قراءة على هامش المشاركة التلالية الأولى في دوري الثانية

> «الأيام الرياضي» عوض بامدهف:

>
التلال.. وما أدراك ما التلال.. عميد الأندية اليمنية، الذي حمل على كاهله أعباء أكثر من مائة عام من الممارسة الرياضية.

التلال.. حكاية رياضية مفرطة في الطول، حافلة بالأحداث والوقائع بفصولها المئوية.

التلال.. شكل علامة فارقة في رحاب الرياضة اليمنية، كان ومازال القاسم المشترك والمعادلة الرياضية الأصعب.

هذا العميد.. وفي لحظات استرخاء وتأرجح وغفلة.. وقع المحذور، وسقطت الهيبة التلالية في غياهب بئر عميق الأغوار، حالك الظلام.

التلال هبط (يا رجاله)!.. حقيقة ساطعة، وواقعة لم يصدقها أحد أو يحاول مجرد المحاولة تصديقها، وكان لها وقع الصاعقة على رؤوس أبناء البيت التلالي.

الأغلبية اعتقدت أو ظنت أن هبوط التلال إلى دهاليز دوري المظاليم ليس أكثر من مجرد (نكتة بايخة) أو مزحة ثقيلة الدم، فهل يعقل أن العميد بكل سطوته وجبروته وتاريخه يهبط هكذا مثل بقية الفرق؟!.. هذا لا يمكن أن يحدث، فلابد من تحرك على أعلى المستويات وأرفعها، وأن القرار العالي المقام لابد أن يصدر ليعيد الأمور إلى نصابها، ويحفظ ماء وجه العميد التلالي، والغريب أن البعض قد اطمأن إلى ذلك ووضع في بطنه أكثر من حبة بطيخ صيفي وشتوي، ليغرق في سبات عميق، مستمتعا بأحلام اليقظة، لتكمل الأيام دورتها السريعة ليفيق هذا البعض فيجد السراب في استقباله، فلا القرار المزعوم صدر، بل وجد أمامه أن (الشخص النادر) قد نال مكافأة مجزية على فعلته النكراء في المباراة الفاصلة بين العميد والزعيم في ستاد اللواء الأخضر، ألا وهي نيله مقابل ذلك (الشارة الدولية)، والشارة منه براء.

وللأمانة فقد تملكتني مشاعر الإعجاب والاعتزاز بالشجاعة النادرة التي أبداها مهندس البيت التلالي حسن سعيد قاسم، نائب رئيس النادي، ورجل المهام والمواقف الصعبة، الذي أعلن على الملأ أن هبوط الفريق التلالي الأول إلى دوري الدرجة الثانية هو أمر واقع يجب التعامل معه على هذا الأساس، وهذا الموقف الشجاع أسهم كثيرا في استيعاب أهل البيت التلالي أبعاد وحقيقة وواقعية كبوة الهبوط.

وشمر المهندس والطاقم الإداري ومنهم الخبير الإداري جميل ثابت، والنجم المعروف محمد عبده جبل، والمثابر عبدالكريم الشرجبي، وبقية الطاقم عن سواعد الجد وشرعوا في إعداد خطة محكمة للشروع في السير في الاتجاه الصائب صوب إعادة انتشال وضعية الفريق التلالي الصعبة والمعقدة، وبالذات الحالة النفسية لعناصر الكتيبة التلالية الحمراء، ودخل الجميع في سباق محموم مع الزمن لإعادة ترتيب أوضاع الفريق التلالي وتوفير عوامل التهيئة المناسبة، لخوض غمار مشاركته الأولى في دوري الدرجة الثانية، وما يتطلب هذا الأمر من جهد وعناء وبذل.

وسط رياح بوادر الاختلاف التي غذاها البعض والجدل الدائر حول تحديد من يتحمل مسئولية الهبوط، والتي حسمها المهندس بعبارات صريحة وشجاعة بأن الهبوط مسئولية جماعية يتحملها الجميع وبنسب متفاوتة، وأن الوقت ليس وقت البكاء على اللبن المسكوب ، والتلال عليه أن يواجه كبوة الهبوط بتكاتف كل جهد تلالي ممكن، وعبر لملمة الصف التلالي سيمكن تخطي هذه الكبوة بنجاح كبير، والعودة السريعة والموفقة بالعميد إلى سابق عهده، وموقعه اللائق به دوما في صدارة الكبار والأضواء.

الأمين.. والخبر اليقين

لقد أحسنت الإدارة التلالية صنعا بتعاقدها مع المدرب الوطني الكبير أمين السنيني لتدريب الفريق الأول، الذي يخوض مشاركته الأولى في دوري الدرجة الثانية، وكذا اختيار الجهاز الفني المعاون له، وذلك لخبرة الأمين الطويلة في مجال التدريب وقدرته الجيدة على التعامل مع لاعبي الفريق بطريقة متطورة، كونه أتى من بعيد ولا علاقة له بكل ما أحاط الجانب التدريبي في نادي التلال الرياضي من شوائب علقت به خلال الفترة السابقة.. والجماهير التلالية تمني النفس بأن يأتي الأمين بالخبر اليقين والسار، وهو تحقيق العودة السريعة والموفقة لفريق التلال إلى موقعه المناسب في صدارة الكبار وتحت الأضواء، وأن الفترة الحالية التي يمر بها التلال بحاجة ماسة إلى جهد كل تلالي مخلص، وأن على الجميع وضع كل خلافاتهم جانبا وتأجيل التراشق حولها ومسألة الخوض فيها وحسمها إلى ما بعد عودة الفريق التلالي المظفرة إن شاء الله إلى الأضواء، وأن يكون شعار كل التلاليين في هذه المرحلة هو (العودة أولاً وثانياً وأخيراً).

اللعب في الثانية (شكل تاني)

البعض يظن أن التنافس واللعب في دوري الدرجة الثانية، هو أقرب ما يكون إلى نزهة كروية يقضيها الفريق كيفما اتفق هكذا دون جهد ولا عناء ولا تعب، ولكن الحقيقة غير ذلك على الاطلاق، فإن التنافس واللعب مسألة شديدة الصعوبة، كما أشار الكابتن عبدالكريم الشرجبي، مسئول النشاط الرياضي بنادي التلال وإداري الفريق، والذي استطرد قائلا:«إن الفريق عليه أن يواجه فرق مجموعته وبصورة جدية وحماسية، حيث لا يوجد فريق ضعيف وسهل المنال يمكن التغلب عليه، وذلك لأن كل فريق في المجموعة الثانية يلعب مع فريقنا واضعا في اعتباره أنه يقابل فريق التلال فيلعب بحماس شديد، وأن الفوز عليه هو الهدف الأول والأخير له، لأن مردود ذلك سيكون الكثير من الفخر والاعتزاز، وعليه فإن فريقنا في دوري الثانية يلعب في أكثر من اتجاه، وأمامه أكثر من مهمة عليه تنفيذها بشكل جيد وتام..إذ أنه مطالب من قبل جماهيره بتحقيق الفوز وتصدر مجموعته والعودة السريعة إلى الأضواء.

ونحن على ثقة من قدرات فريقنا وجهود وإخلاص اللاعبين، وما نحن بحاجة ماسة إليه هذه الأيام هو تماسك البيت التلالي حتى نتجاوز هذه الكبوة الآنية، لكي نحقق آمال وطموحات الجماهير التلالية الوفية.. وثقتنا عالية بكل أبناء البيت التلالي ومشجعي النادي، وكل من له صلة بالتلال.. وعلى الجميع واجب دعمنا ومساندتنا في هذه الفترة الصعبة ولو بالكلمة الطيبة، كما أن الدعم الكريم المقدم من الأخ العميد أحمد علي عبدالله صالح، قائد الحرس الجمهوري والرئيس الفخري للنادي، وكذا الأخ توفيق صالح، رئيس مجلس إدارة شركة التبغ والكبريت (كمران) له الدورالأبرز في تحقيق كل الأماني التلالية إن شاء الله.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى