخدش حتى آذاننا".

في المقابل، قال النائب السابق فارس سعيد العضو في قوى 14 آذار، لفرانس برس ان "هناك حملة اعلامية موجهة من المعارضة تسعى الى احباط ذكرى 14 شباط/فبراير".

واضاف "يحاولون ان يقولوا انها محطة تعبئة لافتعال مشاكل بهدف زرع الخوف وكسر وتيرة المشاركة، وهي محاولات بائسة سترتد على اصحابها".

وانتشرت على الطرق في عدد كبير من المناطق لوحات اعلانية حملت صورا لرفيق الحريري وللتظاهرة الضخمة التي حصلت في 14 آذار/مارس 2005 في ساحة الشهداء والتي اطلقت "انتفاضة الاستقلال". وكتب على اللوحات "من لبناننا لن ينالوا"، او "نزلنا فانسحبوا. انزلوا فلا يعودوا".

وانسحب الجيش السوري من لبنان في نيسان/ابريل 2005 بعد تواجد استمر ثلاثين عاما، بضغط من الشارع والمجتمع الدولي.

وحملت لوحات اخرى صور الشخصيات السياسية والاعلامية والعسكرية التي اغتيلت خلال السنوات الثلاث الماضية، مع عبارة "الشهداء شهداؤنا والساحة ساحتنا"، في اشارة واضحة الى رفض الاعتصام الذي تنظمه المعارضة منذ اكثر من سنة في وسط العاصمة على مقربة من مقر رئاسة الحكومة وضريح الحريري.

وتجوب شوارع بيروت مواكب سيارة تحمل ملصقات تدعو الى المشاركة في تجمع 14 شباط/فبراير وتبث من مكبرات للصوت اناشيد وطنية وحماسية.

الا ان العديد من المواطنين، حتى بين الذين شاركوا في تحركات "انتفاضة الاستقلال" في السابق، يشككون في حجم التحرك المنتظر الخميس.

ويقول شارل ريحان (38 عاما) وهو ينظر الى صورة عملاقة للتجمع الشعبي في 14 آذار/مارس 2005 على الطريق السريع بين بيروت وجونيه (شمال العاصمة)، "يئسنا من استغلالنا من جانب السياسيين. في 14 آذار/مارس، نزلت الى ساحة الشهداء مع ابنتي الطفلتين وكل العائلة. اليوم، نريد فقط ان نعيش".

ويرى مدير مكتب بيروت في صحيفة "الراي" الكويتية وسام بو حرفوش "ان 14 آذار/مارس 2005 كانت لحظة تاريخية لن تتكرر".

ويضيف "كانت انتفاضة شعبية بالمعنى الدقيق للكلمة، انتفاضة رأي عام"، بينما التجمع المرتقب في 14 شباط/فبراير 2008 "يغلب عليه الطابع الحزبي".

واشار الى ان قوى 14 آذار "تحاول القيام بهجوم معاكس لتكريس حالة من توازن الرعب مع حلفاء سوريا في لبنان الذين تعتبر انهم نجحوا حتى الآن في عرقلة انتخاب رئيس للجمهورية". (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى