السرطان.. داء خبيث يظهر بصمت ويفتك بوحشية

> «الأيام» فردوس العلمي:

>
بدأت البعثة الطبية الكندية عملها في كل من مستشفى الوحدة التعليمي ومستشفى الجمهورية، وستقوم بإجراء الاستشارات والعمليات الجراحية في مجال الأورام وأمراض النساء والولادة، بالإضافة إلى فتح عيادة الفحص المبكر للثدى في الفترة من 9 حتى 14 فبراير 2008، وستقدم جميع هذه الخدمات بصورة عامة لجميع المرضى المصابين بأمراض السرطان.

«الأيام» نزلت إلى مستشفيي الجمهورية والوحدة لتسليط الضوء على هذا العمل الإنساني.

د. محمد سالم باعزب، مدير مستشفى الوحدة التعليمي قال: «يقوم الوفد الطبي الكندي بزيارة إلى مستشفى الوحدة، ويشمل نشاط البعثة إجراء الاستشارات والعمليات الجراحية في مجال الأورام وأمراض النساء والولادة، ومعاينة الحالات المستعصية يشاركه في هذا العمل الأطباء والجراحون العاملون في مستشفى الوحدة، وتم أيضا فتح عيادة لعمل الفحص المبكر للثدي».

وقال: «ينقسم عمل البعثة إلى شقين، الشق الأول يشمل جزئيتين، الأولى تدريب الطاقم التمريضي العامل في مبنى الأمومة من قابلات وكذا من الصحة الإنجابية، حيث سيتم تدريبهم على كيفية الفحص المبكر للثدي، حتى يتحصلوا على الخبرات الكافية، لكي يقمن فيما بعد بعمل هذه الفحوصات للنساء المترددات على المستشفى، والجزئية الثانية سيعملون على فحص جميع النساء اللاتي ستأتين للفحص الطوعي خلال هذه الفترة، والشق الثاني من نشاط هذه البعثة سيشمل الجانب العلمي حيث ستقام محاضرتان بعنوان: (علاج سرطان الثدي) ومحاضرة (السلامة من الإشعاع)».

وأكد: «أن هذه المحاضرات ستنقل نقلا حيا عبر شبكة الفيديو كونفرنس التي يمتلكها مستشفى الوحدة، وهي من ضمن أنشطة المستشفى التي تم افتتاحها في العام السابق بالتنسيق مع وزارة الصحة والسكان، وسيتم نقل المحاضرات مباشرة إلى كل من مستشفى الكويت في صنعاء، ومستشفى سيئون في حضرموت، ومستشفى الثورة بتعز، بالإضافة إلى الديوان العام في وزارة الصحة».

وأضاف: «هناك أيضا تنسيق لزيارة اختصاصي مختبرات للمستشفى خلال هذه الفترة، وسيعمل على تقييم مستوى أداء المختبر في إطار تحسين مستوى الخدمات، ونأمل من زيارة البعثة مساعدة المرضى في المقام الأول وتدريب الطاقم، سواء الطاقم الطبي أم التمريضي أم الفني، إلى جانب تقييم مستوى أداء عملنا في مختلف الأقسام وإعطائنا النصائح اللأزمة حول ذلك».

د. برفيسور هيو آلن أستاذ أمراض النساء والولادة أكد على: «ضرورة وجود مركز يعنى بأمراض الأورام لكي يتمكن الكثير من أهالي المنطقة من تلقي العلاج فيه» وأضاف: «سوف نحاول أن يكون هذا في أقرب وقت ممكن»، مشيرا إلى: «أن هناك العديد من المرضى لديهم مشاكل، ويتم التعامل معهم بصورة حسنة، من حيث تقديم العلاج»، مؤكداً على: «ضرورة معرفة الطبيب بتاريخ المرض لكي يتمكن الطبيب من تشخيص الحالة بصورة صحيحة، فهي الخطوة الأولى الصحيحة في العلاج لتحسين الحالة أو شفاء الحالة، إذا كانت هناك إمكانية للشفاء».

وينصح المرضى «بالتوجه إلى هذا المركز لمعاينتهم من قبل الاختصاصين لكي يتم تحديد وضعية المرضى، وعمل العلاج المناسب، ونأمل أن تتحسن ظروف تقديم الخدمات الخاصة بالأورام السرطانية».

الأخت انتصار حسن عوض، رئيسة أحد أقسام الجراحة بمستشفى الوحدة التعليمي تقول: «نحن نستقبل الحالات ونعمل على تسجيلها في السجلات، والحالات التي تحتاج إلى إجراء عملية يتم تحويلها إلى غرفة العمليات بعد تحضير الحالة».

وأوضحت: «أن أغلب الحالات التي تتم معاينتها هي حالات الثدي، وأن عدد الحالات المسجلة في مستشفى الوحدة التعليمي حوالي ست وستين حالة خاصة بالنساء والولادة، و اثنتين وثلاثين حالة خاصة بفحص الثدي، وذلك خلال يومين».

الأخ وهيب هائل مدير فرع المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان /عدن يقول: «قدوم البعثة إلى عدن ساعد على معاينة الكثير من الحالات من مختلف المحافظات، مما يسهم بشكل إيجابي في إيصال معاناة المرضى، وطرحها أمام هذه البعثة ليتم الاستفادة منها، ونتمنى أن تتكرر الزيارة بشكل سنوي، ويصبح لها برنامج زيارة ليس لعدن وصنعاء، بل لمختلف محافظات الجمهورية اليمنية، مما سيسهم في تخفيف معاناة نزول المرضى إلى المحافظة التي يقام بها المخيم، كما نتمنى أن نخرج بشيء ملموس فيما يخص قضية مركز الأورام في عدن».

وفي مستشفى الجمهورية كان لنا لقاء مع د.نديم محمد سعيد ناجي مدير المركز الوطني لعلاج الأورام، يقول: «البعثة تأتي بشكل سنوي إلى صنعاء، وهذه السنة هناك توجيهات من القيادة السياسية ممثلة بالأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية ونائبه اللذين أكدا على ضرورة نزول البعثة إلى محافظة عدن، وذلك من أجل مناقشة إنشاء مركز الأورام في عدن ومناقشة الإستراتيجة الوطنية لمكافحة أمراض الأورام».

وأضاف: «إن مركز الأورام أحد أهم المتطلبات التي تحتاجها المحافظة، وقد تم التوجيه بضرورة بناء حوالي خمسة مراكز منها في محافظة عدن والآخر في محافظة حضرموت».

وأشار إلى: «أن البعثة الكندية تسعى إلى وضع إستراتيجة وطنية لعلاج الأورام على مستوى الجمهورية اليمنية، بالإضافة إلى تقييم وضع وإمكانيات إنشاء المراكز، ومعرفة الظروف الأساسية التي يجب توفرها لبناء المراكز».

وأكد: «أن المشكلة لاتكمن في النواحي المالية، ولكن تكمن أيضا في النواحي الفنية والإدارية للمحافظة على المنشآت الصحية المجهزة، فإذا لم توجد صيانة أو إدارة تفهم في إدارة المستشفيات فلاشيء سيبقى».

وقال: «لابد من وضع سياسة صحية لإدارات المستشفيات حتى نستطيع المحافظة على المنجزات التي يتم إنشاؤها».

وأوضح: «أن البعثة كانت في السابق تهتم بقضية معالجة المرضى، وحاليا تعمل على المعالجة وتقييم الوضع».

وفيما يخص الإحصائيات لمرضى الأورام قال: «لا نستطيع أن نحدد عدد الحالات، ولكن في المركز تسجل لدينا حوالي ستة آلاف حالة جديدة سنويا، وهناك حالات لا تصلنا، وربما تصل الحالات إلى 13 ألف حالة جديدة، ولكن لا نستطيع أن نصل إلى إحصائية دقيقة، وعند استكمال البرنامج الوطني لمكافحة الأورام سنتمكن من حصر كافة الحالات على مستوى الجمهورية».

وأشار إلى: «أن سرطان الثدي يحتل المرتبة الأولى على مستوى الجمهورية بين النساء في الانتشار، وأكثر حالات الأورام في محافظتي الحديدة وحجة، وتتركز في العنق والرأس والفكين نتيجة تناول الشمة، بالإضافة إلى وجود سرطانات الأطفال والغدد اللمفاوية التي تنتشر بصورة كبيرة بين الأطفال».

د. آل ديريجر بروفيسور في الطب النووي يقول: «الحالات التي تم معاينتها حالات متأخرة، وهذا يدفعنا للاهتمام بهذا المجال، وعلى الأطباء اليمنيين العمل على الكشف المبكر حتى نتمكن من إعطاء العلاج الناجع والشافي.

إن السرطان بشكل عام له علاقة بالبيئة المحيطة بالإنسان، وتغيرات البيئة، ومن سموم موجودة في البيئة، بالإضافة للعوامل الوراثية والجينية التي لها دور في ذلك، ولايوجد سبب مباشر للإصابة بالسرطان، ولو كنت أعرف السبب المباشر لمرض السرطان لتمكنت من الحصول على جائزة نوبل».

إحدى الحالات التي تم معاينتها اليوم تعود للطفل علي عبدالله عامر الذي لم يتجاوز أربعة أعوام، يعاني من ورم يغطي نصف وجهه، ويمتد الورم إلى الجهة اليمنى للرقبة تحت الأذن، وتم علاجه. وعن هذا الحالة يقول البروفيسور آل ديريجر: «سنتأكد إذا كان هذا الورم سرطانا أم لا، وكذا معرفة أي نوع من الأورام هو».

د. علي أحمد علي عميد كلية الطب والعلوم الصحية قال: «ستعمل البعثة بالتعاون مع جامعة عدن ووزارة الصحة لإعداد تصور حول مشروع متكامل لبناء مركز للأورام يشتمل على قسمي العلاج الدوائي والتدخل الجراحي، وكذا إعداد مشروع وطني للوقاية من الأورام الخبيثة».

د. الخضر لصور مدير مكتب الصحة يقول: «تأتي زيارة البعثة إلى اليمن بتعاون وزير الصحة والسكان وبتوجيهات القيادة السياسية الهادفة إلى تحسين الأوضاع الصحية، وقد بدأت البعثة العمل في صنعاء في الفترة من 1يناير إلى 8 فبراير، وحاليا بدأت العمل في عدن، وستعمل البعثة من خلال فتح عدد من العيادات الخارجية على معاينة وفحص المرضى وإجراء العمليات المستعصية. وقد تم أمس تدشين عمل البعثة بورشة مصغرة خرجت بضرورة إنشاء مركز لعلاج السرطان، وكذا سيتم تشكيل لجنة لعمل المباحثات بين الجانبين الكندي واليمني في ورشة عمل يوم الأربعاء القادم، ونتمنى الخروج بنتائج إيجابية لما من شأنه تحسين العمل في مجال مكافحة الأورام السرطانية، والاستفادة من خبرات البعثة الكندية».

يذكر أنه تم عقد ورشة عمل خرجت بتشكيل لجنة من أربعين عضوا تحت إشراف د. علي أحمد علي عميد كلية الطب والخضر لصور مدير مكتب الصحة ونديم محمد سعيد مدير مركز السرطان.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى