قراءة في ديوان ( آلام و آمال ) للشاعر هائل سعيد الصرمي
> «الأيام» رياض الأديب:
> يعد الشاعر هائل سعيد الصرمي من أبرز الأصوات الشعرية التي طرأت على الساحة مؤخرا, و يعتبر من ألمع شعراء القصيدة (الخليلية) في الوقت الراهن, واستطاع أن يحقق نجاح كبيرا لقصيدة التفعيلة في البرنامج المسابقاتي (شاعر العرب) الذي يبث من قناة المستقلة على القمر عربسات ليصبح من أهم المرشحين لخوض زمام معركة التنافس من أجل الحصول على لقب (شاعر العرب) بعد صعوده إلى مراحل التصفيات النهائية. صدرت له العديد من الدواوين الشعرية الحديثة ومنها (آلام وآمال) من تقديم الشيخ المعروف الدكتور عبدالرحمن صالح العشماوي, طباعة مكتبة التوبة بالمملكة العربية السعودية.
في هذا الديوان نجد أن روح الشاعر في أبيات قصائده تخاطب العقل والروح في آن واحد, وهي تصف ما آلت إليه الأمة العربية والإسلامية اليوم, كلمات شعرية استوحيت من أرض الواقع، وصيغت بأبيات وقوافي تبعث في النفس الحسرة والألم تارة, لتجد نفسها تارة أخرى تسبح في بحر آمال قادمة، من شأنها أن تعيد إلى الأمة الإسلامية كيانها وعزتها ومقدساتها. فهو يقول في قصيدته الشعرية (أُحبك) مخاطبا بيت المقدس:
ألملم من جراحات المآسي/بقايا عزتي وصليل بأسي/فقد سرقوا معين العز مني/ومتراسي وأسيافي وقوسي/وما بقيت سوى الآمال ذكرى/تمنيني بأمجادي وأمسي.
في هذه الأبيات الشعرية نجد أن قلب الشاعر ينبض بأحاسيس مرهفة تجاه قضايا اُمته، وهو الأمر الذي جعله يستحق لقب (أنت شاعر) من الداعية العشماوي، إذ يقول في تقديمه لديوانه الشعري: «نبض قلب الشاعر واضح في هذه القصائد, ولا شعر بلا نبض و لا نبض بلا إحساس, و مستوى القصائد يتباين بين الجيد و الأجود, و مع ذلك التباين فشعرك يعبر عن مشاعرك بصورة جلية، هذا هو الشعر.. أنت شاعر.. هذا ما تؤكده هذه القصائد.. و حسب الشاعر أن يقال له (أنت شاعر).
ولأن المسلم كما يقول الصرمي في مقدمة ديوانه: «يعيش من أجل فكرة, ويحيا لأداء رسالة، فهو مستخلف في الأرض مكلف بعمارتها, فحياته تدور حول قضايا دينه وأمته». نجد أن كلمات الصرمي هذه تحولت إلى أبيات شعرية أيضا تدور حول قضايا وطنه العربي الممتد من المحيط إلى الخليج، وفي قصيدة (انتحار التاريخ) يقول:
قامت على ظهرك السامي مبادئنا/وثبت المجد في أركانك الله/واليوم التاريخ ينتحر منتحبا/ويحتسي من حمام الذل أشلاه /سالت بحارا دموع القهر من دمنا/على ثراك الذي ازدادت بلاياه/سالت دماؤك يا بغداد مُذ هدموا/بيت الإباء الذي قد كنت مأواه.
في هذه الأبيات الشعرية نجد الشاعر الصرمي يصوغ الحاضر الآليم الذي يعصف ببغداد, بغداد الحضارة والتاريخ، بغداد هارون الرشيد, بغداد التي بارك الله في بناء أمجادها المشيدة على أركانها، وهي تسطر في التاريخ أنصع صفحات مجدها, نجد اليوم وبدون مقدمات أن التاريخ ينتحر على أسوارها في أبشع مشهد يسطره التاريخ المعاصر. وبينما أركان العروبة تهدم ركنا تلو آخر نجد أن الشاعر لايملك إلا أن يرسل الدموع التي تتزامن مع دماء وأشلاء الأجساد البغدادية، منذ حطت عليها أقدام أعدائها.
ونجد في الديوان الشعري (آلام وآمال) المكون من 29 قصيدة شعرية موزعة بين 108 صفحات من القطع المتوسط تفاعلا من نوع خاص بين أبيات القصيدة التي نسجت مجد الماضي بواقع الحاضر الأليم، إذ يقول في قصيدته (مسرح الآلام و الآمال):
كنا جبالا في ذرا العلياء/وبواسلا كالأسد في الهيجاء/واليوم نرزح تحت وطأة ذلنا/ وندور في فلك من الأهواء/تالله إن الران يحجب أمتي/في عصرنا المتمزق الأشلاء.
أما في قصيدة (شعبي يموت) نجد أن الشاعر اقترب أكثر من هموم شعبه و واقعه البائس الذي يرزح تحته:
شعبي يذوق الموت دون عزاء/أو ما تراه ممزق الأشلاء/أو ما تراه على الأزقة عاريا/ متدثرا بمرارة البأساء/أو ما ترى للبعض أثواب الأسى/والبعض منغمسون في النعماء/وترى الفتاة تبيع ثوب عفافها/ للعابثين بلقمة و كساء/انظر إلى الأجسام كيف تحولت/عظما بفعل الجوع والأدواء/ وانظر إلى الأحشاء كيف تمزقت/إربا من الإفقار و الأدواء.
نجد أن قلب الشاعر في هذه الأبيات لم يعد يتسع لمزيد من الجراحات و مزيد من الطعنات مما آل إليه واقع العروبة اليوم, فهي إن لم تكن مستعمرة من قبل أعداء الإسلام إلا أنه يجد أنها تعاني من استعمار آخر يختلف من حيث اللون والطعم و الرائحة، إنه استعمار الجوع والفقر والبؤس والحرمان الذي استوطن بلده و أهلك شعبه الذي تمزقت أحشاؤه ولبس ثوب الأسى, بعدما باعت الفتاة عذريتها من أجل لقمة عيشها، ليصور في الاتجاه المعاكس كيف أن هناك أناسا منغمسين في الترف و النعمة. قصائد و أبيات شعرية أقل ما يقال عنها أنها لم تدمي القلوب من هول الواقع المعاش فحسب، بل إنها قد تعمي العيون حين تتحول مدامعها إلى دماء جارية.
صدر للشاعر الصرمي إلى جانب ديوان (آلام و آمال) أربعة دواوين أخرى هي:
-1 (حبات قلب) - تقديم حسن الصغيرحمود يغنم - مكتبة التوبة - السعودية. -2 (نبض الفؤاد) - تقديم الدكتور عبدالولي الشميري - مكتبة التوبة - السعودية. 3 - (زنابق الروح) - تقديم الدكتور عائض القرني - مكتبة التوبة - السعودية. -4 (لك يا رسول الله) - لم يقدم له أحد - مكتبة التوبة - السعودية.
في هذا الديوان نجد أن روح الشاعر في أبيات قصائده تخاطب العقل والروح في آن واحد, وهي تصف ما آلت إليه الأمة العربية والإسلامية اليوم, كلمات شعرية استوحيت من أرض الواقع، وصيغت بأبيات وقوافي تبعث في النفس الحسرة والألم تارة, لتجد نفسها تارة أخرى تسبح في بحر آمال قادمة، من شأنها أن تعيد إلى الأمة الإسلامية كيانها وعزتها ومقدساتها. فهو يقول في قصيدته الشعرية (أُحبك) مخاطبا بيت المقدس:
ألملم من جراحات المآسي/بقايا عزتي وصليل بأسي/فقد سرقوا معين العز مني/ومتراسي وأسيافي وقوسي/وما بقيت سوى الآمال ذكرى/تمنيني بأمجادي وأمسي.
في هذه الأبيات الشعرية نجد أن قلب الشاعر ينبض بأحاسيس مرهفة تجاه قضايا اُمته، وهو الأمر الذي جعله يستحق لقب (أنت شاعر) من الداعية العشماوي، إذ يقول في تقديمه لديوانه الشعري: «نبض قلب الشاعر واضح في هذه القصائد, ولا شعر بلا نبض و لا نبض بلا إحساس, و مستوى القصائد يتباين بين الجيد و الأجود, و مع ذلك التباين فشعرك يعبر عن مشاعرك بصورة جلية، هذا هو الشعر.. أنت شاعر.. هذا ما تؤكده هذه القصائد.. و حسب الشاعر أن يقال له (أنت شاعر).
ولأن المسلم كما يقول الصرمي في مقدمة ديوانه: «يعيش من أجل فكرة, ويحيا لأداء رسالة، فهو مستخلف في الأرض مكلف بعمارتها, فحياته تدور حول قضايا دينه وأمته». نجد أن كلمات الصرمي هذه تحولت إلى أبيات شعرية أيضا تدور حول قضايا وطنه العربي الممتد من المحيط إلى الخليج، وفي قصيدة (انتحار التاريخ) يقول:
قامت على ظهرك السامي مبادئنا/وثبت المجد في أركانك الله/واليوم التاريخ ينتحر منتحبا/ويحتسي من حمام الذل أشلاه /سالت بحارا دموع القهر من دمنا/على ثراك الذي ازدادت بلاياه/سالت دماؤك يا بغداد مُذ هدموا/بيت الإباء الذي قد كنت مأواه.
في هذه الأبيات الشعرية نجد الشاعر الصرمي يصوغ الحاضر الآليم الذي يعصف ببغداد, بغداد الحضارة والتاريخ، بغداد هارون الرشيد, بغداد التي بارك الله في بناء أمجادها المشيدة على أركانها، وهي تسطر في التاريخ أنصع صفحات مجدها, نجد اليوم وبدون مقدمات أن التاريخ ينتحر على أسوارها في أبشع مشهد يسطره التاريخ المعاصر. وبينما أركان العروبة تهدم ركنا تلو آخر نجد أن الشاعر لايملك إلا أن يرسل الدموع التي تتزامن مع دماء وأشلاء الأجساد البغدادية، منذ حطت عليها أقدام أعدائها.
ونجد في الديوان الشعري (آلام وآمال) المكون من 29 قصيدة شعرية موزعة بين 108 صفحات من القطع المتوسط تفاعلا من نوع خاص بين أبيات القصيدة التي نسجت مجد الماضي بواقع الحاضر الأليم، إذ يقول في قصيدته (مسرح الآلام و الآمال):
كنا جبالا في ذرا العلياء/وبواسلا كالأسد في الهيجاء/واليوم نرزح تحت وطأة ذلنا/ وندور في فلك من الأهواء/تالله إن الران يحجب أمتي/في عصرنا المتمزق الأشلاء.
أما في قصيدة (شعبي يموت) نجد أن الشاعر اقترب أكثر من هموم شعبه و واقعه البائس الذي يرزح تحته:
شعبي يذوق الموت دون عزاء/أو ما تراه ممزق الأشلاء/أو ما تراه على الأزقة عاريا/ متدثرا بمرارة البأساء/أو ما ترى للبعض أثواب الأسى/والبعض منغمسون في النعماء/وترى الفتاة تبيع ثوب عفافها/ للعابثين بلقمة و كساء/انظر إلى الأجسام كيف تحولت/عظما بفعل الجوع والأدواء/ وانظر إلى الأحشاء كيف تمزقت/إربا من الإفقار و الأدواء.
نجد أن قلب الشاعر في هذه الأبيات لم يعد يتسع لمزيد من الجراحات و مزيد من الطعنات مما آل إليه واقع العروبة اليوم, فهي إن لم تكن مستعمرة من قبل أعداء الإسلام إلا أنه يجد أنها تعاني من استعمار آخر يختلف من حيث اللون والطعم و الرائحة، إنه استعمار الجوع والفقر والبؤس والحرمان الذي استوطن بلده و أهلك شعبه الذي تمزقت أحشاؤه ولبس ثوب الأسى, بعدما باعت الفتاة عذريتها من أجل لقمة عيشها، ليصور في الاتجاه المعاكس كيف أن هناك أناسا منغمسين في الترف و النعمة. قصائد و أبيات شعرية أقل ما يقال عنها أنها لم تدمي القلوب من هول الواقع المعاش فحسب، بل إنها قد تعمي العيون حين تتحول مدامعها إلى دماء جارية.
صدر للشاعر الصرمي إلى جانب ديوان (آلام و آمال) أربعة دواوين أخرى هي:
-1 (حبات قلب) - تقديم حسن الصغيرحمود يغنم - مكتبة التوبة - السعودية. -2 (نبض الفؤاد) - تقديم الدكتور عبدالولي الشميري - مكتبة التوبة - السعودية. 3 - (زنابق الروح) - تقديم الدكتور عائض القرني - مكتبة التوبة - السعودية. -4 (لك يا رسول الله) - لم يقدم له أحد - مكتبة التوبة - السعودية.