بطل العالم للتنس الأرجنتيني الحضرمي باديان

> صالح عميران:

> أنا كلاعب تنس كرة المضرب أو ما تبقى من قدماء اللاعبين المخضرمين .. لازلت أتابع أخبار هذه اللعبة الأنيقة والجذابة، حسنة المتابعة، ذات الحركات متعددة الاتجاهات، من أسفل إلى أعلى، إلى اليمين ثم إلى اليسار ... كما يشاء خصمك يوجهك بوجهة الكرة الصفراء، حتى أنك قد تفقد توازنك من شدة السرعة فتترنح،وتحكمك هنا لياقتك البدنية، وتحميك من (السدح) السقوط منبطحا على جانب الملعب، وياما ياما كان نصيبنا من أنواع (السدح)، وربنا كان الساتر.

في بطولة (رولان جاروس) الفرنسية، وهذا الاسم لأحد المشاهير العظماء في فرنسا، وليس كما يعتقد البعض أنه اسم مدينة.. كنت أتابع البطولات وإنجازات عظماء اللعبة، وفي مقدمتهم الإنسان الرياضي الخلوق (روجر فيدرر)، وصاحبنا المعني بهذا المقال، المذكور أعلاه، كان معلقا للتنس في قناة (أيه .آر. تي) وكان سريعا في مقابلة أو في وصف مدرب البطل، الذي ربما يتحول إلى أسطورة أخرى تنافس رجل التنس العظيم الوسيم جمالا وأخلاقا (بيت سامبراس)، وقد أدهشتني جملة قالها هذا المعلق وهو يحاور مدرب البطل العالمي بانديان :«أنت تقول بأن أصلك حضرمي .. نعم حتى هذا البطل أصله حضرمي» وصال عقلي وجال في هذا الحوار المعقد كثيرا - كيف حدث اتجاه العرب الأقحاح الحضارمة إلى المحيط الأطلسي، كيف حصل ذلك .. ورجعت إلى مدونات عديدة للبحث عن هذه الهجرة النادرة جدا - ونحن نعلم بأن العرب الذين هاجروا إلى أمريكا اللاتينية معظمهم من سوريا ولبنان .. ورجعت إلى الكتاب الشهير، والذي ينضح ألما لما قام به الأسبان المتوحشون ،عندما سقطت غرناطة التي ستظل خالدة في نفوس كل العرب وكل البشر الذين يحترمون صناع الحضارات، حضارتنا في أسبانيا حولت الأسبان من أناس يرون في البحر أنه ملك للجن، لأنهم كانوا في أقصى درجات التخلف وزادهم شماتا واحتقارا عصابات (الفايكنج) الذين لم يستطع أي حاكم أو ملك أوربي إخضاعهم، ولكن الفاتحين العرب أخضعوا هؤلاء القتلة ، وبعد سقوط غرناطة العزيزة على كل الأمة ، كلف طغاة أوروبا الفايكنج بنقل عرب أسبانيا إلى بحر الظلمات، وبذلك وقبل تسمية هذا البحر بالمحيط الأطلسي وتسمية الأمريكيتين بأسمائها الحديثة، فقد تم نقل صناع الحضارات على بواخر التجار العرب، وسلمت قيادتها للقراصنة الفايكنج، وهكذا انتشر العرب فيما يسمى اليوم بأمريكا اللاتينية .. نعم إن التاريخ الثوري في كوبا كاسترو العظيم يشهد بأن العرب كانوا متواجدين في كوبا ، ولازال هناك آثار للعرب بين شعب كوبا البطل، ومن منا ينكر بأن أجناس وملامح شعوب أمريكا اللاتينية هي ذات علاقة بملامحنا .. إنها ملامح أمة محمد العظيم.

ولعل ذلك مايؤكد بأن الحضارم مشهورون باستخدام البا- في نهاية أسمائهم ولعلي أجد في إسم اللاعب (بانديان) مايوصلنا إلى القناعة بالحوار الذي أجراه معلق (ايه .آر.تي)، واليوم نرى البطل الأرجنتيني الحضرمي - المصنف عالميا في ترتيب أبطال التنس ال(100) هو (17) وقبل فترة وجيزة كان تصنيفه (18) وبإنجازه العالمي في بطولة فرنسا خاصة، عندما استقر بطل العالم روجر المصنف رقم (1) ثم (ندال) المصنف (2) والصربي (جوكوفيتش) - قد يتخطى رقما عالميا جديدا ويصنف برقم أرقى إلى الأمام، والأصول العربية بين الأبطال المحترفين في تنس كرة المضرب أخذت مكانها بصورة بطيئة، فبعد البطل إسماعيل الشافعي، نرى بطلا عربيا من عائلة لبنانية مهاجرة في اليونان (قبرص)، هو البغدادي ماركوس (بجداد يتش ماركوس)، ومع الأسف الشديد فأبطال العرب المغاربة قد اختفوا من أواخر المصنفين المائة، لأن الدول العربية والجامعة العربية -وهم كلهم معنيون بتطوير الرياضة في كل قوانينهم يصرفون على جيوش من الموظفين ملايين الدولارات - والرياضة مرمية ،خاصة الألعاب العملاقة التي تحتاج إلى قوة وفتوة حتى تنجح .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى